أجبر الاحتلال الصهيوني، في إطار جريمة تهجير قسري ممنهجة، سكان غزة والشمال على الإخلاء القسري، تزامنا مع تفجيره أكثر من 100 "روبوت" بين الشوارع والأزقة المأهولة بالتزامن مع تنفيذه أكثر من 70 عملية قصف مباشر بالطائرات الحربية المقاتلة. وأسفرت هذه الجرائم، منذ بدء عمليته العسكرية البرية الجديدة في مدينة غزة في 13 أوت الماضي، عن ارتقاء 1100 شهيد وإصابة 6008 آخرين، في مشاهد وحشية مروعة، بمتوسط أكثر من 52 شهيدا وأكثر من 285 مصاب في اليوم الواحد وذلك بالتزامن مع الانهيار الشامل للمنظومة الصحية بسبب اعتداءات الاحتلال الممنهجة المستمرة بحقها. واستهدفت قوات الاحتلال ، أمس، منازل مأهولة وخيام نازحين وحشدا للمجوعين الباحثين عن الطعام في نفس الوقت الذي واصلت توغلها البري الى داخل المدينة المعرضة ليلا نهار للقصف المكثف مما أسفر عن ارتقاء ما لا يقل عن 30 شهيدا منذ فجر أمس علاوة عن سقوط 11 شهيدا آخر في عمليات قصف مماثلة في مناطق متفرقة من القطاع. وأكدت مصادر من غزة أنّ ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء كانت جد عنيفة ومروعة جراء القصف الصهيوني المكثف خاصة في حي الشيخ رضوان بإلقاء قنابل حارقة على خيام النازحين وإشعال النار فيها وبمن فيها من سكان عزل في جريمة إبادة جماعية تتكشف يوما بعد يوم أمام عالم لا يزال يلتزم الصمت. وأدانت سلطات غزة بأشد العبارات هذه الجرائم المركبة، محملة الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية والدول المنخرطة في الإبادة المسؤولية الكاملة عنها، وأكدت أن هذه الانتهاكات تمثل خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني ولكل القوانين الدولية، مطالبة المجتمع الدولي وكل المؤسّسات الحقوقية والقانونية في العالم باتخاذ إجراءات جدية وعاجلة وملزمة لوقف هذه الإبادة بحق المدنيين وتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى العدالة كمجرمي حرب. وفي نفس السياق، كشف المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، أمس، عن تصعيد استهداف جيش الاحتلال النازحين في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة وتحويله لما يسمى "المنطقة الإنسانية" إلى مصيدة موت في إطار سياسة منهجية تقوم على نفي الأمان عن أي مكان يتواجد فيه الفلسطينيون وتحويل كل ملاذ إلى هدف ضمن حملة الإبادة الجماعية الهادفة إلى القضاء على سكان القطاع. وذكر، في بيان، أن جيش الاحتلال يطلق النار بشكل مباشر على النازحين داخل خيامهم في منطقة "المواصي" بما يخلف قتلى وجرحى في جريمة تتكرر بشكل يومي تقريبا دون وجود أي ضرورة عسكرية أو أمنية، علاوة عن استهدافه خيام النازحين في هذه المنطقة بواسطة نيران دقيقة من القناصة وأخرى عشوائية من الطائرات المسيرة والآليات العسكرية القريبة وغارات جوية وقصف مدفعي متكرر ويزعم في ذات الوقت أنها منطقة إنسانية ويأمر أكثر من مليون شخص من السكان بالنزوح إليها. وشدّد المرصد على أن استمرار هذه السياسة يكشف نية الاحتلال في إخضاع سكان غزة لواحد من خيارين لا ثالث لهما إما الموت السريع عبر القصف والاستهداف المباشر أو الموت البطيء بفعل التجويع المتعمد أو وحرمانهم من مقومات الحياة الأساسية في أفعال تشكل جريمة إبادة جماعية وفق القانون الدولي وتعكس توجّها منظما لفرض ظروف معيشية تهدف إلى إهلاك السكان الفلسطينيين كليا أو جزئيا. 