جمهور كرة القدم بالجزائر يحتاج إلى من يفهمه ما زال عمي أحمد عميد الشرطة المتقاعد صديق الأنصار و محبوب الجماهير بملاعب كرة القدم، مميزا بتواضعه وتعامله الجيّد مع المناصرين، الشيء الذي أكسبه ثقة و احترام الكبير و الصغير ممن يذكرون مواقفه المشرّفة، و هو المعروف بحكمته و هدوئه الذين مكناه دائما في التحكم في مواقف الشغب التي تشهدها الملاعب من حين إلى آخر . الكل ينادونه عمي أحمد وحتى رئيس الجمهورية السابق اليامين زروال كان يناديه بهذه الاسم، لأنه يرد على كل من يسأله عن اسمه ب"عمي أحمد". النصر إلتقته على هامش انعقاد الجمعية العامة لتجديد مكتب جمعية متقاعدي الشرطة التي عقدت بالبليدة مؤخرا، وسألته عن واقع متقاعدي الشرطة، وعن عمل جهاز الأمن بين الأمس واليوم، بالإضافة عن تجربته في الملاعب في ظل تزايد العنف بها. *باعتبارك عضوا في جمعية متقاعدي الشرطة ، كيف هو حال هذه الفئة اليوم ؟ - جهاز الشرطة كغيره من أجهزة الدرك الوطني والجيش، قاوم الإرهاب...فالشرطة دفعت من أبنائها 06 آلاف قتيل ضحايا الإرهاب ، و في الوقت ذاته فإن معاشات المحالين على التقاعد تبقى ضعيفة جدا، و تبقى هذه الفئة في حاجة لمساعدة كبيرة خاصة، رغم التضحيات التي قدمتها في سنوات الجمر، حيث بقي زي الشرطة الوحيد في العاصمة في الطرقات وأمام السفارات والمؤسسات العمومية... لهذا يجب التكفل بها بقدر التضحيات التي قدمتها. *تعد من الأوائل الذين التحقوا بجهاز الشرطة بعد الاستقلال، كيف تجد مهنتكم بين الأمس و اليوم ؟ - بدأنا العمل في جهاز الشرطة كمتعاقدين بوسائل بسيطة جدا، واستطعنا تقديم الكثير لهذا الوطن. كما ساهمنا في الحفاظ على استقرار البلاد، و اليوم فإن جهاز الشرطة تحسن بشكل كبير سواء من ناحية التجهيزات و الوسائل المواكبة للعصر، و جد متطوّرة، أو من الناحية البشرية ، حيث تحسن المستوى التعليمي للشرطي و بات يشترط في الراغبين بالالتحاق بهذا السلك، حيازة شهادات جامعية و هذا شيء إيجابي يساعد على تطوير وتنمية هذا الجهاز. *استنادا إلى خبرتك الواسعة في ميدان الشرطة، كيف تفسّر تفشي ظاهرة الإجرام بمختلف أنواعه ببلدنا ؟ - الإجرام بمختلف أنواعه كما تقول دخيل على المجتمع الجزائري، فنحن لم نكن نسمع سابقا عن جزائري قتل أخاه، كما لم يكن الإجرام متفشيا بهذه الوتيرة التي نشهده عليها اليوم، وأعتقد أن الانفتاح و غزو الفضائيات بمضامينها المختلفة لمجتمعنا ساهم في انتشار الجريمة، بل هناك محاولات لإشغالنا عن ديننا و إبعادنا عنه. * كيف تفسر ظاهرة العنف في الملاعب و ماذا تقترح كحلول؟ - قبل أن أحدثك عن هذه الظاهرة، أعلمك بأني قد تركت أرشيفا كبيرا من التقارير التي وجهتها إلى الجهات المعنية، قدمت من خلالها عدة حلول لكابوس الملاعب، بحكم الخبرة التي أملكها و اقترابي من الأنصار... و أؤكد من خلال منبر النصر بأن الجمهور يحتاج لمن يفهمه، وهذا ما كنت أقوم به قبل بداية كل مباراة، أين كنت أجتمع بعناصري من الشرطة وأقدم لهم توجيهات حول التعامل مع المناصرين، لكن هذا لم يكن يحدث بالنسبة للهيئات الأخرى التي لها صلة بالجمهور الرياضي . و يجب تحديد طبيعة الجمهور الذي يدخل الملاعب الذي غالبا ما يكون من فئة الشباب فبعضهم لا يستطيع جمع المبلغ الخاص لشراء تذكرة الدخول و يضطر لبيع عدد من السجائر، و ما أعنيه بقولي هو بساطة الجمهور الذي يحتاج لمن يسمعه و يفهمه. فبالإضافة إلى ظروف الاستقبال التي تبقى كارثية في ملاعبنا ويضطر الجمهور للدخول إلى الملعب ساعات قبل بداية اللقاء، يجد هذا الأخير نفسه دون أكل أو شرب لأن ذلك ممنوع، و المراحيض غير نظيفة....كل هذه الأمور تعد دافعا للكراهية والعنف. *على من تقع المسؤولية في رأيك؟ - ما ينبغي أن نؤكد عليه هو ضرورة ترك المناصر يفرح في مساندة فريقه بدون موانع و خلق الحيوية داخل الملعب طيلة الساعات التي تسبق اللقاء التي يتواجد فيها الأنصار من خلال تنشيط حفلات أو بث أغاني تمتص غضب هؤلاء...و المسؤولية في تقديري تقع على رؤساء الفرق، فالمناصر قد لا يعرف رئيس البلدية لكنه يعرف رئيس فريقه المفضل و في نظر المناصر هو صاحب الملعب أو صاحب الدار كما يقول المثل الجزائري وبالتالي فإن تأثير رؤساء الفرق كبير على الأنصار وعليه لا بد أن يلعبوا دورهم في توعية المناصرين، بالإضافة إلى دور لجان الأنصار التي يجب أن تكون ممثلة لكل الأحياء و أعضاؤها لا يبقون في المنصة الشرفية بل يجب توزيعهم على المدرجات باعتبار غالبية المناصرين يتنّقلون إلى الملاعب في شكل جماعات بحسب الأحياء التي يقيمون فيها. *كلمة ختام. - أذكر لك حادثة وقعت بملعب بولوغين ، أين كان الأنصار يرددون كلاما سيئا وفي تلك الأثناء رفع صوت الآذان من المسجد المجاور فسكت الكل احتراما للآذان وبالتالي فإن الأنصار في الملاعب يمكن التأثير فيهم وتوجيههم.