ريح البلاد هو سر نجاح "القعدة" على "كنال ألجيري" قالت منشطة "القعدة" على "كنال ألجيري" الإعلامية ليندة تامدراري، أنها تشعر بفخر كبير، وهي تظهر على بلاطو حصتها التلفزيونية في كل مرة بزي تقليدي مختلف، يؤكد غنى موروثنا الثقافي. واعترفت في هذا الحوار للنصر، بأن لهذا البرنامج فضل كبير عليها، لأنه مكنها من أن تعرف عادات وتقاليد العديد من مناطق الوطن، وهي تكتشف في كل زيارة لها أسرارا جديدة لهذا الكنز الذي ساهمت حصتها في نفض الغبار عن بعضه، وتقديمه لمشاهدين مغتربين متشوقين ل "ريحة لبلاد". -حدثينا عن فكرة حصة "القعدة" وسر نجاحها واستمرارها منذ أكثر من 8 سنوات؟ -فكرة الحصة من اقتراحي و من إعدادي أيضا، وهي نابعة من حبي للأصالة والتقاليد بلادي والتي تختلف بشكل ملفت من منطقة إلى أخرى، مما يعطي غنى وتنوعا كبيرا لموروثنا الثقافي والإجتماعي. كما أن الديكورات التقليدية والأزياء الجميلة التي تزين كل حصة وكل عدد بحلة متجددة تلفت انتباه المتفرج الذي يجد نفسه وثقافته فيها وتحمله المواضيع المتداولة إلى عمق التاريخ وإلى ماضيه وماضي آبائه وأجداده وهي أشياء يفتقدها المواطن العادي في حياته اليومية. -تبدين سعيدة في كل مرة ترتدين فيها ثوبا تقليديا من منطقة معينة، هل يحدث وأن فضلت أحد الأثواب الجزائرية على أخرى؟ -بالفعل، في كل مرة أرتدي ثوبا جديدا أشعر بالثقة والسعادة الغامرة لأن الزي والديكور يقربني أكثر من ثقافة وتراث بلادي وقد لبست تقريبا كل الأزياء التقليدية لكل المناطق في الوطن كالملحفة، القندورة القسنطينية، الزي الصحراوي، البينوار السطايفي، القندورة الوهرانية، الكاراكو وغيرها، وبصراحة أحببتها جميعا على نفس القدر، ولم يحدث أن فضلت الزي العاصمي فقط لأني أنتمي إلى هذه المدينة. -كيف تختارين المواضيع التي تطرحينها في حصة "القعدة"؟ -أقترح كل المواضيع القريبة من المجتمع الأشياء التي تنبع من عمق الحياة الجزائرية، خاصة الأمور المتعلقة "بحياة زمان" والتقاليد التي تميز منطقة عن أخرى والتي جعلتني أكتشف أن بلدي وحده يزخر بما تزخر به قارة كاملة من موروث ثقافي في متنوع. الجمهور يجد في الحصة العديد من الأشياء التي يفتقدها في حياته اليومية من الكثير من العادات والتقاليد القديمة بالإضافة إلى الأزياء والديكورات الجميلة التي تجعل المتفرج يحن لكل ما هو جميل في ماضيه - ماذا أضافت "القعدة" لك كإعلامية وكإنسان؟ - أضافت لي الكثير والعديد من الأشياء، عرفتني بوطني عن كثب، وقربتني من كل مناطقها، وسافرت أثناء الإعداد للحصة إلى الكثير من المدن، حيث كنت أتعرف في كل مرة على أناس جدد وعقليات وذهنيات مختلفة، ومكنني هذا التواصل من طرح المواضيع بمصداقية أكبر في "القعدة" وإقتنعت من خلال هذه الزيارات أن الوطن أكبر من بلد صغير بل يكاد يكون قارة كاملة. - هل دخولك مجال الاعلام الناطق بالفرنسية اختياري أم مجرد صدفة؟ - ليست لدي أي مشكلة مع اللغة، وقد كان بإمكاني أن أنشط بالعربية كما هو الحال اليوم مع التنشيط بالفرنسية، غير أن الصدفة جعلت بدايتي منذ 15 سنة بالإذاعة الوطنية الثالثة الناطقة بالفرنسية، حيث قدمت حصصا حول السياحة في الوطن، وبرامج أخرى حول المرأة والمجتمع، إلى أن اتصلت بي إدارة التلفزيون في 2002 لتقديم حصة "ريحة بلادي" قبل أن أبدأ بتقديم حصة "القعدة"، وعلى غرار الحصص المقدمة على "كنال ألجيري" فهي موجهة بالدرجة الأولى لجمهور المهاجرين في فرنسا، لتقريبهم من الوطن الذي يفتقدون له بشدة في الغربة، وأنا مستعدة لتقديم حصص بالعربية دون أي عائق ذهني أو لغوي بل بالعكس. - ماهي برأيك مقومات الإعلام الناجح؟ - الإعلامي الناجح يجب أن يكون إنسانا بسيطا ودائم الشغف بالمعرفة، بالاضافة إلى الولع بالصحافة، وبالنسبة لي الصحافة كان حلم الطفولة قبل أن أدرس تخصص الإعلام والاتصال - وماذا عن حصتك الإذاعية الجديدة "المرأة والمستقبل". - من خلال حصة "القعدة" تعرفت على الكثير من النساء في مختلف المجالات، ورأيت كيف يناضلن من أجل حياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقا، وأردت التعاون مع هؤلاء النساء المميزات. وإتصلت بالفعل مع العديد من الجمعيات المهتمة بشؤون المرأة، حيث جاءتني فكرة إعداد حصة اذاعية بالمرة، وتسلط الضوء على أحلامها ومعاناتها، بدأت في تقديمها منذ شهر أكتوبر مباشرة بعد عيد الفطر. - هل تحظى حصة "المرأة والمستقبل" بنسبة متابعة عالية؟ - نعم.. خاصة على مستوى مستمعات اعترفن بأنهن يستفدن من المواضيع المقترحة للنقاش بمشاركة مختصين في جميع المجالات، وتناولها لمسائل الوراثة والخلع والطلاق والأمهات العازبات، ونظرة السينما الجزائرية للمرأة، وغيرها من القضايا الحساسة، التي يستشهد بإحصائياتها والحالات التي تقدم خلال الحصة من طرف العديد من وسائل الاعلام، خاصة المكتوبة، و"المرأة والمستقبل" بالنسبة لي هو تحد لابد منه من أجل توعية النساء بحقوقهن.