الحاج عبدو قمزر صاحب ال 70 ربيعا ابن مدينة جانت عروس التاسيلي يمارس مهمة "مسحراتي رمضان" منذ 46 سنة حيث يقوم بإيقاظ أهالي المدينة وقت كل سحور من ليالي شهر رمضان الفضيل. الحاج عبدو بدأ مسيرته في هذه المهمة النبيلة منذ كان سنه 23 ربيعا حيث كان لأسرته الدينية دورا في ذلك , ويعتبر والده علي قمزر من أبرز الشخصيات الدينية في المنطقة كونه ساهم بشكل كبير في تحفيظ القرآن الكريم بمدينة جانت رفقة شيوخ آخرين لا تزال أثارهم جلية في الوقت الحالي. الدف... رفيق الحاج عبدو في إيقاظ الصائمين للسحور كل ليلة وقبل ساعة ونص من وقت السحور يأخذ الحاج عبدو كما يحلو لسكان جانت مناداته الدف (البندير) المصنوع من الجلد خارجا من منزله الواقع بحي زلواز الشمالي وهو يصدح بصوت عال ب "الصلاة والسلام على الرسول الكريم '' والتسبيح حيث يبدأ بعبارات "لا إله إلا الله محمد رسول" ثم "الصلاة والسلام على رسول الله" ثم"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" حيث يقوم بالضرب بقوة على الدف ليكون مسموعا وهو يجوب شوارع المدينة حتى يتمكن الناس من القيام للسحور. الحاج عبدو.....مصرا على أن يواصل هذا العمل النبيل مادام حيا يصر الحاج عبدو الذي يتميز بالعفوية وكثرة الابتسامة أن يلازم هذا الدف مستعمله في إيقاظ الساكنة للسحور كل رمضان ما دام على قيد الحياة ولن يتخلى عن هذه المهنة التي تحمل في طياتها العديد من الرسائل الاجتماعية الهادفة خاصة وأنه بدأها منذ سنوات الشباب وكله أمل أن تستمر مهمة "مسحراتي رمضان " وتلقن لأجيال اليوم. وذكر الشاب صالح تقابو (29 سنة) أن المسحراتي الحاج عبدو من النوادر في مدينة جانت الذين حافظوا على هذه المهمة وأنه لا يتخيل سحور شهر رمضان المبارك بدون صوت الحاج عبدو لأنه ألفه منذ الصغر حيث يوقظ سكان المدينة حتى في سنوات رمضان الذين كان يتزامن مع شهر الشتاء وهو يتحدى برودة الطقس من أجل هذا الغرض النبيل. من جانبه إعتبر عبد العزيز طواهرية (28 سنة) أن كل سكان مدينة جانت ألفوا صوت الحاج عبدو وقت السحور فهو يقدم خدمة جليلة للمجتمع ولا يمكن أن يمر شهر رمضان بدون صوت هذا الرجل الحكمة. تعليم القرآن الكريم والفلاحة ......جزء من حياة الحاج عبدو كما كان الحاج عبدو قمزر في وقت سابق يدرس الأطفال القرآن الكريم ناهيك عن تعلقه بالفلاحة وأنه مولع بحب خدمة الأرض فهو يقضي جل أوقاته في مزرعته الكائنة بحي زلواز, مداعبا مختلف أدوات الفلاحة ومنتجا لمختلف ما تجود به أرض مزرعته. ويبقى الحاج عبدو قمزر من القلائل الذين حافظوا على مهمة ''مسحراتي رمضان'' الذي لا تزال عروس التاسلي محافظة عليها على عكس بعض مناطق ولاية إيليزي كبلدية برج عمر إدريس الذين تخلوا عن هذه المهمة ولم يورثوها للأجيال القادمة.