أكدت الخارجية الروسية، معارضة موسكو القطعية لانهيار معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وسعيها الحثيث للحفاظ عليها، باستصدار قرار بشأنها من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، امس، في مقابلة مباشرة على الهواء أجرتها معه إذاعة كومسومولسكايا برافدا : نحن نؤيد الإبقاء على هذه المعاهدة (DRSMD)، وقد اعترف المجتمع الدولي بأسره مراراً بأنها أحد الأركان الأساسية للأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي. سنحاول للمرة الثانية على التوالي التوصل في الأمم المتحدة إلى قرار من الجمعية العامة يدعم الحفاظ على هذه المعاهدة . وكشف الوزير لافروف، أن الولاياتالمتحدة تواصل التنصل من إجراء محادثات مهنية صريحة بشأن تنفيذ المعاهدة والإقلاع عن رمي التهم جزافا بخرقها. واعتبر وزير الخارجية الروسي، أنه يجري حاليا ضخ توتر غير مسبوق في العالم. وأشار لافروف في المقابلة الإذاعية امس، إلى أن السياسيين في البلدان الرئيسية لا ينبغي لهم، ولا يمكنهم، السماح بالانجرار لأي حرب كبيرة، لأن الرأي العام لن يسمح لهم بذلك، كما لن تسمح لهم شعوبهم بذلك. وأضاف: آمل أن تبدي البرلمانات في كل بلد غربي أقصى قدر من المسؤولية . وأعلن وزير الخارجية الروسي: من ينظر إلى واشنطن، يرى بوضوح أن الولاياتالمتحدة تعتبر روسيا منافسا لها . وقال لافروف على هواء محطة إذاعة كومسومولسكايا برافدا : ألاحظ أن هذا الرهاب الذي يتم إشاعته عن روسيا، مرتبط بطبيعة الحال بالصراع السياسي الداخلي (في الولاياتالمتحدةالأمريكية) . ووفقا له، فإن حملة الرهاب هذه التي تقودها الولاياتالمتحدة لم تجلب أي شيء. وأضاف وزير الخارجية الروسي قائلا: لكننا سنكون دائما مستعدين للحوار حتى في هذه الظروف. نحن لا نرفض أبدا المحادثات المهنية في المناطق التي يكون فيها شركاؤنا على استعداد للنظر في التهديدات والمشاكل القائمة على أساس متساو ونزيه . ومعاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى تم التوقيع عليها بين كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي في عام 1987، ووقعت في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي، رونالد ريغان، ونظيره السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بموجبها بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500 - 1000 كيلومتر. وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، أن الأمريكيين قرروا الخروج من هذه المعاهدة، وأن كل ما يقومون به الآن هو البحث عن حجة تكون مقنعة لحلفائهم الغربيين الذين يعتزمون نشر صواريخ أمريكية على أراضيهم.