الصحفي البوسني سافودين سانجيتش للنصر

كنت شاهد عيان على المؤامرة التي استهدفت الجزائر في 82 وإقصاء الخضر في المونديال الأخير سببه الدفاع
- كان الصحفي سافودين سانجيتش رئيس القسم الرياضي ليومية " أوسلوبوديناي " الصادرة بإقليم سراييفو الإعلامي الوحيد الذي يجيد التحدث باللغة الفرنسية ضمن البعثة التي رافقت منتخب البوسنة إلى الجزائر، و قد تبين خلال إقترابنا منه بأنه كان شاهد عيان على " الفضيحة " التي كانت قد حرمت المنتخب الجزائري من التأهل إلى الدور الثاني في مونديال إسبانيا قبل 30 سنة، و قد سارع إلى الإشادة بالمستوى الراهن للمنتخب الجزائري، و أكد بأن بصمة المدرب وحيد حليلوزيتش اتضحت بصورة جلية على الآداء اجماعي للتشكيلة، خاصة من حيث طريقة اللعب، لأن النزعة الهجومية أصبحت من مميزات الخطة المنتهجة مقارنة بما كان عليه الخضر في مونديال جنوب إفريقيا. سافودين سانجيتش و في دردشة أجرتها معه النصر على هامش المباراة الودية التي جمعت المنتخبين الجزائري و البوسني يوم الأربعاء الفارط أوضح بأنه كان قد إكتشف الكرة الجزائرية لأول مرة في مونديال إسبانيا 1982، و قد صرح في هذا الشأن قائلا: " لن أخفي عليكم سرا إذا قلت بأنني كنت محظوظا في مونديال إسبانيا، لأنني كنت متواجدا في قلب الحدث، و من بين الإعلاميين الذين تكفلوا بتغطية فعاليات المونديال، حيث أننا ركزنا عملنا في تلك الدورة على المنتخبات الكبيرة، و من بينها منتخب ألمانيا، وقد غطيت مقابلة المنتخبين الجزائري والألماني، لكنني و عند إجرائي قراءة تحليلية لمعطيات اللقاء كنت قد رشحت " المانشافت " للفوز بنتيجة عريضة، بحكم أنني لم أكن أعرف أي شيء عن منتخب الجزائر.
فوز الجزائر على ألمانيا جعلني أرشحها للتنافس على اللقب العالمي
قبل أن يضيف سافودين قائلا: " إلا أنني وبعد متابعتي المقابلة من منصة الصحافيين بملعب خيخون إكتشفت منافسا قويا، فتغيرت الموازين رأسا على عقب، إلى درجة أنني عنونت تغطيتي لتلك المباراة " مجهول جزائري يفرمل الماكينات الألمانية"، و رحت اشيد بالمهارات الفنية الفردية العالية التي يمتلكها اللاعب الجزائري، مما دفعني إلى حد الجزم بأن المنتخب الجزائري الذي لم يكن أحد يعرفه جيدا قبل تلك المواجهة اصبح من أول مقابلة رسمية له في المونديال من بين المرشحين للتنافس على اللقب العالمي".
و أشار في معرض حديثه إلى أنه كان قد خصص رفقة فريق إعلامي من يومية " فوروم فوت " اليوغسلافية حيزا كبيرا للمنتخب الجزائري بعد الفوز على ألمانيا، لأن ذلك الإنجاز جعل كل العالم يريد معرفة خبايا الكرة الجزائرية، و سر النجاح في قهر " الألمان"، رغم أنه مازال مقتنعا بأن ذلك الإنتصار كان منطقيا، و إعتبره ثمرة الإرادة الفولاذية التي لعب بها " الخضر " تلك المواجهة، إضافة إلى المؤهلات الفنية الفردية العالية، بدليل أنه مازال يتذكر أسماء ماجر، بلومي عصاد و بن ساولة.
كنت شاهد عيان على " مؤامرة " النمسا و ألمانيا
إلى ذلك أكد رئيس القسم الرياضي بيومية " أوسلوبوديناي " البوسنية أنه كان شاهد عيان على " المقابلة المهزلة " التي جمعت بين المنتخبين الألماني و النمساوي، و التي على إثرها حرم المنتخب الجزائري من التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، حيث قال سافودين في هذا الشأن بأن كل المعطيات كانت ترشح منتخب الجزائر للفوز بنتيجة عريضة على الشيلي، مع تنافس منتخبا النمسا وألمانيا على التأشيرة الثانية، لكن تراجع آداء المنتخب الجزائري في الشوط الثاني من لقائه ضد الشيلي و تلقيه هدفين فاجأ كل المتتبعين، و فتح المجال لألمانيا و النمسا من أجل " التخطيط " للتأهل سويا، و شخصيا كما قال " فقد إعتبرت الجزائر ضحية إستهزاء لاعبيها، لأن الإنتصار العريض على الشيلي كان في المتناول، غير أن معطيات المجموعة تغيرت في لمح البصر، و الجزائريين هم الذين منحوا الفرصة لمنتخبين من القارة الأوروبية للتآمر عليهم ".
على صعيد آخر فقد أوضح ذات المتحدث بأن رابح ماجر يبقى أبرز نجم في تاريخ الكرة الجزائرية، لأن إنجازه في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة مع نادي بورتو البرتغالي لا يمكن أن ينسى، و هدف " الكعب " في مرمى حارس كبير من طراز البلجيكي بفاف، دليل على المؤهلات الفنية الفردية العالية التي يمتلكها هذا اللاعب، الذي تألق في سماء الكرة الأوروبية في تلك الفترة، رغم أن اليوغسلافيين كانوا يتواجدون في تلك السنوات في عز العطاء بفضل النجم الأحمر لبلغراد.
الإقصاء من الدور الأول في المونديال الأخير كان بسبب الميولات الدفاعية
بالموازاة مع ذلك أكد سافودين بأن التراجع الكبير للكرة الجزائرية جعله يفتقر لأبسط المعلومات عن منتخبها، لكن العودة إلى المونديال في دورة جنوب إفريقيا جعلنا على حد تصريحه " نستعيد ذكريات سنوات طويلة، إلا أن المنتخب ظهر في هذا المونديال بوجه مغاير، حيث كانت الطريقة الدفاعية الخيار الذي إعتمده طاقمه الفني، و التعادل مع إنجلترا كان منطقيا، فكان الإقصاء من الدور الأول من عواقب الميولات الدفاعية، خاصة في مقابلة سلوفينيا".
لا تستعجلوا النتائج و " فاهيد " قادر على تأهيلكم إلى المونديال
و في رده عن سؤال بخصوص نظرته الراهنة للمنتخب الجزائري، لم يتردد سافودين في الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه مواطنه وحيد حليلوزيتش في تغيير إستراتيجية لعب المنتخب، لأن المردود الجماعي حسبه " تحسن كثيرا مقارنة بما كان عليه في المونديال، واللعب الهجومي أصبح ميزة التشكيلة، مادام " فاهيد " يشتهر بالنزعة الهجومية، و هو عامل يدفعني إلى التفاؤل أكثر بهذا المنتخب في حال مواصلة حليلوزيتش لمهامه، لأنه صاحب خبرة كبيرة، و قادر على رفع التحدي بضمان تأهل الجزائر إلى مونديال البرازيل، رغم أنني على يقين بأن كل الجزائريين ينظرون أكثر إلى " كان 2013 " قبل التفكير في التأهل إلى المونديال، لكنني أطالبكم بعدم إستعجال النتائج، لأن منتخبكم في طور التكوين".