طرحت المشاركات خلال الجامعة الصيفية لحركة مجتمع السلم، بقوة، إشكالية تقصير الحركات الإسلامية في تمكين المرأة من تبوؤ مناصب قيادية، وهو الأمر الذي أكده رئيس الحركة عبد الرزاق مقري واعتبره مسألة ذهنيات ارتبطت بالتقاليد، حيث طالبهن بالكفاح لفرض تواجدهن. طالبت الأمينة الوطنية للمرأة وشؤون الأسرة في حركة مجتمع السلم، فاطمة سعيدي، في مداخلتها خلال الجامعة الصيفية لحركة مجتمع السلم، الحركات الإسلامية بتجديد فكرها في قضية المرأة، مشيرة إلى أنها تجعل من مشاركة المرأة في المناصب السياسية مسألة فرعية عكس التشكيلات السياسية الأخرى التي جعلت من مشاركة المرأة أولوية، في حين أن المرأة في الحركة الإسلامية يظل تواجدها محتشما لولا قوة القانون التي فرضت نظام الكوطة في المجالس المنتخبة. وفي هذا الصدد طالبت القيادية في حركة مجتمع السلم بضرورة تغيير النظرة حتى لا تكون الحركة الإسلامية، في العالم العربي عموما والجزائر خصوصا، في وضعية تبرير من خلال فتح النقاش حول تدعيم أدائها في مختلف الهياكل لتحقيق مطلب رفع مشاركتها، حيث تسجل حركة مجتمع السلم ثماني برلمانيات في المجلس الشعبي الوطني. من جهتها اعتبرت النائبة عن تكتل الجزائر الخضراء، نورة خربوش، في تصريح ل”الفجر”، مشاركة المرأة في الحركة الإسلامية والمجالس المنتخبة مرحلة لابد منها، نافية أن تكون حركة مجتمع السلم مقصرة في تمكينها من تبوؤ المناصب والاعتماد على نظام الكوطة في مختلف المجالس المنتخبة، واستشهدت بتجربتها في المجلس الشعبي الوطني، حيث أكدت أنها لم تتبوأ منصب نائب عبر نظام الكوطة وإنما عن طريق الصندوق. كما أكدت خربوش أن الرئيس الراحل لحركة مجتمع السلم، محفوظ نحناح، كان يضع تمكين المرأة من تولي مناصب قيادية كأولوية. وفي هذا الإطار اعترف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في تصريح ل”الفجر”، بتقصير الأحزاب الإسلامية في قضية مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة، معتبرا المسألة مرتبطة بالذهنيات المتواجدة في المجتمعات العربية وكذا التقاليد المتوارثة، إلا أنه أكد أن حركة مجتمع السلم كان أول حزب له نائب امرأة داخل المجلس الشعبي الوطني في وقت الراحل محفوظ نحناح، الذي قال إنه كان يحرص كل الحرص على تكريمها عبر تحميلها المسؤولية السياسية، داعيا المرأة في الحركة والحركات الإسلامية إلى الكفاح من أجل تحقيق أهدافها.