وأشار ممثل الوكالة السياحية، "بال ترافل" المعنية بتنظيم العمرة في اتصال مع "الفجر"، أن عملية تنظيم عمرة رمضان لهذا الموسم ميزها الضغط الشديد، كنتيجة لعدم إسراع السلطات السعودية في دراسة ملفات الزبائن ومنح رقم تسلسلي ثم التأشيرة، حيث جرت الأمور بوتيرة جد بطيئة، وهو ما انجر عنه في نهاية المطاف حرمان الأشخاص الذين أودعوا ملفاتهم لدى الوكالة في الترتيب الأخير من الحصول على التأشيرة. ووصفت ذات الوكالة الإجراءات المتخذة هذه السنة بالشديدة، مقارنة بما كان معمول به في السنوات الفارطة، مستدلة بتخصيص حصة ضئيلة لدراسة ملفات المترشحين لأداء مناسك العمرة، حيث لا يتجاوز عددها الألف ملف جزائري يوميا على مستوى وزارة الحج السعودية، يليها فاصل زمني لمنح التأشيرة من سفارة المملكة العربية السعودية بالجزائر، وهو ما ترتب عنه الانتقاص من حظوظ جميع الأشخاص الذين أودعوا ملفاتهم في وقت متأخر على مستوى الوكالات السياحية الجزائرية من الظفر بتأشيرة، خاصة وأن عملية منح التأشيرات قد توقفت يوم 30 شعبان المنصرم. وذكر ممثل وكالة سياحية أخرى، رفض الكشف عن هويته، أن الازدحام الذي شهدته الوكالات السياحية المعنية بعمرة رمضان كان مميزا هذه السنة، كما لم تتوقف عن استقبال الطلبات وهذا رغم الزيادات المالية المسجلة في رحلات العمرة لهذه السنة، والتي تراوحت أسعارها من 16 مليون سنتيم إلى غاية 18 مليون سنتيم، بعد أن كانت السنة الفارطة تتراوح مابين 12 مليون سنتيم و 14 مليون سنتيم، وهو فرق تبرره المسافة الفاصلة بين كل الحرم المكي ومكان الإقامة بعد أن شهد أشغال التوسعة والتي أشعلت أسعار الغرف الفندقية والشقق السكنية، خاصة المحاذية للحرم. وواصل أنه خلال السنوات الماضية كانت عملية تسجيل لموسم العمرة والاستفادة من التأشيرات تتواصل حتى الأيام الأولى من شهر رمضان، مفسرا الازدحام الذي طبع الوكالات السياحية خلال هذه الفترة مقارنة بالعمرة التي تنظم مع حلول المولد النبوي الشريف بأسباب عقائدية قناعة خاصة لدى الزبون أن عمرة رمضان أحسن بكثير من عمرة المولد النبوي الشريف. وتناقض الظروف التي طبعت عملية تنظيم موسم العمرة لهذه السنة، ما أكدته السلطات السعودية بمناسبة الإعلان عن تنظيم موسم العمرة لهذه السنة، عندما أشارت إلى أن موسم عمرة رمضان شهد زيادة في أعداد المعتمرين بلغت 150 ألفاً مقارنة بالموسم الماضي، بالإضافة، إلى التوسع في منح تأشيرات العمرة الذي يبقى مفتوحا لمدة تسعة أشهر خلال السنة الجارية، بناء على الاتفاق الموجود بين وزارة الحج ووزارة الخارجية السعوديتين، على أن يتم منح التأشيرات على خلال هذه الأشهر ووفق الطاقة الاستيعابية لكل سفارة وهو ما جعلها تتوقع زيادة في عدد المعتمرين لهذه السنة تصل إلى حدود 3.3 مليون معتمر ينحدرون من 150 دولة، غير أن المؤكد أن حصة الجزائر تأتي في الترتيب الأخير بدليل أن كل من مصر وإيران والباكستان تحتل دائما الصدارة في أعداد المعتمرين.