انتقد رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية مساء أول أمس، بالجزائر العاصمة نشر جريدة شارلي إيبدو لصور مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، وعاد للتذكير بأن الجزائر اعتبرت الإعتداء الذي طال الجريدة عملا إرهابيا، مضيفا بالقول نعتقد ومازلنا أنه لابد من احترام الرموز القوية والمحترمة للديانات وعدم المساس بمشاعر المسلمين مثلما حدث . وأوضح لعمامرة في هذا السياق بأن فهم الناس لما يسمى بحرية التعبير قد يختلف لكن يبقى احترام القيم التي يبنى عليها التعاون بين الشعوب والأمم أمر ضروري . وأردف وزير الخارجية بشأن ذات الموضوع أنه بقدر ما نعتقد أن هذه الأرضية هي الصالحة لمحاربة الإرهاب بنجاعة وبتوافق دولي، نعتقد أيضا أنه من الضروري تربية الأجيال على احترام هذه الرموز والقيم ، مبرزا أن هذه القواسم المشتركة هي أسس الحوار بين الحضارات والأديان . من جهة أخرى، وصف لعمامرة زيارة وزير الشؤون الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير إلى الجزائر ب المهمة مشيرا إلى أنها تندرج في إطار تقاليد التعاون العميق الذي يجمع البلدين. وقال لعمامرة خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمعية نظيره الالماني بأن ألمانيا دولة كبيرة وتمثل خامس اقتصاد في العالم كما انها أقوى اقتصاد في أوروبا . وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن المحادثات التي جمعته بنظيره الألماني تناولت معالجة قضية الإرهاب الدولي ، مبرزا تشجيع البلدين للتعاون الدولي في محاربة هذه الآفة، مذكرا ب الدور الكبير والفعال الذي يضطلع به البلَدان لتعبئة التعاون الدولي ضد الإرهاب، ناهيك عن عملهما الدؤوب من أجل حل الازمات المستعصية وفي مقدمتها الوضع في الشرق الاوسط وفي فلسطين . وبخصوص الوضع في ليبيا، أكد لعمامرة أنه تم خلال المباحثات التطرق إلى هذا الموضوع وكذا الوضع مالي وفي الشرق الاوسط. من جهة أخرى وفي رده على سؤال بشأن الزيارات المكثفة للقادة الافارقة إلى الجزائر مؤخرا، إعتبر لعمامرة ذلك أمرا طبيعيا بالنظر إلى مكانة الجزائر ودورها ومساهمتها في التعاون الدولي من أجل إحلال الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة . وتابع في ذات السياق بأن زيارات الأشقاء الأفارقة والعرب ومسؤولين من مناطق أخرى من العالم وفي مقدمتها أوروبا تدخل في إطار دعم التعاون المشترك من أجل بناء علاقات دولية تتسم بالسلام والتعاون . وكشف في ذات الشأن عن المزيد من الزيارات إلى الجزائر في المستقبل القريب، الأمر الذي من شأنه -- يضيف لعمامرة-- أن يعزز مكانة الجزائر على الساحة الدولية وهو ما يتطابق مع إمكانياتها ومع الاحترام الذي تحظى به . وفي رده على سؤال حول القمة التي احتضنتها موريتانيا شهر ديسمبر الفارط وما تم تداوله بشأن الدعوة إلى تدخل عسكري لحل الازمة في ليبيا نفى لعمامرة أن يكون إعلان نواكشوط قد تضمن دعوة بعض الدول لتدخل عسكري في المنطقة معتبرا ما تم تداوله قراءة غير سليمة لإعلان نواكشوط . وأضاف قائلا: اعتقد وهذا ما يعبر عنه هؤلاء المسؤولون أنفسهم عندما يزورون الجزائر وكذلك من عواصمهم هو التركيز على محاربة الارهاب وتكاتف جهود الجميع في محاربة هذه الآفة وعلى أن تعطى الفرصة للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إيجاد حلول سلمية لهذه الأزمات .