أكنّ للجزائر وتاريخها العريق تقديرا خاصا..وكل الاحترام لجاليتها    حنكة دبلوماسية..دور حكيم ثابت وقناعة راسخة للجزائر    مهرجان عنابة..عودة الفن السابع إلى مدينة الأدب والفنون    إبراز البعد الفني والتاريخي والوطني للشيخ عبد الكريم دالي    التراث الثقافي الجزائري واجهة الأمة ومستقبلها    المسيلة..تسهيلات ومرافقة تامّة للفلاّحين    مطالبات بتحقيقات مستقلّة في المقابر الجماعية بغزّة    تقرير دولي أسود ضد الاحتلال المغربي للصّحراء الغربية    استقالة متحدّثة باسم الخارجية الأمريكية من منصبها    ثقافة مجتمعية أساسها احترام متبادل وتنافسية شريفة    العاصمة.. ديناميكية كبيرة في ترقية الفضاءات الرياضية    حريصون على تعزيز فرص الشباب وإبراز مواهبهم    وكالة الأمن الصحي..ثمرة اهتمام الرّئيس بصحّة المواطن    تكوين 50 أستاذا وطالب دكتوراه في التّعليم المُتكامل    تحضيرات مُكثفة لإنجاح موسم الحصاد..عام خير    تسهيلات بالجملة للمستثمرين في النسيج والملابس الجاهزة    استفادة جميع ولايات الوطن من هياكل صحية جديدة    بن طالب: تيسمسيلت أصبحت ولاية نموذجية    الشباب يبلغ نهائي الكأس    بونجاح يتوّج وبراهيمي وبن يطو يتألقان    خلافان يؤخّران إعلان انتقال مبابي    قال بفضل أدائها في مجال الإبداع وإنشاء المؤسسات،كمال بداري: جامعة بجاية أنشأت 200 مشروع اقتصادي وحققت 20 براءة اختراع    بعد إتمام إنجاز المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي    سوناطراك تتعاون مع أوكيو    الأقصى في مرمى التدنيس    حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي    غزّة ستعلّم جيلا جديدا    الأمير عبد القادر موضوع ملتقى وطني    باحثون يؤكدون ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    جراء الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34 ألفا و356 شهيدا    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    أمن دائرة عين الطويلة توقيف شخص متورط القذف عبر الفايسبوك    سيدي بلعباس : المصلحة الولائية للأمن العمومي إحصاء 1515 مخالفة مرورية خلال مارس    جامعة "عباس لغرور" بخنشلة: ملتقى وطني للمخطوطات في طبعته "الثالثة"    رفيق قيطان يقرر الرحيل عن الدوري البرتغالي    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    "العميد" يواجه بارادو وعينه على الاقتراب من اللّقب    المدرب أرني سلوت مرشح بقوّة لخلافة كلوب    أحزاب نفتقدها حتى خارج السرب..!؟    مشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف: المرحلة الأولى للإنتاج ستبدأ خلال 2026    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    هلاك 44 شخصا وإصابة 197 آخرين بجروح    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    من 15 ماي إلى 31 ديسمبر المقبل : الإعلان عن رزنامة المعارض الوطنية للكتاب    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة الاستقلال في الرواية الجزائرية
نشر في النصر يوم 07 - 07 - 2014

حضرت وتحضر، صورة الاستقلال، بأشكال مختلفة ومتفاوتة في الشعر الجزائري، تمجيدا واحتفالا وتقديسا وموضوعا وتيمة، لكن ماذا عنها في الرواية الجزائرية. كيف حضرت؟ وبأي شكل، كيف كانت وكيف كان حيز ظهورها، وهل قاربت ولامست فنيا وأدبيا وجماليا هذا المعطى كقيمة وتيمة في المتن السردي؟، وهل كانت صورة متوهجة مفعمة بعظمة الاستقلال/النصر، وقداسته ورمزيته وهالته، أم كانت صورة نمطية لم تتجاوز ولم تتخط سقف التسجيلية والتأريخ، مُهملة سقف الفنية والإبداعية في العمل الأدبي الروائي. عن صورة الإستقلال في الرواية الجزائرية وحضورها وسياقات توظيفها، يتحدث بعض الكتاب والنقاد، في ندوة"كراس الثقافة" لعدد اليوم، وقد أجمعوا على أن هذا الموضوع من المساحات البيضاء المهملةوغير المطروقة والتي لم يُكتب فيها وعنها، كما لم يتم الخوض فيها بعد، من قِبل الدارسين والباحثين الذين لم يلتفتوا إلى هذه القضية التي يثيرها اليوم كراس الثقافة.
