قبر الرومية كما يحلو لسكان منطقة تيبازة تسميته تم اكتشافه عام 1865 م من طرف عالم الحفريات والآثار الفرنسي ”أدريان بيربروجر” وذلك بعد أن طلب منه نابليون الثالث إجراء عملية حفر في المنطقة المسماة سيدي راشد، هذا وكان المؤرخ الروماني الشهير ”ميلا بومبونيوس” قد أكد في كتابه الخاص بملك البربر ”يوبا الثاني” أن هذا المبنى التحفة هو عبارة عن مقبرة للعائلة الملكية البربرية التي حكمت موريتانيا في عهد ملك البربر”يوبا الثاني”، وذلك عام 40 قبل الميلاد، ويقع على ربوة ارتفاعها 261 متر في بلدية سيدي راشد بولاية تيبازة 80 كلم غرب الجزائر العاصمة ويمتد على سهول المتيجة مقابلا للبحر. ومن عجائب هذا الضريح أن لونه يتغير حسب الفصول وحسب ساعات النهار أيضا، فتجده أحيانا يميل إلى الاصفرار، كما يأخذ اللون الرمادي، وتعلوه زرقة إذا أحاط به الضباب. الزائر لهذا المعلم يجد نفسه قبالة قبة حجرية تتجلى من خلال تفاصيلها عبقرية نادرة في البناء المعماري وتفنن في فسيفساء المداخل وأبواب الضريح والتي تحاكي عصرا من قرون خلت، فهو ذو شكل أسطواني يعلوه مخروط مدرج، تزينه دائرة ب60 عمودا مميزا بتيجان إيوانية يحمل كل واحد منها إفريزا، ويتربع هذا الشكل الهندسي على قاعدة مربعة ضلعها 63.40 مترا، ويوجد أمام باب القبر آثار بناية يبلغ طولها 16 مترا وعرضها 6 أمتار، كانت معبدا سابقا. ويشمل الضريح أربع صفائح حجرية، هي أبواب مرسومة بطريقة النقش علي الحجر الذي كان منتشرا في ذلك العصر ويبلغ ارتفاعها 6.90 أمتار، وتبرز بها نقوش يتراءى منها رسم يشبه الصليب، مما جعل بعض الباحثين في الآثار يعتقدون أنه مبنى مسيحي ومنه جاء اسم ”قبر الرومية” المأخوذ من مفردة ”الرومي” العربية، أي البيزنطي أو الروماني. كما يعد هذا المعلم الأثري محميا ضمن التراث العالمي. وقد أكد خبراء اليونسكو على ضرورة الحفاظ وحماية هذه التحفة وترميم بعض الحجارة التي تعرضت لتفتت بسبب الظروف الطبيعية، كونه قطبا سياحيا خلابا يجذب إليه السواح من كل المناطق طوال السنة.