جددت دولة فلسطين دعوتها عقد مؤتمر دولي لرعاية عملية السلام الفلسطينية-الاسرائلية, و دعت الاتحادين الافريقي و الاوروبي الى "دعم أكبر" للقضية الفلسطينية. و جاءت هذه الدعوة رغبة من الجانب الفلسطيني في تشكيل آلية متعددة الاطراف لرعاية أية مفاوضات مستقبلية مع المحتل الاسرائيلي, بعدما أظهر الوسيط الامريكي عبر مختلف مسارات السلام السابقة "انحيازا واضحا" للقوة القائمة بالاحتلال. و استغل الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, مشاركته في أشغال الدورة ال 32 لقمة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي, التي انطلقت أمس الاحد بالعاصمة الاثيوبية, ليطلق مجددا دعوته لعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة افريقية وأوروبية وأن يكون للطرفين الاوروبي والافريقي " دور هام" في أية مفاوضات مستقبل , بدلا من الرعاية أحادية الجانب التي تولتها الولاياتالمتحدة لمدة سنوات مظهرة "انحيازا واضحا" للقوة القائمة بالاحتلال, ودون تحقيق "الحد الادنى" للحقوق المشروعة للفلسطينيين. وفي هذا السياق قال الرئيس عباس, في كلمة أمام قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا, ان الفلسطينيين "يتطلعون الى دول القارة السمراء و اتحادها لمواصلة الثبات على موقفها و تقديم المزيد من الدعم لقضيتهم خلال الفترة المقبلة, من أجل الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة, والحماية الدولية للشعب الفلسطيني, ونبذ الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين, وإدانة سياساته وممارساته العنصرية الاستعمارية ..." و غيرها من الانتهاكات الاسرائيلية اليومية و المتعددة الاشكال و الاساليب بحق الفلسطينيين و مؤسساتهم. و اضاف عباس أنه " التزاما منا بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد للسلام بيننا وبين الإسرائيليين, ومع الانحياز الأمريكي الكامل لجهة دولة الاحتلال, على حساب حقوقنا المشروعة, فإننا ندعو لعقد مؤتمر دولي وتشكيل آلية متعددة الأطراف لرعاية أية مفاوضات مستقبلية". وحذر من دعوة الكيان الإسرائيلي لبعض الدول لنقل سفاراتها إليها في انتهاك لقرارات الشرعية الدولية, قائل: إن "من يشجع الكيان الإسرائيلي على التصرف كدولة فوق القانون الدولي هي الإدارة الأمريكية التي لم تعد مؤهلة لرعاية المفاوضات وحدها, بعد أن أثبتت انحيازها للاحتلال, وبعد الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها بنقل سفارتها واعتبارها القدسالمحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي, وقطع مساعداتها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)". والى جانب الاتحاد الافريقي, التمس الرئيس الفلسطيني من الاتحاد الاوروبي "لعب دور أكبر" في القضية الفلسطينية و المساعدة في انهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية, مجددا التأكيد على رفض الجانب الفلسطيني المشاركة في "أي مؤتمر دولي للسلام لا يتخذ الشرعية الدولية أساس له". كما دعا الرئيس عباس, خلال مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي, ألكسندر فان دير بيلين, في مقر الرئاسة بمدينة رام الله أمس الاحد, الى عقد مؤتمر دولي للسلام وإنشاء آلية متعددة الأطراف للمضي قدما في طريق السلام, مؤكدا "أهمية الدور الذي يمكنه أن يلعبه الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى جانب أعضاء مجلس الأمن" في الحفاظ على قرارات الشرعية الدولية, من أجل الوصول الى حل الدولتين المنشود : "دولة فلسطين ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية, إلى جانب دولة إسرائيل لتعيشا في أمن وسلام وحسن جوار". و من أجل تحقيق ذلك ناشد الرئيس الفلسطيني دول الاتحاد الأوروبي, الاعتراف بدولة فلسطين, لأن ذلك "يساعد كثيرا على دفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الأمام", بعدما نبه بأن الولاياتالمتحدة "لم تعد مؤهلة وحدها للقيام بدور الواسطة في عملية السلام بسبب انحيازها لإسرائيل وما اتخذته من قرارات مخالفة للقانون الدولي حول القدس واللاجئين والاستيطان وغيرها". وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية, منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها في 14 مايو الماضي. و منذ ذلك التاريخ , يطالب الفلسطينيون بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ عام 2014 بسبب تكثيف الاحتلال لبناء المستوطنات وبرعاية أمريكية. == رفض فلسطيني مسبق للتعامل مع مخرجات مؤتمر وارسو الدولي حول الشرق الاوسط == و تأتي الدعوة الفلسطينية الجديدة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الوقت الذي تستعد فيه العاصمة البولونية وارسو, لاحتضان مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط لبحث عملية السلام في المنطقة, يومي الاربعاء و الخميس القادمين, بدعوة من الرئيس الامريكي, دونالد ترامب, حيث استبقت القيادة الفلسطينية انعقاده باعلان رفضها قبول دعوة المشاركة فيه, وكذا التعامل مع مخرجاته باعتبار أن المؤتمر"يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية".