تم, اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، تدشين المقر الرسمي للمكتب الخارجي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) كأول مكتب إقليمي لها في الوطن العربي وإفريقيا, بهدف دعم الإبداع والابتكار في مختلف المجالات. وأشرف على مراسم التدشين وزير الثقافة والفنون, زهير بللو, وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة, نور الدين واضح, إلى جانب المدير العام للويبو, دارن تانغ, الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر, وذلك بحضور إطارات من قطاعات حكومية وممثلي منظمات أممية. ويعد مكتب الجزائر واحدا من بين سبعة مكاتب إقليمية للويبو عبر العالم, ويأتي إنشاؤه في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الابتكار والإبداع من خلال الملكية الفكرية عبر توفير المعلومات والخدمات والدعم للمبدعين والفاعلين الاقتصاديين. وتتمثل مهام المكتب أساسا في دعم تنفيذ السياسات العمومية المتعلقة بالملكية الفكرية, تعزيز قدرات المبتكرين, تحسين المنظومة الوطنية لحماية الملكية الفكرية, وإدماجها كأداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي كلمة له بالمناسبة, أكد وزير الثقافة أن تدشين المقر يمثل "ترسيخا لشراكة راسخة ورؤية مشتركة", وفرصة لوضع الملكية الفكرية في قلب الاستراتيجية الوطنية للتنمية الاقتصادية والثقافية. كما أبرز أن رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أولى منذ البداية أهمية خاصة لريادة الأعمال والابتكار, من خلال تشجيع بيئة تسمح بتحويل الأفكار والاختراعات إلى مشاريع منتجة للقيمة المضافة. كما أشار الوزير إلى الدور الذي يقوم به الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة, إلى جانب المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية, في مواكبة الابتكار وإدماج التكنولوجيات الحديثة في إدارة الملكية الفكرية. وأوضح أن من أبرز المشاريع التي يوليها القطاع أهمية خاصة, إنشاء أكاديمية للملكية الفكرية كمرجع في مجال التكوين, إلى جانب إعداد استراتيجية وطنية للملكية الفكرية تتضمن مشروع إنشاء وكالة وطنية للملكية الفكرية. من جهته, شدد السيد واضح على أهمية تعزيز حماية الملكية الفكرية والصناعية لفائدة المؤسسات الناشئة والصغيرة. أما المدير العام للويبو, فقد نوه بالإنجازات التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة, لاسيما في دعم المؤسسات الناشئة, مبرزا مكانتها في مجالي التعليم والتكوين, ومؤكدا استعداد المنظمة لمرافقة مختلف المشاريع ذات الصلة. وأشار كذلك إلى أن الجزائر, بما تملكه من رصيد ثقافي وحضاري, تولي أهمية كبيرة للملكية الفكرية باعتبارها دعامة أساسية للتنمية الاقتصادية.