إستطلاع/ نوّارة لحرش
عامرمخلوف/ كاتب وناقد وأستاذ في جامعة سعيدة
صورة الاستقلال لم ترتسم في النصوص السردية
كيف حضرت صورة الاستقلال في النص السردي؟ سؤال غير مسبوق حقاً. والغريب أن الصورة التي نبحث عنها، رمزية متوهجة كانت أو نمطية باهتة قد لا نجدها أصلاً، لذلك تساءلتُ على نحو مخالف: لماذا لم ترتسم صورة الاستقلال في النصوص السردية؟.
لا يمكن للمرء أن يدَّعي الإحاطة بكل النصوص الأدبية، ولكن -في حدود مطالعاتي الأدبية المتواضعة وطيلة ما أجهدتُ ذاكرتي الضعيفة في استعادته- لم أصادف قصة أو رواية مكتوبة بالعربية تخصِّص مشهداً للفرحة بالاستقلال. وكل أملي أن تُسهم ريادة هذا الملف في إحالتي على نصوص لا أعرفها. لذلك استوْجب أن أبحث عن دواعي هذا الغياب، فرأيْتُها كما يلي: - كانت فترة الفرحة بالنصر أقصر بكثير من عظمته. رفع المواطنون فيها العَلم الوطني ونادوا بالحرية، ولكن ما لبثوا أن حيَّرتهم أزمة ربيع 1962 فقفزوا إلى شعار "سبع سنين بركات"، ثم كانت عشرية الستينيات من القرن الماضي فترة غموض سياسي وركود في الحياة الثقافية جعل بعض الأدباء أنفسهم ينهجون سُبُلا أخرى. وما أن عادت الروح إلى النشاط الثقافي والأدبي حتى كانت كلمة الحرية قد اختفت لتحل محلها كلمة الاستقلال مع الفارق في درجة الشحنة التي تحملها كلتا الكلمتيْن.
- غلبت الثورة بزخمها الواقعي والإعلامي على مخيلات الأدباء وزاد من تأثيرها الخطاب الرسمي المؤسَّس على الشرعية التاريخية، فاندفع الكُتَّاب إلى استحضار بطولاتها، ومالوا إلى تصويرها، إما تمجيداً لها أو بحثاً عن المُغَيَّب فيها أو نقداً للممارسات المنحرفة باسمها.
- لم ينشغل الكُتَّاب بتصوير الفرحة بالنصر، لأنها بدت فرحة مسروقة أو ثورة مخدوعة، وانصب همُّهم على التذكير بالقيم التي ضحَّى من أجلها الشهداء، لعل الذكرى تنفع المؤمنين بمستقبل أفضل من واقع لا يحقق الآمال المنشودة. وربما يكون قد خطر في أذهان بعضهم أن تصوير النصر مخادعة أخرى لا ينبغي لمثقف واع أن ينجرَّ إلى وصفها.
- لما بدأت تتضح معالم مشروع مجتمع جديد تدريجياًَ منذ بداية السبعينيات متمثلة في الاختيار الاشتراكي، لم يبْقَ مجال للتغني بنصر أوْمض كالبرق وانطفأ، بقدر ما تعلقت العيون بنصر أكبر مُرتقَب، نصر يحقق العدالة والمساواة والحرية أيضاً.
ولكن ما أن شارفت فترة السبعينيات على الانقضاء حتى كان الحُلْم قد بدأ يتحوَّل إلى وَهْم. ووجد المثقفون أنفسهم في وضع أشبه بوضع الستينيات، ما جعل كِتابات كثيرة لا تتبيَّن آفاق الوضع الجديد فانكفأت على الذات.
- لم تدم فترة التراجع على نهج السبعينيات طويلا حتى دخلت البلاد فيما لم يتوقَّعْه أحد. أحداث التسعينيات غطَّت على الماضي وعلى أي خطاب يتغنى بالثورة ناهيك عن أن يحتفي بالنصر، ما جعل المناسبات الوطنية نفسها تمر باهتة لا أثر لها حين يتمُّ تنظيمها.
فعاش الكُتَّاب تحت وقْع آخر. وبالنظر إلى هوْل ما حدث ظهر مصطلح الأدب الاستعجالي بوصفه اعترافاً بأن غالبية النصوص السردية لم ترْقَ إلى فظاعة الصور الواقعية، وقد حدث خلال حرب التحرير أن تقدم الشعر إلى الواجهة بينما تأخر السرد في تصويرها.
