تنتعش هذه الأيام تجارة التين الشوكي أو كما يعرف ب الهندي وب كرموس النصارى أو التشيمبو في بعض المناطق، وهي التجارة التي يتبناها بعض الشباب موسميا، باعتباره من أشهى الفواكه التي تطل ضيفا خفيفا وفي فترة محدودة من فصل الصيف، ثم تعود لتختفي من جديد، مما يجعل الكل يرغب في تناول كميات كبيرة منها للاستمتاع بها قبل نهاية موسمها، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولة لها في بعض المناطق بالعاصمة وضواحيها أين يتزاحم أصحاب العربات على بيعها. تظهر في مختلف الأسواق هذه الأيام تجارة تعود خلال شهري جويلية وأوت من كل سنة، إذ انتشرت ببعض المناطق عربات التين الشوكي عبر الأسواق الشعبية، وفي بعض المرات وسط الأحياء وعند مداخل المساجد ووسط المدن، إذ يتمثل عمل هؤلاء التجار في تقشير حبات الفاكهة التي كان البعض يعزف عن اقتنائها خوفا من وخز أشواكها، إلاّ أنّ الباعة وجدوا الحلّ في ذلك بتقديمها جاهزة للاستهلاك دون عناء تنقيتها من أشواكها المزعجة، وما إن يحل النهار، حتى تحمل العربات كمية معتبرة من الفاكهة، بالقرب منها إناء مليء بالماء، وسكين صغيرة، وأسفل العربة، يضع التجار كيسا بلاستيكيا ترمى به قشرتها بعد تنقيتها، وتوضع حبات الهندي الجاهزة للأكل في أكياس بلاستيكية، لعرضها على الزبائن وهو ما يجعل التهافت عليها يزداد لتخلصهم من عناء تقشيرها والحصول عليها جاهزة للأكل المباشر. وتعد هذه الثمرة من الفواكه المحببة لدى الجزائريين، وهو ما أجمع عليه ممن التقينا بهم والذين لم يفوتوا فرصة ظهورها لاقتناء ما يمكن اقتناؤه منها، حيث أنه بمجرد ملاحظتهم لهذه العربات، حتى يهمون بالتوجه إليها واقتناء التين الشوكي وهو ما اطلعنا عليه محرز ليقول في هذا الصدد انه لا يقاوم هذه الفاكة وأنه يقتني منها قدر المستطاع خلال هذا الموسم، خصوصا في فترة الحر، إذ أنها تعد فاكهة غنية بالسوائل وتؤكل باردة وتمنح الانتعاش لمستهلكيها، يقبل عليها الفقير والغني للتلذذ بطيب مذاقها، ومن الإقبال وطعم هذه الفاكهة المميزة التي لا تقاوم من طرف الكثيرين إلى جزء آخر هام وهو عدم تقيّد باعة هذه الفاكهة بشروط النظافة اللازمة والتي تضمن السلامة للمواطنين، حيث أن أغلبهم يقومون بالبيع عشوائيا دون تنظيف المواد التي يقومون بتقطيع التين بها أو غسل يديهم لدى تقديم هذه الاخيرة مما يدعو إلى توخي الحذر واتخاذ الحيطة من طرف محبي هذه الفاكهة، إذ يتوجب عليهم اختيار البائع المناسب والذي يضمن لهم شروط النظافة والسلامة.