l الجزائر ترفض تجميد عضوية سوريا غريب أمر القائمين على اتحاد الكتاب الجزائريين الذين نظموا اتحاد الكتاب والأدباء العرب في الجزائر ولكن من دون دعوة الكتاب الجزائريين، حيث لاحظ الحاضرون غياب أبرز الأسماء الأدبية في الجزائر رغم أن الحدث احتضنته الجزائر، ليواصل بذلك اتحاد الكتاب الجزائريين سياسته في عزل الأسماء المهمة في الحياة الأدبية.
بوزيد حرز الله، ابراهيم صديقي، عبد العالي مزغيش، سمير قسيمي، بشير مفتي أسماء لم تدع لحضور مؤتمر اتحاد الكتاب والأدباء العرب، وهنا يطرح السؤال حول جدوى تنظيم المؤتمر في الجزائر وغياب أبرز مبدعيها. يقول الروائي سمير قسيمي أن الحدث الذي عرفته المكتبة الوطنية والمتعلق باتحاد الكتاب العرب، أثبت ليه مرة أخرى، تعنت اتحاد الكتاب الجزائريين ووزارة الثقافة على حد سواء، في تكريس عكس ما يصرح به رئيس الاتحاد يوسف شقرة ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في ضرورة فتح المجال للفاعلين في الحقل الثقافي والأدبي، فقد كانت ندوة اتحاد الكتاب العرب إثباتا آخر على اصرار المؤسسة الرسمية على نفس الأسماء والوجوه في تمثيلها داخليا أو خارجيا. وأضاف قسيمي: ”شخصيا لا أعتقد أن وضع رشيد بوجدرة مع احترامي لتاريخه السردي في الواجهة له أي معنى غير إفلاس المؤسسة الثقافية الرسمية وعدم قدرتها على مواجهة حقيقة أن عالم الأدب والفكر والثقافة في الجزائر قد تغير وتغيرت بذلك وجوهه، ولم يعد رشيد بوجدرة مع ما يشهده مساره منذ أكثر من عشرين سنة من تدهور سواء إبداعيا أو شخصيا أو حتى من حيث المواقف، التي لا أتشرف بها ككاتب جزائري إطلاقا”. وألح سمير قسيمي على فكرة أنه ليس ضد هذا الكاتب أو ذاك، بل ضد فكرة الإقصاء المنظم التي يمارسها عز الدين ميهوبي ضد كل من لا يقبل بخياراته كوزير، أثبت الواقع أنها كانت خيارات يصعب تفسيرها على غرار إبقائه على محافظ مهرجان عنابة السيد سعيد ولد خليفة، وهو خيار رغم ضبابيته يبقى أقل إبهاما من سواه مثلما هو الحال بالنسبة لخياراته المتعلقة بممثلي الثقافة في الخارج، سواء في الأسابيع الثقافية أو المهرجانات أو المعارض، فقد كان من المؤلم حقا أن نجد الوزير يصر على أسماء لا وجود لصوتها خارج حدود الوطن لتمثل هذا الوطن المغبون ثقافيا، ونفس الشيء يقال عن يوسف شقرة ولكن على مستوى اتحاد الكتاب الغائب الحاضر، الذي يتجاهل مقره العاصمي كل الكتاب العاصميين، متسائلا ”هل يعني ذلك أن ثمة مشكلا ما إذا كان الكاتب عاصمي المولد والمنشأ والإقامة، فيما يتعلق بالفعاليات الثقافية؟ إنني هنا أطرح سؤالا جادا، أصبح يمثل هاجسا بالنسبة لي: لماذا كل هذا الأقصاء للكتاب العاصميين؟ هل انتسابهم لغير المسيلة والمدية وبسكرة وسطيف والبرج والجلفة و... يبرر أقصاءهم؟ أعرف أنه سؤال يبدو ظاهريا عنصريا وجهويا، ولكنني بالفعل صرت أطرح هذا السؤال بجدية وإصرار”. والملاحظ أن اتحاد الكتاب الجزائريين الذي تأسس سنة 1974 عندما كانت الجزائر تتأهب لاحتضان مؤتمر الاتحاد العام للكتاب العرب سنة 1975، لم يقدم أي دور سوى شرح الميثاق الوطني مقابل حصول المنتسبين إليه على امتيازات اجتماعية وحتى سياسية، وكان نقطة عبور للوصول إلى مناصب عليا في الدولة أهمها البرلمان، على حد قول الكاتب الخير شوار في مقال له نشر بجريدة الجزائر نيوز سنة 2010، ومنذ تسعينيات القرن الماضي وفي عهد رئيسه الأسبق عبد الله حمادي بدأت أولى أعراض الأزمة التي امتدت تداعياتها إلى اليوم، وتم تنظيم مؤتمر سطيف سنة 1998، وجاءت قيادة جديدة برئاسة الشاعر عز الدين ميهوبي الذي نجح في الحصول على عهدة رئاسية ثانية نتيجة لمؤتمر الجزائر العاصمة نهاية 2001، ولم تنته عهدة ميهوبي الثانية إلا بانشقاق دعا كل فريق من خلاله إلى مؤتمره، وجاء الروائي عبد العزيز غرمول خلفا لميهوبي، ثم استقال غرمول سنة 2008، ليتولى يوسف شقرة رئاسة الاتحاد وتبدأ مرحلة أخرى من الصراعات ويدخل الاتحاد في دوامة وصراع لا ولم ينته. وفي كل مرة يخرج علينا أحد الكتاب مهاجما اتحاد الكتاب الجزائريين ورئيسه يوسف شقرة، هذا فضلا عن حديث الكواليس الذي كثر مؤخرا بعد تجديد فرع العاصمة ووضع على رأسه شخصا غير معروف هو عبد الحكيم أوزو، دون دعوة كبار الكتاب والشعراء في العاصمة، حيث لم يدع بوزيد حرز الله وإبراهيم صديقي اللذين وقفا إلى جانبه حين تم تعيينه بعد غرمول لإكمال عهدته عام 2008، ولم يدع كذلك فرحات جلاب رئيس الفرع في عهد ميهوبي، ولا دعا عقيلة رابحي ولا مزغيش عبد العالي، ولا بدر مناني ولا سعيد حمودي، ولا عفاف فنوح وهؤلاء الثلاثة أعضاء في المجلس الوطني. للإشارة رفضت الجزائر تجميد عضوية سوريا في اتحاد الكتاب والأدباء العرب، رغم مناداة بعض الدول بضرورة تجميد عضويتها، لكن تصريح وزير الثقافة عز الدين مهيوبي أكد وقوف الجزائر مع سوريا وعدم الخلط بين السياسة والثقافة.