أضحى الهروب من المنزل، وسيلة من وسائل التعبير لدى الأطفال المتمدرسين، الذين يخفقون في دراستهم، وذلك لتجنب شتى أنواع التعنيف والترهيب الذي يمارسه عليهم الأولياء الذين يسعون إلى أن يصبح أبناؤهم نوابغ حتى وإن كانوا على قناعة تامة بمستواهم المحدود والضعيف في غالب الأحيان. سلوكات غريبة أضحت ظاهرة للعيان في مجتمعنا في السنوات الأخيرة الماضية، حيث أصبح التباهي بنقاط التلاميذ الجيدة و المراتب الأولى في المدارس والجامعات أمام الجيران والأقارب موضة ، بل أن التلميذ النجيب يؤكد نجاح الأولياء في تربية أبنائهم فبات لزاما على الأطفال الحصول على معدلات عليا وإلا فإن العقاب والذي قد يصل إلى الضرب المبرح مصيرهم عند كل إخفاق دراسي وهو ما دفع بالعديد من التلاميذ، التفكير في الهروب او الإنتحار وهو حال أحد الأطفال بالمدية والذي أقدم على الانتحار بعد نتائجه المدرسية الضعيفة لهذا الفصل. طفل ينتحر شنقا بسبب نتائجه الدراسية بالمدية تم العثور على طفل، يبلغ من العمر 14 سنة، مشنوقا داخل منزل مهجور، ببلدية حناشة، غربي ولاية المدية. وحسب أقارب الضحية، فإن الطفل ترك في المنزل استدعاءً مكتوبا من طرف إدارة المؤسسة لوالده.وتوجه إلى أحد المنازل المهجورة، أين قام بالانتحار شنقا بواسطة حبل. وقد تم نقل جثته إلى مستشفى محمد بوضياف بالمدية، وفتح تحقيق من طرف مصالح الدرك الوطني لبلدية حناشة. مختصون: الاولياء سبب انتشار الظاهرة وفي ظل هذا الواقع الذي بات كسيناريو يتكرر كل فصل اكد الكثير من المختصين النفسانيين إن العديد من الأولياء لا يبحثون على معالجة أبنائهم ومعرفة مواطن الضعف أو النقص بل يريدون أن يكون أبناؤهم نوابغ ، لذا تجدهم يرسمون لفلذات أكبادهم مواصفات لا يتسامحون معها، مما يدفع التلاميذ المحدودين يلجؤون إلى الحيل و الكذب للهروب من عقاب ذويهم أو الهرب من المنزل مباشرة مع الإعلان عن النتائج الدراسية ، هذه الحيل و السلوكيات لم يستطع هؤلاء الأطفال التعبير عنها انفعاليا ومعنى ذلك الكبت أنهم يعانون من قلق داخلي فيلجؤون إلى الكذب والهروب في أقصى الحالات وبالتالي فإن الوسيلة الوحيدة لتفادي عقاب الوالدين عند تحصلهم على نتائجهم المدرسية السيئة هي الهروب من البيت.