شكل موضوع "الأمن الطاقوي في الجزائر: رهانات و تحديات", محور ملتقى وطني, احتضنته يوم الثلاثاء ولاية قسنطينة, بمشاركة باحثين وأساتذة جامعيين يمثلون 20 جامعة وطنية و خبراء في مجال الطاقة. ويهدف هذا اللقاء العلمي, المنظم بمبادرة من مخبر المغرب الكبير الاقتصاد و المجتمع, بجامعة عبد الحميد مهري (قسنطينة 2) إلى تسليط الضوء على الإشكاليات الراهنة المرتبطة بتأمين الموارد الطاقوية في الجزائر في ظل التغيرات العالمية المتسارعة والتحول نحو الطاقات البديلة, حسبما تم إيضاحه. وفي كلمة افتتاحية, أبرز عميد كلية العلوم الاقتصادية, التجارية و علوم التسيير بذات الجامعة, الأستاذ الدكتور نور الدين لعياشي, "أهمية التفكير الإستراتيجي في مستقبل الطاقة بالجزائر", معرجا على "ضرورة تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستثمارات في الطاقات المتجددة لضمان استقرار الاقتصاد الوطني على المدى البعيد". وأضاف ذات المتدخل بأن "رهان الأمن الطاقوي لا يقتصر فقط على تأمين الإمدادات, بل يشمل أيضا عقلنة الاستهلاك و تحسين النجاعة الطاقوية". من جهته, دعا رئيس الملتقى البروفيسور ناجي بن حسين, خلال مداخلته, إلى "الاستثمار في العنصر البشري و البحث العلمي والابتكار وتشجيع الشراكات بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية, خصوصا في مجالات الطاقة الشمسية و طاقة الرياح. كما تحدث عن "أهمية تبني مقاربة شاملة توازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية" مشيرا إلى أن "الانتقال الطاقوي لم يعد خيارا بل أصبح ضرورة حتمية في ظل الالتزامات الدولية للجزائر المتعلقة بالتغير المناخي". وأبرز الدكتور سليمان هجرسي, من جامعة غرداية خلال مداخلته الموسومة ب "الانتقال نحو الطاقات المتجددة في الجزائر: التحديات والفرص لتحقيق الأمن الطاقوي" بأن الجزائر تمتلك مؤهلات طبيعية هائلة, لاسيما في مجال الطاقة الشمسية تجعلها قادرة على أن تكون فاعلا رئيسيا في سوق الطاقة النظيفة إقليميا ودوليا.