هكذا يبدو لي أن التحوُّلات المتسارعة كانت دوماً تطرح على الكاتب ما هو أكبر حجماً من فرحة عابرة، وأطول امتداداً في الزمن من لحظة قصيرة، ما يفسر غياب مشهد النصر من النص السردي. فإذا جاءت إجابتي في اتجاه معاكس للسؤال المطروح، فلعلَّها تذكِّر بعبارة "هيجل" المعروفة: "إن الإجابة عن الأسئلة التي تتركها الفلسفة دون جواب، تكمن في أن هذه الأسئلة يجب أن تُطرح بطريقة أخرى".
عبد القادر رابحي/ شاعر وأكاديمي
فكرة الاستقلال في الرواية الجزائرية كانت أسيرةً للطرح السياسي والإيديولوجي
ربما حاولت هذه الورقة الولوج إلى فكرة مدى ما حققته الرواية الجزائرية من تعالق فنيٍّ وإبداعي مع تيمة الاستقلال من باب الفكرة التي كان يحملها الروائيون الجزائريون عن الاستقلال بالنظر إلى ما كان يحمله أقرانهم الشعراء، والتي حاولوا تمريرها في نصوصهم الروائية المشهورة والترويج لها في آرائهم ومواقفهم. وذلك من خلال ما كانت تحمله مواقفهم الفكرية والإيديولوجية من رؤى ثابتة عن الاستقلال بوصفه تتويجا لصراع مرير خاضه الشعب الجزائري طيلة فترة طويلة من الزمن لم يكن الروائيون أنفسهم ليدركوا أبعادها الفكرية والاجتماعية بالقدر الذي يجعلهم يوظفونها بدرجة عالية من الوعي بالتاريخ -تاريخ الجزائر- وبحركيته الظاهرة والباطنة، ومن ثمة السمو بها إلى آفاق فنية وجمالة في المتن الروائي.
ولعله لذلك نرى الجيل الأول من الروائيين المؤسسين لفن الرواية في الجزائر كعبد الحميد بن هدوقة والطاهر وطار، يلحون، في ما يمكن تسميته بتأسيس العاطفي للفن الروائي، على معالجتهم لفكرة الاستقلال من خلال تجسيدهم للبطل الأنموذجي الجاهز الذي يحقق الأطروحة المتماهية مع المرحلة السياسية، والذي به لا بغيره تتم القصة المثالية التي يريدها الروائي بما تمثله من انحياز واندفاع وتسرع في صياغة الرؤية الروائية الباطنة التي سيطرت على الرواية التأسيسية والتي مفادها أن البطل الثوري، اليساري، هو الأنموذج الوحيد الأوحد الذي يمثل فكرة الحرية التي لا تتحقق إلا بتحقيق هذا البطل للنضالات الشعبية المؤدية بالضرورة إلى الاستقلال الوطني.
وبغض النظر عمّا يمكن أن تمثله هذه الفكرة المنمطة التي استولت على المتخيّل السردي التي نراها في روايات بن هدوقة و وطار وفي كثير من أعمال من جاء بعدهم، والتي سوّقت للبطل الثوري الذي يحلم بدولة مستقلة تسود فيها العدالة الاجتماعية والمساواة بين طبقات المجتمع، نظرا لما سيكتشفه فيها القارئ اللاحق من محاذاة للتاريخ دون التعمق في طرحه وفق إحداثياته الفكرية والحضارية، والتي كانت تنم عن سذاجة عميقة في الوعي بها، فإن الروائيين الجزائريين، سواء ممن تعرضوا لفكرة الاستقلال من زاوية فترة الاستعمار، أو الذين تعرضوا لها من زاوية فترة الاستقلال، كانوا أسيري طرحهم المغلق ورؤيتهم الضيقة لفكرة الاستقلال نظرا لارتباطهم الأعمى بالرؤية الإيديولوجية السائدة في ذلك الوقت، وذلك على الرغم ممّا حققوه من انتشار للرواية، ومن نجاحات عالمية مرتبطة بانتشار الإيديولوجية اليسارية. كما أن كثيرا من المواقف اللاحقة لهؤلاء الروائيين كانت توحي بأن الدفاع عن فكرة الاستقلال لم تكن تعني بالضرورة الدفاع عن خيارات الشعب الجزائري في ما تحمّله من مكابدات وما حمله من طموحات.
ربما فوّت الروائيون الجزائريون على أنفسهم فرصة الانتصار لطبقات المجتمع الجزائري في تركيباتها الفكرية والثقافية والعرقية المتعددة على الرغم من استعمالهم للتّيمة الوطنية "الثورة، الاستقلال، الوطن"، وذلك من خلال تغاضيهم عن الإشكالات الحقيقية التي كانت تؤرق بنية المجتمع الجزائري، وكذلك من خلال انجرارهم إلى مصادرة المتن السردي واستغلاله لتمرير أبطال لا يعكسون واقع المجتمع الجزائري في فترتيّ ما قبل الاستقلال وما بعده. نرى ذلك في ثلاثية محمد ديب على سبيل المثال، وفي أعمال غيره من روائيي الجيل الأول مفرنسين أو معربين.
ربما كانت فكرة الاستقلال في الرواية الجزائرية، خاصة عند الجيل الأول من الروائيين، أسيرةً للطرح السياسي والإيديولوجي إلى درجة لم يكن ممكنا للقارئ أن يتصور من خلالها "استقلالا سياسيا" خارج إطار المحددات الفكرية التي خطط لها الروائيون وهم يصولون ويجولون في ما بدا لهم أنه حقيقة المجتمع الجزائري الوحيدة غير القابلة للتغيير أو التبديل.
محمد مفلاح/قاص وروائي
الثورة أخذت كل الاهتمام
لقد عاش جل الأدباء الجزائريين المعروفين اليوم، لحظة الاستقلال التي كانت أعظم فرحة سكنت قلوب كل الجزائريين، ولازالت إلى حد الآن راسخة في الذاكرة الوطنية، وقد عبر عديد الشعراء في الفصيح والملحون عن مشاعرهم الممجدة لهذا الاستقلال الذي كان تتويجا لتضحيات الشعب الجزائري وتجسيدا لأحلام أجيال وأجيال من المقاومين والثوار مذ دخل الاحتلال الفرنسي أرض الجزائر.وما اطلعتُ عليه من شعر، كان في محتواه صادقا ومعبرا عن عاطفة جياشة سجلتها أقلام شعراء أسكرهم الفرح العظيم، ولو أنه شعر مباشر يخلو جله من النفس الفني العميق.
أما الرواية الجزائرية ولأنها عمل تخييلي شاق يحتاج إلى وقت طويل لإنجازه، فلم يتناول كتّابها موضوع الاستقلال في حينه، ولكن إلى حد الآن-وهذا ما يثير التساؤل والحيرة معا- لم أطلع على أي رواية تتطرق إلى الاستقلال فتخلد لحظاته الرائعة التي رفرفت فيها الراية على كل شبر من الوطن بعد تقديم قوافل من الشهداء.
صحيح هناك إشارات في بعض الروايات الجزائرية إلى الاستقلال، ولكنها لم تكن عميقة ومفصلة، ولهذا لم يكتب النقاد أي دراسة عن موضوع الاستقلال في الرواية الجزائرية. والمتتبع للمنجز الروائي الجزائري يلاحظ أن الروايات التي تطرقت إلى موضوع الثورة التحريرية أشارت فقط وفي بضع الفقرات إلى فرحة الاستقلال باعتبارها لحظة مضيئة بين مرحلتين مميزتين هما الثورة التحريرية والحياة الجديدة لما بعد استرجاع السيادة الوطنية، أي أنها ركزت على قضية الثورة التحريرية وآثارها الكبيرة على الإنسان الجزائري في عهد ما بعد الاستقلال، ونظرة سريعة على الأعمال الروائية الجزائرية تؤكد هذا المعنى أي الانتقال من الحديث عن الكفاح المسلح إلى الزمن الحراشي حسب تعبير الروائي طاهر وطار، ومن هذه الأعمال أذكر: "اللاز، التفكك، خيرة والجبال، على جبال الظهرة، طيور في الظهيرة، الخ.."
وأعتقد أن الصراعات الدامية حول السلطة ومراكز النفوذ، والتي أعقبت يوم الاعلان عن هذا النصر العظيم، أفقدت الاستقلال بعض رمزيته وهالته، ومن منا لا يتذكر شعار "سبع سنين بركات" الذي ردده الشعب الجزائري في صيف سنة 1962، لوقف الصراعات الخطيرة؟ لقد ذكر جل الروائيين لحظات الاستقلال ولكن عرضا وفي سياق تناولهم قضية الثورة التحريرية التي استأثرت بكل اهتمامهم، ولم أقرأ إلى الآن عملا روائيا واحدا توقف فقط عند لحظة الاستقلال.وصراحة سؤالكِ هذا مهم جدا وهو يثير قضية أعتقد أن الدارسين لم يلتفتوا إليها، وهي في حاجة إلى جهود الباحثين لمعرفة كل أبعادها.
