دعا المشاركون في الأيام الدراسية الخاصة بتراث وتاريخ منطقة تيسمسيلت، التي اختتمت فعالياتها أول أمس، إلى ضرورة تأسيس مسابقة سنوية خاصة بالبحوث الأكاديمية التي من شأنها أن تتيح الفرصة أكثر أمام الباحثين والمهتمين بالتراث وتاريخ المنطقة، إلى التعمق أكثر فيه وتدوينه والمحافظة عليه. خلص المشاركون في هذه الأيام التي احتضنتها دار الثقافة للولاية، وجاءت تحت شعار “التراث الثقافي والذاكرة حتى لا ننسى”، وعرفت مشاركة ثلة من الباحثين في التراث من داخل الوطن وخارجه، إلى أنّ التراث الثقافي بمنطقة الونشريس له أهمية بالغة طالما ارتبط ارتباطا وطيداً بالهوية الوطنية والشخصية الجزائرية عبر حقب تاريخية كانت شاهدة على ما مرت به المنطقة من حضارات وأجيال، داعين السلطات المعنية إلى الاهتمام والحفاظ على الرصيد التاريخي والحضاري. أشار عبد القادر دحدوح، أستاذ علم الآثار بجامعة قسنطينة، إلى أن الونشريس سكنتها عدة قبائل كعزيزية ومطماطا وبن تاغرين، والتي انصاعت آنذاك إلى قبيلة بنى توجين، والتي كونت إمارة الونشريس وكانت المسيطرة الوحيدة آنذاك لمدة 4 قرون، أين ساهمت في إنجاب علماء وفقهاء، وهو ما ذهب إليه الباحث والدكتور سليم ادريسي من بجامعة الجزائر 2، منوها في الوقت ذاته بأنواع الكتابات التي عثر عليها من قبل الباحثين في المنطقة، والتي بلغت 20 كتابة فقط تعود إلى فترة إمبراطورية كركلا، وتنوعت تلك الكتابات بين الخط الروماني والخط اللاتيني. وقد أرجع ذات المتدخل قلتها إلى قلة الأبحاث حول المنطقة مقارنة بمختلف مناطق الوطن التاريخية والتراثية الأخرى. وفي ختام هذه الأيام، قدم المشاركون دعوة واضحة وصريحة إلى كل الفاعلين في قطاع التراث حتى تكون هناك إعادة لفهرست المخطوطات فهرسة الكترونية، وكذا تأسيس مخابر لمخطوطات من أجل الحفاظ على الهوية الجزائرية، وكذا فتح باب لثقة بين المفهرس الباحث وبين أصحاب الخزائن التي تحتوي مخطوطات من أجل حمايتها من التلف والاستفادة منها في البحوث والدراسات.
