وجبة السحور هي وجبة مهمة خلال شهر رمضان الغرض منها التمتع بالطاقة خلال ساعات الصيام إلا أن أغلبية الناس يستعصى عليهم النهوض لتناول الوجبة لكن الحضور البارز لبوطبيلة بدفه الكبير وصوته الشجي كان يزعزع أرجاء المدن الجزائرية في قديم الزمان ويعرف في البلدان المشرقية ب(المسحراتي) وكان يُلقي على عاتقه مهمة إيقاظ الصائمين بطريقة ذكية لأداء سنة السحور التي حث عليها نبينا الكريم لما فيها من دفع لمشقة الجوع والعطش أثناء الصيام ومن العبارات التي كان يرددها بوطبيلة (اصحى يا نايم وحد الدايم) أو (السحور يا مؤمنين السحور ...الليل قصير والنهار طويل نوضوا تتسحروا) وكان بوطبيلة يلقى استجابة واسعة بحيث تتلألأ الأنوار بكامل البيوت استعدادا لوجبة السحور وأداء صلاة الفجر ومن ثمة يكسب المسحراتي أجرا عظيما وقد اختفى بوطبيلة عن أغلب الولايات على غرار الأحياء العتيقة بوهران والعاصمة وبعض الولايات الداخلية إلا أنه لازال يجوب بعض أزقة وقصور منطقة الوادي قبيل الفجر ينادي الناس باستخدام الدف الذي يرافقه واستوحى اسم بوطبيلة من تلك الطبلة الكبيرة للدق عليها ولازالت بعض ولايات الجنوب تتمسك بتلك العادة الحميدة على غرار ولاية تمنراست وبشار من باب الحفاظ على الموروثات التقليدية العريقة فبوطبيلة كان حاضرا بقوة في ليالي رمضان.