إحتج، صباح أمس، عشرات المقصيين من السكن الإجتماعي الذي ضمت قائمته 60 مستفيدا فقط قرب مقر الدائرة الإدارية لحسين داي، وقام العديد منهم باقتحام المقر والتجمهر بساحته في انتظار مقابلة الوالي المنتدب من أجل مطالبته بتفسيرات حول سبب إقصائهم والمعايير التي اعتمدت في وضع القائمة. لم يتمالك أمس العشرات من المحتجين أنفسهم بعد خيبة الأمل الكبيرة التي أصابتهم جراء الإعلان عن قائمة المستفيدين التي ضمت 60 مستفيدا فقط وتم نشرها أمس الأول قرب مقر البلدية على الثانية زوالا، واستدعى ذلك بقاء السكان منذ الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الثانية زوالا وهو توقيت الإعلان عن القائمة حسب شهادة من اقتربنا منهم، في الوقت الذي علقت فيه العشرات من العائلات آمالا كبيرة عن تلك القائمة، ما جعل المقصيين ينقلون احتجاجهم صباح أمس إلى مقر الدائرة وأقدموا على اقتحامه والوصول إلى غاية بهوه أمام تعالي صرخات النسوة “المقصيات” ممن يعانين من أزمة سكن خانقة منذ سنوات. وأصر المقصون ممن تحدثنا إليهم “على ضرورة مقابلة الوالي المنتدب ومطالبته بتقديم إيضاحات حول الطرق التي اعتمدت خلال وضع القائمة واستغلال الفرصة لإيداع طعونهم”، رغم محاولة منعهم من قبل أعوان الشرطة الذين كانوا يحرصون المدخل، وقد تم إبلاغهم بأن الوالي المنتدب قد غادر المكان مثلما جاء على لسان البعض منهم. كما اضطر العديد منهم إلى مغادرة الساحة الواقعة بداخل مقر الدائرة بعد أن استرجعوا بطاقات هوياتهم من عند عون الشرطة، فيما أصر آخرون على عدم مبارحة المكان إلى غاية مقابلة الوالي المنتدب. وانتقد المقصون بشدة قائمة المستفيدين التي ضمت “عددا من الغرباء عن البلدية”، مثلما جاء على لسان العديد منهم وهم يصرخون بأعلى صوتهم، وطالبوا تفسيرات من الوالي المنتدب، خصوصا وأن البعض ممن القتهم “الفجر” أمس أكدوا أنهم “تلقوا وعودا تفيد باستفادتهم من السكن في هذه الحصة السكنية، علما أن وضعيتهم الاجتماعية مزرية ولكن سرعان ما تفاجؤوا بعدم ورود اسمهم ضمن القائمة”، مثلما هو الحال بالنسبة لأحد المواطنين البالغ من العمر واحد وأربعون عاما تقطن عائلته بشقة تحتوي على غرفتين يتقاسمها 13 فردا بحي 88 بوجمعة مغني، ما يضطره إلى المبيت في الشرفة، وكان أول ملف أودعته العائلة للحصول على مسكن محترم خلال سنة 1967، كما أودعوا ملفات أخرى ولكنهم لم يستفيدوا من شيء، مؤكدا بأن التحقيق شمل الوضعية المزرية التي تتخبط فيه عائلته مرات عدة وفي كل مرة تقصى من قائمة المستفيدين، وبنبرة مليئة بالحزن والأسى أعربت سيدة أخرى كانت متواجدة بعين المكان رفقة طفلتها الرضيعة أنها أودعت ملفات منذ خمس سنوات ووضعيتها مزرية ورغم ذلك لم تستفد من مسكن اجتماعي.