ستجري قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءا من يوم الأحد المقبل وإلى غاية يوم الأربعاء، مناورة عسكرية واسعة النّطاق، تحاكي فيها وقوع حرب ضد تل أبيب، ستنفذ خلالها مهام عسكرية داخل الأراضي السورية. وتحاكي المناورة وقوع حرب واندلاع القتال في عدّة جبهات في آن واحد، تسقط خلالها صواريخ مكثّف على تجمّعات سكانية عديدة وتقصف بنى تحتيّة حيوية، هجمات سايبر، وتسقط شبكات التزويد بالكهرباء والاتّصالات، وتستخدم خلالها موادّ خطيرة ويتم خلالها إجلاء جرحى. أشارت مصادر إلى أن عمليات من هذا النوع، ستكون على غرار تلك المداهمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي أحيانا داخل قطاع غزة منذ العام 2005. وبررت مصادر عسكرية إسرائيلية هذا الإجراء بوجود تقديرات تفيد بأن ثمة احتمالات كبيرة لقيام ”عناصر إرهابية” بالتسلل إلى الحدود مع فلسطينالمحتلة من ناحية الجولان السوري، ومن ثم تنفيذ اعتداءات كبرى، الأمر الذي سيجبر الجيش الإسرائيلي على التدخل الرد بعمليات عسكرية داخل الحدود السورية. وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن ”مقاتلي لواء المظليين” قاموا بمحاكاة سيناريو القتال في الجانب السوري من الجولان المحتل، وأن المناورات شهدت عمليات قتالية محدودة ضد أهداف افتراضية تابعة لتنظيمي ”فتح الشام” و”داعش”. ويشترك في المناورة كلّ من قوّات الجبهة الدّاخليّة، وسلطة الطّوارئ القوميّة، والسّلطات المحليّة وقوى الأمن والإنقاذ التابعة للاحتلال الإسرائيلي. وفي السياق، أفادت التقارير الواردة من دمشق باشتداد القصف ووقوع اشتباكات عنيفة عند أطراف دمشق الشرقية، أمس الجمعة، وذلك خلال اليوم الرابع من دخول الهدنة حيز التنفيذ. وقال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن ”جيش النظام صد هجوما لمجموعات مسلحة حاولت التسلل من محور جوبر ومعمل كراش في الغوطة الشرقية باتجاه شرق العاصمة... ما أدى لاشتباكات عنيفة وقصف صاروخي على المناطق التي حاولوا التقدم فيها”. قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان يوم الخميس، إن واشنطن لم تف بالتزاماتها بموجب اتفاق ”وقف الأعمال العدائية في سوريا”، وأن ”قوى المعارضة المعتدلة” بقيادة الولاياتالمتحدة كثفت ”الهجمات على الأحياء السكنية،” وزعمت أنه في نهاية اليوم الثالث من ”الهدنة” كان ”الجيش السوري هو الملتزم بالوقف”. ومن جهته صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، يوم الأربعاء، بأن الوضع لم يكن مثاليا، قائلا: ”لقد شهدنا انتهاكات من كلا الجانبين.. ولكننا نواصل مراقبة الوضع عن كثب”. وأضاف: ”الحوادث لا تزال أقل بكثير من تلك التي لوحظت قبل 12 سبتمبر الجاري، ولكن لا زلنا نتلقى تقارير عن حوادث، من جانب كل من المعارضة ونظام الأسد، ونحث جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها لتحقيق لإنهاء القتال”.