انطلقت، أمس، في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، أشغال الورشة ال10 لرابطة أئمة وعلماء ودعاة الساحل لوضع اللمسات الأخيرة على دليل التربية الدينية السلمية، تعزيزا لدور الأئمة في حماية الشباب من خطر الراديكالية والتطرف العنيف. ويعكف المشاركون، خلال اللقاء الذي تنظمه الرابطة بالتعاون مع وحدة الإتصال والتنسيق، على وضع اللماسات الأخيرة على دليل الممارسات السليمة لتدريس مادة التربية الدينية في مواجهة الغلو والتطرف العنيف بعد سنتين من المناقشة والتباحث في محتوياته قبل تحريره النهائي والإعلان عن صدوره رسميا ختاما لأشغال الورشة، حسب المنظمين. وتهدف الورشة التكوينية العاشرة للرابطة بعد التحرير النهائي للدليل إلى وضعه تحت تصرف العلماء والدعاة والأئمة والعاملين في الشأن الديني لمكافحة التطرف والرد على الشبهات وتعزير مبادئ السلم والمصالحة، من خلال مقترحات الأعضاء ما من شأنه تعزيز وتحسين محتوى تدريس التربية الإسلامية في المدارس، حسب ذات المصادر. ويحتوي مشروع دليل الممارسات السليمة لتدريس مادة التربية الدينية في مواجهة الغلو والتطرف العنيف، الذي يعتزم أعضاء الرابطة إصداره بعد المناقشة والإثراء على ثلاثة محاور تتعلق بالمصطلحات والأخلاق والشبهات. ويتضمن محور المصطلحات على عديد المفاهيم منها الدين و مراتبه و الدين والتدين و نظرية الحق والباطل و الفرقة والإختلاف و الغلو والتطرف و الولاء و البراء و الجهاد والقتال و الأمة والمواطنة و الحقوق والواجبات و الدعوة إلى الله و التقليد والإجتهاد والتجديد . ويتناول المحور الثاني الأخلاق عديد المواضيع أيضا تتعلق ب مكارم الأخلاق وأثرها على الفرد والمجتمع و الرحمة و الحب و النفع والتعاون (التنمية) و السلم والموادعة و حسن الظن و الصبر والشكر و الرفق الحلم و الوسطية والإعتدال و السمة والشمول و الثبات والتغيير و الفرد و المجتمع و العدل والمساواة و الحرية و المرأة . وأما المحور الثالث الخاص ب الشبهات ، فيتناول التكفير والمنابذة بالسيف و تحكيم الشرع و دار الإسلام ودار الكفر و الردة و الجهاد بين المقصد والشرعي والتطرف الفكري و معاملة الأسرى في الإسلام و علاقة المسلمين بغيرهم و التهجم على الإسلام وأثره في نشأة التطرف . وتأتي الورشة ال10 بمشاركة أعضاء المكتب التنفيذي للرابطة بعد سلسلة لقاءات عقدت طيلة سنتين تجسيدا للإتفاق المنبثق عن أشغال الورشة ال6 المنعقدة يومي 6 و7 جويلية 2017 بالعاصمة نواكشوط، أين تم الإتفاق على ضرورة تدعيم المناهج التربوية المتعلقة بتدريس التربية الدينية وجعلها في مستوى مواجهة التحديات الراهنة، إستنادا لنفس المصادر. وإتفق المشاركون يومها في لقاء نواكشوط 2017 على إعداد دليل علمي لفائدة العلماء والأئمة والدعاة والعاملين في الشأن الديني لمكافحة التطرف والغلو وحماية الشباب من خطر الراديكالية والتطرف العنيف، على أن تأخذ على عاتقها وحدة الإتصال والتنسيق مهمة نشر وتوزيع هذا الدليل. وبهدف المحافظة على الوحدة الوطنية والإنسجام الاجتماعي لكل دولة، عضو في الرابطة، شدد المشاركون في لقاء نواكشط السالف الذكر على ضرورة مراعاة دليل التعاليم الدينية الصحيحة للتصدي للتطرف والتشدد العنيف لخصوصيات كل دولة عضو في الرابطة. كما تشارك في هذه الورشة التي تنظمها الرابطة بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي، كل من المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب التابع للاتحاد الإفريقي وبعثة الاتحاد الافريقي إلى مالي والساحل. وتعد وحدة التنسيق والإتصال آلية إقليمية للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات بين دول الساحل لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، أنشئت سنة 2010، يتركز نشاطها على التنسيق بين دول المنطقة وتفعيل جهود المجتمع المدني في الوقاية من التشدد والتطرف. ويشارك في هذه الورشة ثلة من كبار الأئمة والدعاة وعلماء الدين وكبار المرشدين يمثلون الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر وموريتانيا وليبيا ومالي ونيجيريا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، بالإضافة إلى دولتين بصفة ملاحظ في إطار مسار نواكشوط وهي كوت ديفوار وجمهورية غينيا، فضلا عن ممثلين لمنظمات أقليمية وقارية وكذا جامعيين وفاعلين في الحقل الثقافي المحلي.