لونيس بن علي/ ناقد أدبي
الاستقلال هو بالأساس "فكرة" وهذا ما عبرت عنه روايات محمد ديب
حين نقرأ رواية "الحريق" لمحمد ديب والتي صدرت عام 1954، أي أسابيعا قبل اندلاع الثورة التحريرية، نجد مدى وعي الروائي بأنّ الاستقلال هو بالأساس "فكرة" أي حركة تتم على مستوى الوعي، لتتمظهر في "الكلمة". انبثاق الوعي برهانات التاريخ لأي حركة ثورية هو بالأساس العمل لا على تحرير الأرض فحسب، لكن على تحرير الكلمة، لأنّ مقاومة الاستعمار هي مقاومة لأنظمته التمثيلية التي أرادت أن تسجن الجزائريين في تصورات خاطئة بأنّهم ذوات عاجزة، لا تاريخية، لا تستطيع أن تصنع وجودها.في هذه الرواية، تتجلى ملامح الاستقلال كحلم مشروع، أي كمشروع مستقبلي لا يتحقق إلاّ بتوفر شروط تاريخية أساسية وهي: الخروج من حالة الصمت. الصمت هنا يعني "الاستلاب" ويعني كذلك –إذا ما أخذنا بالتعبير الماركسي- اغترابا للذات. وأهم أشكال هذا الاغتراب هو حينما تفقد الذات الثقة بنفسها، وحينما تنفصل عما يجري في العالم من أحداث ومن متغيرات.
تدور رواية "الحريق" حول اضراب الفلاحين في منطقة "بني بوبلان" تنديدا بالممارسات الاستعمارية الظالمة واللاإنسانية، فقد وجد الفلاح نفسه خادما في أرضه، مسلوب القوة والإرادة، مهانا في شرفه وعرضه، فاقدا للحقوق، إذ تضعنا الرواية أمام الشروط التاريخية التي لابد أن تخلق الحراك الضروري للتغيير، لكن شيئا ما كان يقف حاجزا أمام الفعل.
كل شيء بدأ لما اجتمع المناضل الشيوعي "حميد سراج" بفلاحي بني بوبلان، إذ أدرك بوعيه التاريخي بأنّ ما يكبّل هؤلاء هو الجهل بحركة التاريخ، وبما يحدث في العالم الخارجي، وفهم أنّ الخوف الذي يستبد بهم هو العقبة الأولى والأهم التي تحول بينهم وبين الوعي ثم الفعل.
كانوا يجهلون مثلا أنّ هناك في العالم الخارجي من يعاني مثلهم، وأنّ هناك في فرنسا فلاحون يعيشون نفس ظروفهم، وهذا طبعا خلق علامة استفهام واستغراب عند الكثيرين منهم، فمنهم من لم يصدق نفسه، ومنهم من أراد أن يصدّق لكن لا يعرف كيف.
بهذه الطريقة، استطاع سراج أن يستدرج الفلاحين إلى الكلام، يجب أن يقولوا شيئا، أن يتحرّروا من الصمت الذي هو وجه من وجوه تمظهر الخوف الذي يحاصرهم.
أعتقد أنّ وعي الرواية بفكرة التحرر بدأت لما منحت الكلمة للفلاحين، لضحايا التاريخ الاستعماري هؤلاء الذين كانوا موضوعات للكلمة، فأصبحوا منتجين لها. الكلمة هي الوعي، وتحريرها من عقال الصمت هو تحرير لهذا الوعي من استلابه التاريخي.
لقد فهم ديب "الاستقلال" كحالة تنبؤية عبّر عنها من خلال كلام شخصية من شخصيات روايته، لمّا قالت: "تم اشعال حريق، لن ينطفئ بعد هذا أبدا. سيظل يزحف بالتلمس، سرا، تحت الأرض، لن تهدأ ألسنته الدامية ما لم تلق على البلد كله، بريقها الكئيب" -الحريق ص222-. فالاستقلال لن يأت دون تحرير الإنسان من خوفه ومن حالة استلاب لغوي جعله صورة باهتة صنعتها الكلمة الكولونيالية. لقد قال "شارل بون" وهو أحد أهم المتخصصين في أدب "محمد ديب" أن رواية "الحريق" هي الرواية التي أعطت الكلمة لهؤلاء الذين لم يتكلموا قط.
يبقى الاستقلال مشروعا مفتوحا على المستقبل طالما أنّه لا يتحدّد فقط عند عتبة استعادة الأراضي وطرد مغتصبيها منها، بل هو تحرير الإنسان من كلّ أشكال الاستلاب حتى تلك التي أنتجتها الدولة الوطنية بعد الاستقلال، وقد لاحظنا أيضا أنّ روايات ديب التي جاءت بعد الاستقلال قد التفتت أكثر نحو "داخل الإنسان" لأنّ الاستقلال لم يكن إلا لحظة وهمية سرعان ما داهمت وعيه التحريري أشكالٌ من القمع والرقابة والاستبداد مارسه هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشرعية الثورية.
