أبرز مشاركون في ملتقى وطني, نظم اليوم الأربعاء بمقر الزاوية التجانية ببلدية تماسين (جنوب ولاية توقرت), البعد الروحي والإنساني لثورة نوفمبر المجيدة. وأجمع متدخلون من أساتذة جامعيين وباحثين في التاريخ خلال أشغال هذا اللقاء, الذي نظمته الزاوية التجانية بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتاريخ والذاكرة, بمناسبة إحياء المولد النبوي الشريف, على أن الثورة التحريرية المظفرة تشبعت بقيم روحية وإنسانية عميقة جسدت هوية الشعب الجزائري وقيمه الدينية والأخلاقية. وفي هذا الصدد, استعرض منسق اللجنة الوطنية للتاريخ والذاكرة, محمد لحسن زغيدي, الأبعاد الروحية والقيم الإنسانية التي حملتها الثورة التحريرية المباركة, سيما ما تضمنه بيان أول نوفمبر 1954 الذي دعا إلى إقامة دولة ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة, في إطار المبادئ الإسلامية, وعلى أساس احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني, وعلى أساس التضامن الاجتماعي, و الذي برز في تكاثف الشعب بمختلف أطيافه وإلتفافه حول المجاهدين ,وتقديم مختلف المساعدات لدعم الثورة التحريرية. من جانبه, أبرز ,الاستاذ عصام طوالبي, من جامعة الجزائر 1 , الآثار العميقة للزوايا والطرق الصوفية, والتي كانت بمثابة مركزا للمقاومة الثقافية والتعبئة الروحية للثورة التحريرية, وحصنا منيعا أمام مخططات الاحتلال الفرنسي التي سعت إلى طمس الهوية الوطنية الإسلامية. وأشار ذات المتدخل , إلى أن المقاومات الشعبية الأولى كانت ''وليدة الزوايا'', على غرار مقاومات الأمير عبد القادر والشيخ المقراني, والتي جسدت قيم ومبادئ تضمنتها بعض النصوص التنظيمية لجيش التحرير الوطني, والتي دعت فيها المجاهدين إلى احترام القوانين الإنسانية في تحطيم قوى العدو. بدورها تطرقت الدكتورة أمينة تجاني (جامعة الوادي) إلى الدور الروحي والإنساني للزوايا الدينية في الجزائر منذ الاحتلال الفرنسي, وكيف ساهمت في الحفاظ على الهوية الجزائرية والثوابت الوطنية المتعلقة باللغة العربية والدين الإسلامي والعادات والتقاليد. وأشارت في هذا الشأن, إلى أن الزوايا كانت بمثابة حاضنة لنشر القيم الدينية والوطنية ووحدت أفراد الشعب الجزائري, وعززت روح التضامن والتماسك الاجتماعي ,ورسخت عقيدة الجهاد في نفوس الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي. كما تجلى البعد الإنساني للزوايا في دعم الثورة التحريرية في جمع التبرعات وتوفير الطعام والمؤونة والملجأ للمجاهدين والثوار, كما أضافت ذات المتدخلة. ويأتي تنظيم هذا اللقاء حسب ,السيد رضوان شافو, رئيس اللجنة العلمية للملتقى ,بغية تسليط الضوء على الأبعاد الروحية والإنسانية التي شكلت العمق الحقيقي للثورة الجزائرية, وكذا إبراز الدور التاريخي للطرق الصوفية والزوايا الدينية في مجال المحافظة على الوحدة والثوابت الوطنية من خلال تعزيز الوحدة الدينية واحترام المرجعية الدينية للمجتمع الجزائري.