أكد ممثل الجزائر الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة, السفير صبري بوقادوم أمس الثلاثاء بنيويورك أن النزاع في الصحراء الغربية هو مسألة تصفية استعمار قائمة بين جبهة البوليساريو والمغرب. وصرح السفير بوقادوم في مداخلة له خلال أشغال اللجنة الأممية الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار, "الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار قائمة بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية حول اقليم مسجل في قائمة الأقاليم غير المستقلة في انتظار التطبيق التام للقرار التاريخي للجمعية العامة رقم 1514", الذي يكرس مبدأ تقرير المصير واستقلال الشعوب المستعمرة. وفي حجة قوية لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره, ذكر السيد صبري بوقادوم بالأسس القانونية لهذا النزاع, موضحا أن الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في عام 1975 قد أكد بوضوح على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال استفتاء حر ونزيه. و تطرق السفير في هذا الصدد إلى القرار "الواضح" لمحكمة العدل الاوروبية التي أكدت بأن اتفاقات الشراكة و التحرير المبرمة بين الاتحاد الاوروبي و المغرب غير قابلة للتطبيق في الصحراء الغربية لأن الأراضي الصحراوية ليست جزء من المغرب. وجدد الدبلوماسي الجزائر تأكيده على دعمه لجهود المبعوث هورست كوهلر, مشيرا إلى أن الجزائر, بصفتها بلد مجاور و ملاحظ لمسار السلام "ردت فورا و بشكل إيجابي لدعوة كوهلر للمشاركة" في السلسلة الأولى من المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب, المقررة يومي 5 و 6 ديسمبر بجنيف. وفي ختام تدخله, أكد السيد بوقادوم أنه "من السهل بناء الجدران و لكنه من الصعب "إقامة الثقة". وسجل أن "العداء لم يكن أبدا الخيار الأفضل للجزائر ولكن التحرك بشكل متفتح و نزيه طبقا للمبادئ التي تكرسها الأممالمتحدة و التي يقبلها الجميع لا يجب أن يعتبر بمثابة نقطة ضعف أو بمثابة عداء ". وصرح بوقادوم "لا يمكننا أن نتخلى عن مبدأ تقرير المصير لأن ذلك يعني بأننا تخلينا عن تاريخنا", مذكرا "بالكفاح الصعب و المكلّف" للشعب الجزائري لنيل الاستقلال. وبعد أن أكد على إرادة الجزائر في زرع ثقة ستسمح بتكريس العدل و الحرية و التقدم لكافة بلدان المغرب العربي, جدد السفير تمسك الجزائر بمستقبل مشترك للمنطقة.