حبيب مونسي/ كاتب وناقد
"نص الاستقلال" لم يكتب بعد
لم يكن "الاستقلال" باعتباره "تيمة" روائية موضوعا مقصودا لذاته في كل الروايات التي كُتبت بالعربية أو الأخرى التي نشرت بالفرنسية. لأن التيمة إن قصدت لذاتها كان لها من التدبير القصصي ما يعطيها سمة الهيمنة على النص الروائي كله. ومن ثم يكون دوران السرد الروائي وقفا على التيمة يخدمها من كل النواحي التي يقتضيها السرد ويتأسس عليها. لأن هيمنة التيمة على الموضوع توزع الاهتمام في فسحة السرد وتعطي للعناصر القصصية أقساط الحضور بين يديها لتخدم الفكرة التي يحاول الروائي استجلاءها من خلال الأحداث العرضية التي يسوقها بين يديه.
لقد تعاملت الرواية الجزائرية مع "الاستقلال" باعتباره حدثا كلل لسلسلة من التطورات التي حدثت على المستوى الاجتماعي والسياسي في حياة الرجال والنساء على المستوى الفردي والجماعي، سلبا وإيجابا. ولم يكن الاهتمام به من قبيل "الحدث" الذي يقوم علامة فارقة في مسار تاريخي تتحول بموجبه الأحداث من حال إلى حال، وكأنه انقلاب في الموازين والرؤى، وتحولٌ في مجريات الأمور. ليشكل الحد الفصل بين الماقبل والمابعد. وتُرصد من خلاله درجات التحول في العقليات والسلوك والتصرفات.
هذه الفكرة، وبهذا الشكل، لم نجدها عند أي من الروائيين الجزائريين، وكأنهم لم يقدروا "قيمة" هذه التيمة إبداعيا، ولم يزنوا مقدار أثرها في التحولات الوطنية التي نشأت بعدها. ومن ثم لم ينظروا إليها باعتبارها حدا فاصلا، وإنما جاء الحديث عنها في معرض العودة إلى الماضي واستدرار الذكريات، وتقديم صورة لخروج الجزائريين والجزائريات إلى الشوارع للاحتفال بعيد النصر، وتسجيل مظاهر الفرحة والتجاوزات التي حدثت فيها، كالسلب والنهب وتصفية الحسابات، واحتلال العقارات،وادعاء الرتب والشارات.. وغيرها مما وقفت عليه ريشة الروائي وهو يرصد جملة التجاوزات التي شابت فرحة "الاستقلال".
لذلك يجب علينا أن نقرر اليوم أن "نص الاستقلال" لم يكتب بعد! ومعنى ذلك أن النصوص التي تحدثت عن "الاستقلال"، إنما أدرجته ضمن سيرورة زمنية كان فيها "الاستقلال" حدثا ثم تراجع ليفسح المجال أمام التناقضات التي سكنت المجتمع الجزائري بعد ذلك. إنه الأمر الذي نرده -مثلما قلت في كثير من التدخلات- إلى كون "نص الثورة لم يكتب بعد" وأن ما نقرأه اليوم في النصوص القديمة والجديدة لا يعدو أن يكون تسجيلا لذكريات تقف عند محطات تاريخية تُستل منها الحادثة التي نريد استعادتها لغرض تأثيث الحاضر الروائي وحسب. أما النص الذي نتحدث عنه، فهو النص الذي يكتب "الملحمة" بكل تفاصيلها الحميمية التي تجعل من العمل الروائي أكبر من التاريخ، وأصدق لغة منه، وأشد حرارة في عرضه وتصويره. حينما نقرأ بعض الملاحم التي كُتبت في الغرب، ونُشَد إلى تفاصيلها الدقيقة في فترات من التاريخ، نحس بذلك الرابط الحميمي الذي يشد الروائي إلى الفترة بكل ما يتفصد منها من أحداث وعواطف ومشاعر، وما يحتويها من تفاعلات تؤثر فيها أيما تأثير، ساعتها نشعر أننا أمام حراك تاريخي لا يمكن للتاريخ أن يكتبه،بل يتسع له السرد الروائي من خلال قدرته واقتداره على حمل التوترات التي تسكنه في كل خلجاته، وقد نضرب أمثلة بما كتب "تولستوي"عن "الحرب والسلم" مثلا لتقريب الصورة.
