“الإستراتيجية الرياضية المنتهجة في 20 سنة الماضية كانت خاطئة" أكدت البطلة الأولمبية السابقة، وعضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية حسيبة بولمرقة أنها ستسعى من أجل المساهمة في تطوير مستوى الرياضة الوطنية التي تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسب ما اعتبرته الإستراتيجية الخاطئة للرياضة الوطنية، معتبرة أن تواجد الوزير تهمي الذي سبق له رئاسة اتحادية كرة اليد سيساعد كثيرا في إنجاح السماعي الهادفة إلى تطوير الرياضة الوطنية. أكدت بولمرقة في حوار مع “الفجر” أمس، أن اللجنة الأولمبية قد شرعت في وضع معالم الطريق من أجل النهوض بمستوى الرياضة الوطنية من خلال تسطير برنامج عمل لإعداد النخبة لتمثيل أفضل خلال أولمبياد 2016، والعمل على ضمان مشاركة أفضل للجزائر مقارنة بدورة لندن الأخيرة. أهلا بك حسيبة بولمرقة، وفي البداية نريد أن نهنئك بعضوية المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، والسؤال المطروح، ما هي أهدافك وطموحاتك رفقة اللجنة الأولمبية؟ أهلا بكم، نعم أنا ضمن المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، ويشرفني العمل من أجل الوطن، ورفقة الرئيس مصطفى بيراف، أما بخصوص أهدافي وطموحاتي خلال العهدة الجديدة، فسأسعى إلى تقديم يد المساعدة للرياضة الوطنية، والعمل على تطويرها، وكوني رياضية سابقة، فإني سأحاول جاهدة من أجل نقل تجربتي وخبرتي إلى الرياضيين الجدد، وسأعمل بقوة في الميدان من أجل الاحتكاك بالأبطال الحاليين، ومساعدتهم على التألق، وتشريف الألوان الوطنية. وهل يمكن القول أن عملكم قد انطلق بشكل فعلي؟ نعم لقد عينت هذا الأسبوع، وشرعت في عملي، كنت منذ قليل مع اجتماع عمل، ولدينا أجندة مكثفة وعمل كبير ينتظر الأعضاء من أجل إعداد الرياضة الجزائرية لمشاركة قوية خلال دورة ألعاب أولمبياد ريو دي جنيور 2016. الكثيرون يتعجبون من غياب اسم كبير كبولمرقة عن الساحة الرياضية الجزائرية في الفترة الأخيرة، فلماذا لم يكن لك دور في التسيير الرياضي خلال العهدة السابقة؟ أولا علينا الاعتراف أن القوانين المعمول بها تهمش الأبطال الوطنيين السابقين، حيث أن العديد من الاتحادات ترفض منح عضوية في الجمعية العامة لبطل سابق، وهو ما يفسر غياب الرياضيين عن الساحة، وتهميشهم، أشكر القرار الجريء للاتحادية الوطنية لألعاب القوى التي فضلت منح عضوية دائمة لجميع الأبطال الدوليين السابقين، وأتمنى أن تنتج بقية الاتحادات نفس ما انتهجته اتحادية ألعاب القوى. وهل تعتقدين أن الرياضي قادر على النجاح في مهمة التسيير، حيث يختلف التسيير عن ممارسة الرياضة؟ الرياضي السابق قادر على المساهمة في تطوير الرياضي، وهو الأمر الذي أسعى إلى تحقيقه، حتى وإن كان الرياضي محدود من حيث التسيير، فإنه قادر على نقل تجربته للرياضيين الجدد، ومساعدتهم في تحقيق نتائج إيجابية. خلال العهدة السابقة، شهدت اللجنة الأولمبية انشقاقات كبيرة، وخلافات أثرت على الرياضة الجزائرية، ماذا يمكن القول عن تلك الخلافات؟ صحيح، إنه أمر مخجل، وأتمنى أن تكون العهدة الجديدة بداية أفضل للجنة الأولمبية التي تعد أكبر هيئة رياضية في الوطن، نتمنى أن يسود الهدوء خلال العهدة الجديدة، وأن نتلقى الدعم اللازم من طرف السلطات في الوطن من أجل خدمة الرياضة الجزائرية. العهدة الجديدة تزامنت مع مجيء وزير جديد، وهو الدكتور محمد تهمي، الذي يأتي من المحيط الرياضي ما دام أنه سبق له رئاسة اتحادية كرة اليد، ويفقه جيدا الرياضة، كيف ترين مستقبل الرياضة الوطنية رفقة تهمي؟ كما ذكرت فإن تهمي من المحيط الرياضي، وهو أمر أكثر من إيجابي، لقد التمست رغبة كبيرة من طرفه من أجل إنجاح الرياضة الوطنية، وأرى أن الوزير تهمي يريد إنقاذ الرياضة الجزائرية، وعلينا جميعا دعمه من أجل تحقيق طموحاته، فضلا على أن الوزير تهمي يتشاور مع جميع الأطراف الفاعلة، ويتصف بالرزانة ويريد تغيير واقع الرياضة نحو الأفضل. تراجع مستوى الرياضة الجزائرية مؤخرا واقع لا يمكن نكرانه، وهو ما تؤكده النتائج المحققة على الصعيد الدولي، حيث لم تنجح الجزائر في تسجيل مشاركات إيجابية، وغابت عن الساحة بشكل كبير، ما هي أسباب هذا التراجع؟ نعم الرياضة الجزائرية تراجعت بشكل رهيب خلال السنوات الأخيرة، ولم نعد نقوى على المنافسة في التظاهرات الدولية الكبرى، وحتى مقارعة منافسينا في إفريقيا أصبح صعبا، كما غابت النتائج أيضا على الصعيد العربي، وهو ما يؤكد التراجع الكبير في مستوى الرياضة الوطنية، وأرى أن السبب راجع بدرجة أولى إلى الإستراتيجية الرياضية الخاطئة المنتهجة خلال السنوات 20 الأخيرة، حيث لم تتماش ومتطلبات الجيل الجديد. هناك تمييز بين كرة القدم وباقي الرياضات، سواء من حيث الاهتمام أو الإعانات المالية التي تصب في معظمها لصالح كرة القدم، كيف ترين ذلك؟ هذا صحيح، لكن علينا الاعتراف أن كرة القدم تظل الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر، ومن الطبيعي أن تحظى باهتمام أكبر، لكن السلطات عليها أن تعامل جميع الرياضات بعدل، حيث أن تهميش الرياضات الأخرى سيؤدي إلى قتلها، واختفائها من الساحة. في الأخير نريد أن نعرف جديد قضية عدم اعتراف الاتحادية الدولية برئيس اتحادية كرة اليد الوطنية عبد العزيز درواز، وتهديدها بمعاقبة الجزائر في حال عدم إقالته من منصبه. ما حدث بين درواز والاتحادية الدولية مشكل صغير، ويمكن حله وديا، هناك اختلاف وجهات النظر، وسنعمل بواسطة المسؤولين على إنهاء المشكل، واعتقد ان الأمور ستصل الى بر الأمان قريبا، وسيواصل درواز مهامه على رأس الاتحادية دون أي عواقب.