اعتبر رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور أن تحقيق مسار " انتقالي ديمقراطي" حقيقي يتطلب إشراك النخب التي يتعين عليها بدورها تنظيم نفسها من أجل بناء ثقافة سياسية جديدة تقوم على العمل " بدل الشعارات". و اقترح السيد بن بيتور الذي نزل ضيفا على يومية ليبرتي بعد انسحابه من سباق الرئاسيات المقررة يوم17 أفريل المقبل رغم جمع حوالي 85.000 توقيع على حد قوله " تنظيم الأمور في المجال السياسي و بناء ثقافة سياسية أخرى ترتكز على التعددية و تسيير النزاعات و التكفل بالاختلافات لتحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي". في هذا الصدد أكد رئيس الحكومة الأسبق أنه يتعين على النخب التي " تلعب دورا هاما" في تجسيد الانتقال الديمقراطي تشكيل " جماعات و ليس أفراد مشتتين و تأسيس مجتمع حقيقي و فعلي و قوة و ثروة و معارف". من جهة أخرى وصف السيد بن بيتور " بالكلام المبالغ فيه" نعت الحكام بالنخب مشيرا إلى أنه في المجتمعات " المؤسسة بشكل عادي" فان الثروة و المعرفة " يعتبران الطريقين الأسرع للوصول إلى السلطة، في حين أنه في العديد من البلدان النامية على غرار الجزائر فان السلطة هي التي تؤدي إلى الثروة و ليس العكس" في الوقت الذي " يستثني فيه رجال العلم منها". و بهدف المساهمة في تسوية المشاكل ذات الطابع الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي فان هذه النخب مدعوة حسب السيد بن بيتور إلى القيام بعمل يخص التربية على المواطنة حتى نحصل على مجتمع متزن و قدرات قوية و مؤثرة مع توفير كل الوسائل الثقافية و المادية لتعزيز التجنيد الضروري لتسوية الأزمة". كما اقترح السيد بن بيتور مخاطبا قوى التغيير "إعداد خارطة طريق تحدد مشروع تغيير نظام الحكامة و مراحل تطبيقه و إعداد عقد اجتماعي يكون بمثابة قاعدة للدستور الجديد الذي يقصى فيه احتكار السلطة و تحويل الدولة للمصالح الخاصة و إنشاء لجنة مؤقتة لتحقيق المشروع على المستوى الوطني". و عن سؤال حول علاقاته مع رئيس الجمهورية عندما كان على رأس الحكومة قبل استقالته في سنة 2000 رد السيد بن بيتور أن علاقته كانت مباشرة مع رئيس الدولة حول كل ما يخص عمل الحكومة" مضيفا أنه لم تكن هناك أبدا تدخلات من أي طرف كان.