وفي المقابل حينما نقرأ الرواية الجزائرية التي تلت "الاستقلال" نجد أن الهم الذي يسكنها منذ الوهلة الأولى هَم أيديولوجي، فهي تريد أن تنسى الماضي سريعا لتؤسس لمستقبل في ظل رؤية أيديولوجية جديدةوكأنها تتعجل الانتقال بالمجتمع من حال إلى حال، ومن وضعية إلى أخرى، وأن تبني طوباويتها التي نَظر لها المنظرون من قبل. إنها تنظر إلى المستقبل من منظارها الخاص.
استمر الأمر إلى نهاية السبعينيات من القرن الماضي، ثم جاء جيل جديد، لم يعد "الاستقلال" يمثل بالنسبة له حدثا تاريخا شعبيا، بقدر ما أصبح "الاستقلال" يطرح في حاضرهم جملة من التناقضات الفكرية والأيديولوجية والسياسية، ويقدم من خلال إفرازاته شريحة اجتماعية متسلطة، ذات طابع انتهازي لا تفتأ تستثمر "الاستقلال" لأغراضها الخاصة، فهي وإن ادعت "الوطنية" ولبست شعاراتها المختلفة، إلا أنها أول من ينتهك الوطنية في أقدس معانيها. ومن ثم صار هَمُّ الرواية فضح هذه الشريحة المتمكنة في أجهزة السلطة ودواليبها، والتي لم يخرج الاستعمار من فكرها ولغتها وتصرفاتها.
بذلك شهدنا السرد يتخطى "تيمة الاستقلال" ليسقط في حمأة الصراعات التي تسكن الواقع وتصنع أحداثه، وغدت الرواية أشبه شيء بنصوص "عرض الحال" الذي يقدم فيها الروائي وجهة نظره عن الواقع والمستقبل.
محمد الأمين بحري/كاتب وباحث وأستاذ في جامعة بسكرة- قسم الآداب واللغة العربية
استقلال الجزئر روائياً.. أو حكاية الوعي الشقي
ينداح بنا الحديث عن صدى الاستقلال في الرواية الجزائرية إلى الرواية ما بعد الكولونيالية، المتموقعة بين التاريخي والتخييلي، غير أننا سننتصر للمرجعية الروائية على حساب المرجعية التاريخية طبعاً. وبين التاريخ والتخييل تنتسج حبكة الواقع الذي أصغت إليه أقلام الروائيين، لتستمد منه مادتها وموضوعها وتعجن منه شخصياتها ولغتها وتصنع منه حياة فنية لكائناتها الروائية وتحمله رسائلها ومواقفها الإنسانية الضمنية.
ولو بحثنا عن بداية لموضوع الاستقلال في الكتابة الروائية الجزائرية، فلن نجد أسبق من الطاهر وطار باعتباره أول روائي أطلق هذا الجنس من الكتابة في صرخة ثائرة من وضع ما بعد استعماري، خلف حراكاً اجتماعياً- إيديولوجياً شهده المجتمع الجزئري، في صورة وعي سلبي هو أقرب إلى الحقد الطبقي منه إلى الوعي الطبقي، وقد صور رؤية العالم هذه بكل تناقضاتها في رواية [الزلزال]، من منظور شخصية إقطاعية مرضية (الشيخ عبد المجيد بوالارواح).. لم تأت لتصور الواقع السائد ووعيه القائم بقدر ما جاءت لترصد تحولات تاريخ مجتمع يتطور وينسلخ من عقده التاريخية، عبر تآكل ذاتي للطبقات المهيمنة عكسته رؤية الكاتب من خلال الطريق المسدود الذي انتهى إليه بولرواح (ومن ورائه كل الوعي والفكر والإيديولوجيا الإقطاعية التي شككت الشعب في حقيقة نيل الاستقلال)، ولم تكن هذه النهاية سوى بداية طريق جديد منفتح على استقلال حقيقي يعد بالتخلص من الأحقاد الطبقية والتركات المسمومة التي خلفها الاستعمار.
لم يزد بقية الروائيين بعد الطاهر وطار شيئاً جديداً من حيث موضوعات رواية ما بعد الكولونيالية في الجزائر، عدا توسيع نطاق الشقاء ليشمل عند معاصره عبد الحميد بن هدوقة فئات أقل ثقافة وأكثر اتساعاً.
لقد ترجم بن هدوقة روائياً ما يمكن أن نسميه بسرد تاريخ المستضعفين، الذين لم يجدوا بداً من نقل هموم استقلالهم من القرى والبوادي إلى المدن والحواضر، محاولين التكيف مع وعي جديد ينوس في دخيلائه بين نشدان التحضر وبين تطليق حياة التخلف التي ينبذها مع أزمنة التعاسة والاستعمار "غداً يوم جديد- بان الصبح".
