إنطلقت اليوم السبت عبر عديد بلديات الشلف الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية "يناير" وسط إقبال معتبر للقاطنة المحلية التي استقطبتها المنتوجات الحرفية و وصفات الطبخ التقليدي ذات الصلة بالتراث الأمازيغي . و من ثانوية "المكي" ببلدية بني حواء (90 كلم شمال شرق الشلف) أين إنطلقت عديد النشاطات الثقافية والفنية احتفاءا ب "يناير"، لوحظ منذ الساعات الأولى إقبال قوي للساكنة المحلية على أجنحة المعرض الخاص بالأطباق والصناعات التقليدية التي أبدع الحرفيون في إعدادها وتزيينها تماشيا وعادات الإنسان الأمازيغي. وشكّلت مختلف الأطباق التقليدية التي تحضر بالمناسبة على غرار طبقي "الكسكسي والرشتة " مصدر فضول الزوار الذين حضروا من كافة ربوع الولاية، لاسيما في ظل اختلاف وتنوع طريقة تحضيرها وتزيينها من منطقة إلى أخرى. فيما استقطبت منتجات الحرفيين الذين أبدعوا في تصنيع تحف فنية وأزياء تقليدية من مواد أولية طبيعية تؤكد على الارتباط الوثيق بين الإنسان الأمازيغي والأرض وكذا على إبداعه في مختلف المجالات. و استحسن عدد من الحضور استقت وأج آراءهم اهتمام السلطات المحلية بإحياء هذه المناسبة التي تمت بصلة لتراثنا الجزائري المتنوع، فيما اعتبر البعض منهم أن "يناير" أضحى موعدا ثقافيا واجتماعيا وتاريخيا بامتياز. و في هذا السياق صرّحت أمينة (زائرة من بلدية الزبوجة) قائلة أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أصبح "موعدا لتلقين أبنائنا عادات ثقافية واجتماعية وكذا لتعريفهم على أصل الاحتفال بهذه المناسبة"، مبرزة في ذات الوقت بأن اختلاف وتنوع الاحتفال بها من منطقة لأخرى إنما يعد "ثراءا ثقافيا يبقى جديرا بالتأصيل الأكاديمي و الاهتمام أكثر". و بقاعة الحفلات "الباهية" بحي السلام وسط مدينة الشلف، نظمت بعض الناشطات والحرفيات بالتنسيق مع غرفة الصناعات التقليدية احتفالا خاصا بهذه المناسبة تضمن إقامة معرض لصناعة الحلويات التقليدية و كذا الأزياء التي جمعت بين ما هو شاوي وقبائلي و مزابي وصحراوي فامتزجت مشكلة إبداعا فنيا وزخما ثقافيا موحدا باسم الجزائر. و تشهد عديد دور الشباب إقامة هذه الأمسية، نشاطات ترفيهية لفائدة الأطفال وكذا بقية الفئات، تتضمن حسبما استفيد لدى المنظمين إلقاء محاضرات تاريخية و تنظيم مسابقات متنوعة. كما ينتظر أن تحتضن يوم غد الأحد دار الثقافة بعاصمة الولاية بداية من الظهيرة نشاطات وعروض فنية وتنظيم معرضين، الأول خاص بالمؤسسات المصّغرة التي تنشط في مجال المنتجات الفلاحية المرتبطة بهذه المناسبة، والثاني يتعلق بالصناعات التقليدية المحلية. وسيتم خلال هذه الاحتفالية تقديم رقصات شعبية و وصلات موسيقية في كل من طبوع النايلي، المزابي، القناوي والعلاوي بالإضافة إلى الإعلان عن المتوجين بمسابقة أحسن طبق كسكسي أمازيغي التي جرت فعالياتها خلال الأسبوع الفارط.