في الوقت الذي تعرف فيه ولاية وهران العديد من المشاكل في التموين بالمياه الصالحة للشرب يبدو أن العودة إلى الترشيد يفرض نفسه كحل في انتظار انجاز مشروع فصل محطة تحلية مياه البحر بالمقطع (شرق الولاية) عن رواق تحويل المياه الماو الذي سيحل المشكل على المدى الطويل. وقد أعلنت شركة المياه والتطهير (سيور) عن عودة الترشيد مع نهاية شهر مايو المنصرم تحسبا لموسم الاصطياف وهي الفترة التي تشهد كل عام وفي نفس الوقت ارتفاعا في الطلب على مياه الشرب واضطرابات كبيرة في التموين بهذه المادة الحيوية. وعادت شركة المياه والتطهير (سيور) إلى خيار الترشيد لتحسين توزيع المياه خلال فترة زمنية لمدة 18 ساعة في اليوم من الخامسة صباحا إلى الحادية عشرة ليلا منهية بذلك نظام دوام التموين على مدار 24 ساعة الذي كانت تسعى جاهدة للحفاظ عليه. وفي هذا الصدد أبرزت المكلفة بالإعلام لدى شركة (سييور) أمال بلغور أن الأعطاب المتكررة على مستوى محطة تحلية مياه البحر بالمقطع التي تزود الجهة الشرقية للولاية والتي تسجل تذبذبا في الخدمة منذ فبراير 2019 بالإضافة إلى الطلب المتزايد على مياه الشرب خصوصا مع اقتراب موسم الاصطياف، قد حفزت على اتخاذ هذا القرار. وأشارت أن توقيف التموين بالمياه بالولاية من 11 ليلا الى 5 صباحا يسمح بملء الخزانات لضمان التدفق الكافي في اليوم التالي، مبرزة أنه سيتم الاستمرار على نظام الترشيد خلال فصل الصيف في انتظار انجاز مشروع فصل محطة تحلية منياه البحر بالمقطع عن شبكة التحويل عن طريق رواق الماو (مستغانم-أرزيو-وهران). تأمين المياه الصالحة للشرب على المدى الطويل وفي حين تم اعتماد الترشيد كحل مؤقت، اقترحت شركة المياه والتطهير (سيور) مشروعًا لتأمين المياه الصالحة للشرب على المدى الطويل من خلال الفصل عن محطة تحلية مياه البحر بالمقطع برواق الماو . وتتصل محطة تحلية مياه البحر بالمقطع التي توفر المياه الصالحة للشرب لوهران بنسبة 80 بالمائة بشبكة الماو التي تنقل المياه أيضا من سد قرقار بولاية غليزان. ويحتوي المشروع الجديد على إنشاء شبكتين مستقلتين الأولى ستخصص لمياه السدود التي يتم توجيهها عبر ممر الماو والثانية ستخصص للمياه المحلاة عبر خط الأنابيب المستقبلي الذي ينطلق من مرسى الحجاج باتجاه بلدة عرابة ببطيوة على مسافة 9 كلم، يشير المدير العام لشركة المياه والتطهير محمد برحمة. ويحتوي مشروع الفصل إنشاء ممر حر بين محطة المقطع نحو خزان عرابة الذي يمون ولايتي معسكر ووهران. كما يمكن أيضا تموين ولاية وهران من خلال المصادر التقليدية (السدود) عبر ممر الماو ومياه البحر المحلاة من محطة المقطع عبر خزان عرابة، يشير نفس المسؤول الذي أضاف أن تكلفة المشروع تقدر بنحو 2 مليار دج وتم تحديد أجال انجاز الأنبوب الذي يبلغ قطره 8ر1 متر بستة أشهر. للتذكير، فقد أطلقت المديرية المحلية للموارد المائية صاحبة المشروع مناقصة قبل ظهور الأزمة الصحية لفيروس كورونا. وسيوفر هذا المشروع إمدادات إضافية من مياه الشرب اذ تعاني ولاية وهران من عجز قدره 50 ألف متر مكعب يوميا ، يشير برحمة، مضيفا أن انجاز هذه القناة ستسمح بتحسين شبكة عرابة-وادي تليلات دون المرور عبر بلقايد ويحل بصفة نهائية مشكل اضطراب التزويد بالمياه الصالحة للشرب المسجلة حتى الآن.