أما محمد مفلاح فقد رأى الاستقلال بعين المؤرخ الشاهد على عصور استقلالات عديدة لعل آخرها استقلال 1962، حيث لم يكتب مفلاح عن عهد الاستقلال إلا بمنظور ينتمي لما قبل الاستقلال "بيت الحمرا- هموم الزمن الفلاقي- خيرة والجبال"، وفي هذه الثلاثية تتجلى آثار المدرسة الوطارية بوضوح، حيث يركز محمد مفلاح على التاريخ الوقائعي أكثر منه على الشخصية، ذلك أن مفهوم الشخصية لديه ذائب منصهر في التاريخ، فإذا تأملناها ألفينا تاريخاً مجسداً أكثر منه شخصية حية لها نوازع وأحاسيس عاطفية "شعلة المايدة"، وقد سَميتُ روايات مفلاح من قبل بروايات الشخصية الموروثة بالنظر لمحمولها القيمي من مآثر وأمجاد مثلت الحمل الثقيل الذي سيصنع مأساتها في عصور الاستقلال، هناك حيث تفقد هذه الحمولة معناها وتضحى أمجاده وأوسمته مثاراً للسخرية والتهكم في أزمنة متحولة جعلت من تلك الشخصية الموروثة مستحاثة متكلسة لا تلين إلإ بالانكسار "انكسار- عائلة من فخار- همس الرمادي- هوامش الرحلة الأخيرة".
لا يخلو تصوير الشقاء بالاستقلال في مختلف الأساليب التصويرية للجيل الثالث من الروائيين من تركيز على التحولات العميقة في صلب المجتمع المستقل ظاهرياً المكبل باطنياً بتبعات استقلاله سياسيا واقتصادياً وثقافياً. ولنا أن نلمس هذا الحس المأساوي في روايات إبراهيم سعدي "بحثاً عن آمال الغبريني- بوح الرجل القادم من الظلام": الذي ربط صورة الجزائر إبان العشرية السوداء بما راهن عليه المجاهدون في نضالهم وتضحياتهم في سبيل نيل الاستقلال هذا منتهاه.
إن ضحك التاريخ على بكاء الجزائري لهو ترجمة رمزية لخيبة المسعى وانحسار الوعي المتفائل إلى ضرب من الشقاء، شقاء من ينتظر هبة فتأتيه صفعة، أو من يريد أن يصلح فتخذله الوسيلة والواقع معاً، هكذا نقلت رواية الاستقلال وعي مجتمعها بكل تحولاته ومآزق وجوده وتاريخه، في صورة شقية تساوي بين حلم الشهداء بالاستقلال وحلم ورثتهم ممن كابدوا مآزق تحققه الممكن/ المستحيل.
لعل هذه أبرز الأقلام الروائية التي تناولت سرداً و وصفاً مسألة الاستقلال، لا باعتباره منجزاً ملحمياً خليقاً بالإشادة والاحتفال، بل بوصفه نقطة تحول في مسار تكون الهوية والشخصية الجزائريتين. وهنا تكمن الصنعة الروائية على وجه التحديد، تلك الصنعة التي عليها تشريح الواقع روائياً وتخييلياً بعيداً ولو بقدر عن التاريخ الرسمي القائم. لأن التاريخ الحقيقي لا يعني الروائي بقدر ما يعنيه تصوير الوعي بهذا التاريخ. ورصد تحولاته، وترشيح قضاياه، وطرح مآزقه ومعضلاته، والتموقف منها فنياً.
ولعل الطبيعة الثورية اللصيقة بالجنس الروائي من حيث المبدأ "جورج لوكاتش نظرية الرواية"، هي ما جعلت الكتابة عن أي موضوع –وإن كان مكسباً جماهيرياً وقومياً عظيماً- تتخذ طرحاً إشكالياً وأزموياً ومأساوياً.
فالرواية في نهاية المطاف حكاية بحث عن كنز مفقود، حتى وإن تم العثور على هذا الكنز، فلا ننتظر منها تهليلاً واحتفالاً بالنصر، لأنها ستحدثك تارة أخرى عن مآسي رحلة الشقاء التي كابدها صاحب الكنز، وستنذرك بالاستعداد لتكبد ألوان أخرى من الشقاء باعتبار تبعات التصرف في هذا الكنز الموروث مستقبلاً.ولم يكن الحديث عن الاستقلال من منظور الروائي الجزائري سوى حلقة من حلقات ملحمة البحث عن الكنز المفقود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.