يتنافس محسنون و جمعيات و نوادي خيرية لبعث الدفء في نفوس المقيمين بدار الأشخاص المسنين الكائنة بحي بوعقال الثالث بمدينة باتنة. ويشهد المرفق منذ فترة لاسيما بعد التخفيف من الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا صورا للتضامن الاجتماعي في أسمى معانيها مع هذه الشريحة وتهافتا ملفتا للتضامن معها. فمن وجبات إفطار جماعية وسهرات ذات طابع عائلي إلى خرجات ترفيهية وجولات سياحية تجعل من المقيمين بهذه الدار يتمتعون ولو لسويعات بالدفء الأسري، حسبما أكدته لوأج مديرة المرفق، ليندة حابس. وأضافت ذات المتحدثة "سجلنا منذ بداية الشهر الكريم عشرات الطلبات من طرف عديد المحسنين والجمعيات الخيرية من أجل تنظيم مأدبات إفطار أو سهرات رمضانية وحتى خرجات ترفيهية لفائدة المقيمين بالدار"، مشيرة إلى أن أجواء بهيجة يعيشها تقريبا كل يوم هؤلاء الآباء والأمهات بدار الأشخاص المسنين بباتنة. ولم تخف ذات المسؤولة أن كل هذه المبادرات والزيارات التي عادة ما تزداد وتكون مميزة في المواسم والأعياد تتم بطريقة منظمة و وفق شروط تتم فيها مراعاة راحة ومصلحة المقيمين واحترام رغباتهم لاسيما وأن هذه الشريحة تحظى باهتمام خاص وتكفل من طرف عمال المرفق و المشرفين عليه. ويسجل تهافت كبير على صفحة دار الأشخاص المسنين بباتنة على شبكة التواصل الاجتماعي حسب الوسيط الاجتماعي بالمرفق، سيف الدين دواق، الذي أكد بأن مبادرة فتح صفحة للدار على شبكة التواصل الاجتماعي كانت تهدف في البداية إلى التعريف بالمؤسسة وأنشطتها لكنها سرعان ما تحولت إلى مقصد للمحسنين الراغبين في التقرب من المقيمين بها. وأصبح لهذه الصفحة في ظرف وجيز -وفق المصدر- صدى كبير وأكثر من 10 آلاف متابع وهي بمثابة "الباب التي مكنت شريحة واسعة من المجتمع أن ترى من خلاله دار الأشخاص المسنين في صورتها الحقيقية وتقف على مهامها النبيلة". وكانت جمعية المراسلين والصحفيين الأوراس من بين الذين نجحوا في إضفاء أجواء مميزة في هذا الشهر الفضيل في أوساط مقيمي هذه الدار حيث أكد في هذا الصدد رئيسها الصحفي هشام أرزقي أن الإلتفاتة تدخل ضمن إطار التكافل الاجتماعي وجاءت لخلق جو عائلي ومشاركة هذه الفئة المحرومة الأجواء الرمضانية والتأكيد على أهمية العناية بالمسنين والمقيمين بالمراكز التي أوجدتها الدولة لرعايتهم والتكفل باحتياجاتهم. ولم يخف الكثير من المقيمين سعادتهم بالمبادرة التي تخللها في كل مرة تكريمهم وتقديم هبات وهدايا متنوعة لهم ومنهم السيدة خوخة، أكبر مسنة بالدار والبالغة من العمر 103 سنوات و السيدة فاطمة وأيضا السيدة زوينة اللواتي لهن "شعبية كبيرة" بالمرفق. وتضم دار الأشخاص المسنين الكائنة بوسط مدينة باتنة التي فتحت أبوابها في بداية الثمانينيات، 34 مقيما ومقيمة منهم أشخاص من ذوي الإعاقة وتبذل جهود للتكفل الأفضل بهم بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي و التضامن وكذا محسنين وجمعيات خيرية.