21 ألف طفل أصيبوا بإعاقة جراء العدوان كشفت أرقام صادمة للجنة الاممية لحقوق الأشخاص المعاقين، عن تسجيل ما لا يقل عن 21 ألف طفل فلسطيني أصيبوا بإعاقة جراء العدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزة، بما يتجاوز نصف العدد الإجمالي من الجرحى الأطفال المقدر بنحو 40 ألفا و500 مصاب. وهو ما جعل اللجنة الأممية المعنية بالأشخاص المعاقين تشدّد على ضرورة أن تتبنى حكومة الاحتلال إجراءات خاصة لحماية هؤلاء الأطفال الذين كانت سببا في إعاقتهم. وطالبتها بوضع بروتكولات لإخلاء الأشخاص المعاقين الذين يواجهون مصاعب خطيرة في الحركة. حرمان 785 ألف طالب في غزة من التعليم للعام الثالث على التوالي، يحرم الاحتلال الصهيوني أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من بدء عام دراسي جديد، في جريمة ممنهجة ترقى إلى إبادة ثقافية وتعليمية تطال أكثر من 785 ألف طالب وطالبة و25 ألف معلم جراء التدمير الواسع للبنية التحتية التعليمية بفعل العدوان المتواصل. وطالت الأضرار التي تسبّب بها الاحتلال وعدوانه المستمر، أكثر من 95% من مدارس القطاع، حيث تحتاج أكثر من 90% من المباني المدرسية إلى إعادة بناء أو تأهيل رئيسي، بعد أن تعرض 662 مبنى مدرسي، أي نحو 80% من إجمالي المدارس، لضربات مباشرة، إضافة إلى تصنيف 116 مدرسة أخرى بأنها متضررة مما حرم عشرات آلاف الطلبة من حقهم في التعليم. كما دمر الاحتلال 163 مدرسة وجامعة ومؤسّسة تعليمية كليا وتضرّرت 388 مؤسسة تعليمية جزئيا، فيما تضرر 70% من المدارس المستخدمة كملاجئ، شكلت محافظتا شمال غزة ورفح المناطق الأكثر تضرراً بنسبة تفوق 95%. وارتكب الاحتلال مجازر بشعة بحق 13 ألفا و500 طالب استشهدوا و830 من المعلمين والإطار التربوي و193 من العلماء والأكاديميين والباحثين، في استهداف ممنهج يضرب حق الأجيال في التعليم ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وحقوق الطفل. وعلى إثر ذلك أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الجرائم التي ينفذها جيش الاحتلال بشكل ممنهج تمثل تدميرا متعمدا للركائز المدنية الأساسية، ويستدعي تحرّكا جديا وعاجلا وحاسما وفاعلا من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المختلفة لوقف هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة. المجلس الأوروبي يعرب عن قلقه من حجم الكارثة أعرب المجلس الأوروبي عن "قلقه" البالغ من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني المتواصل منذ 23 شهرا. وقال رئيس المجلس، أنطونيو كوستا، في تصريح صحفي، أول أمس، إنّ المجلس أعرب مرارا وتكرارا عن إدانته للوضع الإنساني في قطاع غزة، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء أنشطة الاحتلال التي يمارسها الكيان الصهيوني في الضفة الغربيةالمحتلة. وأضاف أنه "نعتقد أن تطبيق حلّ الدولتين يمكن أن يضمن السلام والاستقرار الدائمين للمنطقة بأسرها"، مؤكدا أن المجلس سيواصل العمل لإيجاد سبيل لزيادة الضغط على الكيان الصهيوني للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وذكر أن المجلس الأوروبي سيضغط على حكومة الاحتلال لوقف المجازر التي ترتكبها بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة.