أصدره المجلس الشعبي الولائي بالبليدة: كتيب يروي قصص تعذيب المجاهدة لويزة إيغيل أحريز بدوار القصايرية

أصدر المجلس الشعبي الولائي لولاية البليدة كتيبا يروي قصص التعذيب التي تعرضت لها المجاهدة لويزة إيغيل أحريز بدوار القصايرية ببن رمضان ببلدية الشبلي، ولا يزال هذا المكان شاهدا على جرائم الاستعمار الفرنسي و جدران مبانيه شاهدة على عدة قصص تعذيب، تعرض لها المجاهدون والمجاهدات على يد السفاح بيجار، ومنهم المجاهدة ايغيل أحريز.
وتحدث الكاتب عبد الكريم إسماعيل في هذا الكتيب عن والد المجاهدة إيغيل أحريز الذي عاد إلى الجزائر من المغرب بعد مظاهرات 08 ماي 1945 ، و قرر الالتحاق بإخوانه في النضال بالقصبة، و كذا الحماس و الاندفاع القوي الذي أورثه الوالد لابنته لويزة في الكفاح و المقاومة، و كلفها بعد اندلاع الثورة، بالاتصال وإيصال الرسائل، ونقل الأدوية وجمع المعلومات حول تحركات العدو الفرنسي.
و لم تكن المجاهدة لويزة إيغيل تعلم أنها محل بحث وتوقيف، حيث توجهت كعادتها بعد عودتها من مهمة توزيع الخبز مع أختها مليكة، إلى مخبزة العائلة، و من حسن حظها أن أختها الصغرى تفطنت إلى المكيدة التي كانت تحاك ضدها، فحذرتها و دعتها إلى الاختفاء، قبل أن يتم اعتقالها من طرف جنود المستعمر.
توجهت المجاهدة لويزة إلى دوار القصايرية ببن رمضان، ببلدية الشبلي، وفي نفس الفترة اعتقلت أختيها مليكة و فاطمة و والدها وجدتها بالجزائر العاصمة، و كما اعتقل أخوها و اثنان من أخوالها بفرنسا. مكثت المجاهدة لويزة إيغيل، حسب الكاتب، مدة من الزمن بدوار القصايرية، قبل أن تعتقل بدورها يوم 28 سبتمبر1957 ، بعد معركة غير متكافئة بين ثلاثة مجاهدين وجنود ثكنتين تقعان بمحيط بن رمضان، إذ حاصروهم من كل جانب واكتشفوا مخبأهم، وتم القبض على المجاهدة لويزة التي تعرضت لأبشع تعذيب جسدي و نفسي، ورغم ذلك لم تتمكن آلة السفاح بيجار التعذيبية النيل منها، أو الحصول على اعترافات أو معلومات منها خاصة بالثورة. و أوضح الكاتب عن مكوث المجاهدة في السجن إلى غاية 16 فيفري 1962 حيث تمكنت من الفرار من إقامتها الجبرية بمدينة «باستيا» ، بمساعدة مناضلين فرنسيين متعاطفين مع الثورة الجزائرية، و منهم محاميها وأستاذ الفرنسية «تيري»، وظلت المجاهدة لويزة متنكرة، إلى غاية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.
وأخذ الكاتب في هذا الكتيب مقاطع من شهادة المجاهدة لويزة في مذكراتها التي تحدثت فيها عن قصص التعذيب بدوار القصايرية، و وصفت يوم الهجوم على المخبأ بالمشؤوم، حيث كانت رفقة الشهيدين سعيد باقل والقصير محمد بن عمر، و تحدثت عن سماع صوت الحفر فوق رؤوسهم، حتى انهار عليهم التراب، فتشتت تفكيرهم، لكن حزم ورزانة الشهيد سعيد جعلهم يقاومون.
كما تحدثت المجاهدة عن إصابتها في هذا المخبأ بخمس طلقات نارية، في حين استشهد رفيقاها في الجهاد، كما تحدثت عن قصص التعذيب التي تعرضت لها من طرف جنود المستعمر، بعد اعتقالها جريحة في هذه المعركة .