أكّد مركزية البُعد التاريخي في الرؤية السياسية ربيقة يدعو الشباب لصون رسالة الشهداء نظمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة ندوة وطنية تحت عنوان تاريخ الوفاء لذاكرة الشهداء.. سند اللحمة الوطنية ودفاع الروح المجتمعية تم خلالها ابراز العناية الفائقة التي توليها الدولة لصون الذاكرة الوطنية. ولدى إشرافه على افتتاح هذه الندوة ذكر وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة بأن الدولة أولت عناية فائقة لمسألة الذاكرة الوطنية من خلال صون الرموز وتعزيز الانتماء مشيرا إلى أن الروح المجتمعية تعد درعا واقيا وامتدادا طبيعيا للروح الثورية التي توارثناها عن الآباء والأجداد من الشهداء والمجاهدين . وذكر أيضا بأن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد أكد في أكثر من مناسبة على أن الوفاء لذاكرة الشهداء هو التزام وطني وأخلاقي وأن بناء الجزائر المنتصرة لا يمكن أن يتم إلا على أسس الوفاء لتاريخها ولمن ضحوا من أجل سيادتها . وفي ذات الصدد شدد السيد ربيقة على أن وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ترجمت هذا الاهتمام إلى برامج ملموسة من خلال إحياء الذكريات التاريخية وإقامة الفعاليات العلمية وإطلاق مبادرات لترميم مقابر الشهداء وانجاز المعالم التذكارية والإسهام في دمج التاريخ الوطني في كل المناهج التربوية والتكوينية فضلا عن دعم البحث الأكاديمي في قضايا التاريخ والذاكرة وإنجاز الأفلام والأعمال السمعية البصرية التاريخية . وأضاف بأن هذا الاهتمام يؤكد أن البعد التاريخي في الجزائر هو عنصر مركزي في الرؤية السياسية للدولة و ركيزة أساسية لتعزيز اللحمة الوطنية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة. وبالمناسبة دعا الوزير الشباب إلى حمل مشعل الأمانة وصون رسالة الشهداء لافتا إلى أن تنظيم هذه الندوة يدخل في اطار تحصين حاضر الأجيال وصيانة مستقبلها . وتخللت الندوة التي نظمت بمقر وزارة المجاهدين وذوي الحقوق عدة محاضرات تمحورت مواضيعها حول العلاقة بين الذاكرة والأمن المجتمعي وكذا استلهام الدروس الأخلاقية من ذاكرة الشهداء والمجاهدين. إبراز الأبعاد الروحية والإنسانية لثورة نوفمبر أبرز مشاركون في ملتقى وطني نظم أمس الأربعاء بمقر الزاوية التجانية ببلدية تماسين (جنوب ولاية توقرت) البعد الروحي والإنساني لثورة نوفمبر المجيدة. وأجمع متدخلون من أساتذة جامعيين وباحثين في التاريخ خلال أشغال هذا اللقاء الذي نظمته الزاوية التجانية بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتاريخ والذاكرة بمناسبة إحياء المولد النبوي الشريف على أن الثورة التحريرية المظفرة تشبعت بقيم روحية وإنسانية عميقة جسدت هوية الشعب الجزائري وقيمه الدينية والأخلاقية. وفي هذا الصدد استعرض منسق اللجنة الوطنية للتاريخ والذاكرة محمد لحسن زغيدي الأبعاد الروحية والقيم الإنسانية التي حملتها الثورة التحريرية المباركة سيما ما تضمنه بيان أول نوفمبر 1954 الذي دعا إلى إقامة دولة ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية وعلى أساس احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني وعلى أساس التضامن الاجتماعي والذي برز في تكاثف الشعب بمختلف أطيافه وإلتفافه حول المجاهدين وتقديم مختلف المساعدات لدعم الثورة التحريرية. من جانبه أبرز الاستاذ عصام طوالبي من جامعة الجزائر 1 الآثار العميقة للزوايا والطرق الصوفية والتي كانت بمثابة مركزا للمقاومة الثقافية والتعبئة الروحية للثورة التحريرية وحصنا منيعا أمام مخططات الاحتلال الفرنسي التي سعت إلى طمس الهوية الوطنية الإسلامية. وأشار ذات المتدخل إلى أن المقاومات الشعبية الأولى كانت وليدة الزوايا على غرار مقاومات الأمير عبد القادر والشيخ المقراني والتي جسدت قيم ومبادئ تضمنتها بعض النصوص التنظيمية لجيش التحرير الوطني والتي دعت فيها المجاهدين إلى احترام القوانين الإنسانية في تحطيم قوى العدو. بدورها تطرقت الدكتورة أمينة تجاني (جامعة الوادي) إلى الدور الروحي والإنساني للزوايا الدينية في الجزائر منذ الاحتلال الفرنسي وكيف ساهمت في الحفاظ على الهوية الجزائرية والثوابت الوطنية المتعلقة باللغة العربية والدين الإسلامي والعادات والتقاليد.