تعددت حالات الأخطاء الطبية في عمليات الختان، إذ تحصي مصالح طب وجراحة الأطفال بالمستشفيات الجامعية وحتى العيادات الجراحية الخاصة آلاف العمليات التي أجريت في ظروف غير ملائمة أو من طرف أشخاص غير مؤهلين وليسوا بجرّاحين، ما تسبب في تشوّهات قد تؤثر على حياة الأطفال مستقبلا. باتت المجازر الطبية التي ترتكب في حق الأطفال أثناء عمليات الختان واقعا معاشا لا مفر منه، خاصة خلال شهر رمضان وليلة السابع والعشرين، نظرا للضغط الذي تشهده المصالح الاستشفائية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان للعائلات التي ترغب في ختان أبنائهم ما يولد حالة من الفوضى قد تكون سببا مباشرا في دفع الأطباء الجراحين إلى ارتكاب العديد من الأخطاء التي يمكن أن ينجم عنها تشوهات عضوية قد تقضي على مستقبل الأطفال بشكل نهائي. ونظرا لكون العديد من العائلات الجزائرية قد اعتادت على ختان أبنائها ليلة السابع والعشرين من رمضان ليلة القدر المباركة، وبرغم من كونه يوم للأهازيج والأفراح إلا انه تحول في حياة العديد من العائلات إلى مآسي نتيجة تعرض أبنائهم إلى أخطاء طبية تعود أسبابها في بعض الأحيان إلى الضغط الذي تعرفه تلك الليلة من عمليات الاختتان التي تدفع بالجراح لارتكاب أخطاء ولإشراف أطباء غير أكفاء على إجراء العمليات في البعض الآخر. بقاط حذاري من إجراء عمليات ختان خلال شهر رمضان وقد ارجع بركاني بقاط، رئيس عمادة الأطباء في اتصال ل السياسي الأخطاء الطبية التي تحدث خلال عمليات الختان، لعدة أسبابها من بينها اعتقادات خاطئة لعائلات تصر على ختان أبنائها يوم السابع والعشرين من رمضان، ما يولد ضغط كبير على المصالح الطبية بالمستشفيات وعلى الأطباء الجراحين الذين قد يدفعهم هذا الضغط إلى ارتكاب أخطاء نظرا للفوضى التي تحدثت خلال ذلك اليوم. وأضاف بقاط، أن عمليات الاختتان التي يتم إجراءها خلال هذه الفترة من شهر رمضان ومع ارتفاع درجات الحرارة قد تودي إلى مضاعفات، موضحا أنه من المفروض أن لا تجرى العمليات الجراحية خلال هذه الفترة تجنبا لأية التهابات محتملة الوقوع، أو نزيف دموي حاد قد يؤثر سلبا على حياة الطفل، مضيفا انه في حال حصول أي تعفن للطفل فقد يكون هذا الأمر خطرا عليه ويؤثر على مستقبله. وأشار رئيس عمادة الأطباء، فيما يتعلق بقانون عمليات الختان واقتصارها فقط على الأطباء الجراحين ،أنه تم مطالبة وزارة الصحة في العديد من المرات بإعادة النظر في هذا القانون والسماح للأطباء العامين المتمكنين من إجراء مثل هذه العمليات من اجل تخفيف الضغط، موضحا أن عملية الختان بسيطة وبمقدور الطبيب العام إجراءها شرط توفير الظروف الملائمة والأدوات الطبية اللازمة، مضيفا انه منذ 2006 وما حدث خلالها من جريمة عقب عملية ختان جماعي بمدينة الخروب التي تمت بمدرسة ابتدائية، حيث عبث بذكورة 17 طفلا، فقد اثنان منهما، حسين وياسين، عضويهما بصفة نهائية، تم منع عمليات الختان على الأطباء العامين رغم أن من ارتكب الخطأ الطبي هو طبيب جراحّ. خياطي توسيع عمليات الختان للأطباء العامين يخفف من الضغط بدوره، أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ، أن الأخطاء الطبية في عمليات الختان دائما موجودة، موضحا أنه من غير المعقول أن تتم عملية ختان 400 ألف طفل في يوم واحد أو خلال أسبوع في حين أن عدد الأطباء الجراحين لا يتجاوز الألف، مؤكدا أن هذا العدد من الأطباء من المستحيل أن يتمكنوا من إجراء كل هذه العمليات وسط هذا الضغط والصراخ والعويل الذي تشهده المصالح الاستشفائية، مشيرا إلى انه تم مطالبة وزارة الصحة بتمكين الأطباء العامين من اجل إجراء هذه العمليات الجراحية، إلا أن الوزارة يضيف ذات المتحدث جددت موقفها أن هذه العمليات لا تجرى إلا من طرف أطباء جراحين وهذا ممكن يولد ضغط كبير ويتسبب في أخطاء طبية. وأشار خياطي، انه على الجراح خلال إجراء عملية الختان خلال فترة الصيف أن يقدم نصائح للآباء يجب إتباعها لتفادي أي مضاعفات قد تحدث، على غرار أن يتم وضع الطفل في مكان درجة حرارته منخفضة وان يذهب كل يومين إلى العيادة لتغيير الضمادات وفي حال حدوث أي مضاعفات أو تعفن عليه بالعودة إلى الطبيب الذي اجري له العملية. لا عمليات ختانة دون تحاليل طيبية وأكد ذات المتحدث، على ضرورة التزام الأولياء بالقيام بتحاليل طبية قبل إجراء عملية الختان خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مرض الهيموفيليا أو مشكل في تخثر الدم وذلك لتجنب حدوث أي نزيف دموي، مشيرا إلى أن عمليا الختان التي تجرى بطرق تقليدية إذا لم تكن محاطة بالتدابير اللازمة ممكن أن تؤدي إلى ظهور فيروسات وحدوث تعفن.