رافعت الجزائر من اجل تكثيف التعاون والتشاور بين ضفتي البحر المتوسط الغربي في إطار الحوار 5+5، وهذا بغية مواجهة التحديات المشتركة. وأكد المدير العام لمديرية أوروبا بوزارة الشؤون الخارجية، محمد حناش، خلال المنتدى السنوي الثالث لمراكز التفكير المتوسطية ضمن آلية الحوار 5+5 أن الجزائر تبقى متمسكة بضرورة تعزيز الحوار 5+5 من أجل بلوغ توافق حول المقاربات المعتمدة في القضايا الشائكة ذات الاهتمام المشترك، كالتنمية والأمن والهجرة والراديكالية والشباب. وذكر في هذا الخصوص بالأهمية التي توليها الجزائر للحوار 5+5 الذي يشكل فضاء يسمح بمبادلات جدّ بناءة، تشهد عن ثروة وخصوصية منطقة البحر المتوسط الغربية. وفي معرض تطرقه إلى هذا المنتدى المنظم تحت شعار التنمية البشرية كمحرك للتعاون في إطار الحوار 5+5.. تحديات مشتركة وتسيير متقاسم ، أبرز حناش الأهمية التي توليها الجزائر إلى مثل هذا النوع من النشاطات, معتبرا إياه إطارا أمثل للمبادلات والتفكير والذي هو بمثابة تتمة للمبادرات التعاونية الأخرى في الضفة الغربية من المتوسط. وأضاف المدير العام بوزارة الشؤون الخارجية أن الجزائر لم تتوانى في العمل من أجل ترقية إطار التعاون هذا. كما أوضح بأن مبادرة استضافة منتدى تبادل الخبرات والرؤى هذا تهدف إلى التقريب بين شمال المتوسط الغربي وجنوبه، تؤدي فيه كل من الجامعات والمجتمع المدني دورا كبيرا. وأكد المسؤول أن الهدف من هذا المنتدى يتمثل في بناء نظرة شاملة حول وضعية وأفاق التعاون الإقليمي من أجل إرساء قاعدة تعاون أنسب وأوثق بين ضفتي البحر غرب المتوسط. وفي تطرقه لمسألة الهجرة، أوضح بأن هذه الظاهرة قد أصبحت إشكالية حقيقية تواجهها كل المنطقة، والتي تبعث على ضرورة التحرك من أجل ايجاد حلول تندرج في إطار التضامن والتعاون وهما مبدءان أساسيان في آلية الحوار 5+5 من اجل متوسط مستقر وهادئ. ومن جهته، ركز الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، ناصر كمال، على التحديات التي تواجه المتوسط الغربي والتي تتطلب، كما أشار، تجاوبا مشتركا من خلال المشاريع والمبادرات الملموسة. وأشاد بهذه المناسبة، بالقيادة والحركية التي تتحلى بها الجزائر من أجل تعزيز الشراكة بين ضفتي المتوسط الغربي وكذا بمبادرتها حول ترقية الاقتصاد الاجتماعي الشامل والمستدام الذي يبرز الدور الأساسي للشباب. وفي هذا الصدد، ركز ناصر كمال على ضرورة التحرك وتعزيز روابط التآزر في هذا الفضاء من أجل مساعدة الشباب حتى يكونوا مصدرا للحيوية في مستقبل المنطقة. وأكد أن هذا المنتدى يشكل فرصة ممتازة لتعزيز التكاملات واقتراح حلول ملموسة وعملية لمختلف المواضيع المسجلة في جدول الأعمال الخاص بأشغال هذا اللقاء الذي يدوم 3 أيام. ومن جانبه، ذكر الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الطيب بكوش، بأن التنمية هي الهدف الرئيسي لكل سياسة اجتماعية واقتصادية تكون في خدمة كل المواطنين. واعتبر ذات المسؤول أن تطور العالم لم يعد يسمح بإعداد تنمية مستدامة وشاملة على نحو منعزل في بلد منغلق على ذاته مؤكدا أن التضامن والتكامل والتعاون أمر تفرض نفسها على الجميع بشكل متزايد وهو ما يدفع بأصحاب القرار إلى إعداد إستراتيجيات جديدة تندرج في إطار حركية التكامل الإقليمي. وللتذكير، تحتضن الجزائر العاصمة من 25 إلى 27 جوان المنتدى السنوي الثالث لمراكز التفكير المتوسطي للحوار 5+5، ينظمه المعهد الأوروبي للبحر المتوسط والاتحاد من أجل المتوسط بالتعاون مع المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة. وسيجمع هذا المنتدى صانعي القرار السياسي رفيعي المستوى والخبراء لمناقشة القضايا المشتركة لبلدان الحوار 5+5 بهدف تعزيز التعاون بين دول ضفتي غرب البحر المتوسط. وبعدما سبق عقد هذا المنتدى، على التوالي، في برشلونة سنة 2016 وفي لشبونة سنة 2017، تعقد الطبعة الثالثة بالجزائر العاصمة وبذلك يكون أول مرة يعقد فيها هذا المنتدى على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط. ومن بين المواضيع المدرجة في جدول أشغال هذا المنتدى كل من: من الهجرة إلى التنقل: العلاقة بين الأمن والتنمية، ونحو تعاون ضد الإرهاب والراديكالية: دور الشباب في الفضاء 5+5، والمثلث طاقة، ماء، أمن غذائي في الضفة الغربية من المتوسط والشباب والتربية والشغل في غرب المتوسط: مرحلة انتقالية غير مكتملة وأخيرا الحوار 5+5: أي هامش للتفكير في عشرة؟.