مسرحية "المتّهم"..أحسن عرض متكامل    سفير مملكة ليسوتو يثمن مساعدة الجزائر لدعم جهود التنمية في بلاده    أبو عيطة وعقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية،عبد المجيد تبون: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل إصرار الجزائر    في عمليات عبر النواحي العسكرية من 18 إلى 23 أبريل الجاري: إحباط محاولات إدخال 78 كيلوغراما كيف قادمة من المغرب    أشرف عليه عبد الرشيد طبي: تدشين مجلس قضائي جديد في تبسة    الجزائر-تونس-ليبيا : التوقيع على اتفاقية إنشاء آلية تشاور لإدارة المياه الجوفية المشتركة    نقل جثامين الجزائريين المتوفين بالخارج.. توضيح وزارة الشؤون الخارجية    قسنطينة: تدشين مصنع لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات    بروتوكول تفاهم مع الشركة العمانية للطاقة    البنك الوطني الجزائري: أكثر من 12 مليار دج كتمويلات و35 مليار دج ودائع الصيرفة الإسلامية    الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالناحية العسكرية الثالثة    29 جريا خلال 24 ساعة الأخيرة نتيجة للسرعة والتهور    وهران.. ترحيل أزيد من 880 عائلة برأس العين    عنابة: مفتشون من وزارة الري يتابعون وضع بالقطاع    شركة طاسيلي للعمل الجوي: تسخير 12 طائرة تحسبا لحملة مكافحة الحرائق لسنة 2024    دراسة مشاريع نصوص قانونية والاستماع الى عروض عدة قطاعات    "عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي تعكس الإرادة الجزائرية لبعث وتطوير السينما"    "العفو الدولية": إسرائيل ترتكب "جرائم حرب" في غزة بذخائر أمريكية    الصّهاينة يواصلون جرائمهم بالقطاع وعمليات إخلاء بالشمال    البوليساريو تدعو مجلس الامن مجددا الى اتخاذ إجراءات عاجلة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير    الجزائر/تونس: الاتفاق على تنظيم يوم إعلامي حول الصيد البحري لفائدة المستثمرين من البلدين    فلسطين: ترحيب بقرار حكومتي جامايكا وباربادوس الاعتراف بالدولة الفلسطينية    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    وزير التربية انتقل إلى عين المكان والعدالة فتحت تحقيقا: إصابة 6 تلاميذ في انهيار سقف بمدرسة في وهران    إهمال الأولياء يفشل 90 بالمائة من الأبناء    عطاف يستقبل رئيس مجلس العموم الكندي    غائب دون مُبرر: إدارة لاصام مستاءة من بلحضري    نصف نهائي كأس الجمهورية: اتحاد الجزائر – شباب بلوزداد ( اليوم سا 21.00 )    مدرب اتحاد الشاوية السعيد بلعريبي للنصر    فيما وضع حجز الأساس لإنجاز أخرى: وزير الطاقة يدشن مشاريع ببسكرة    وزير الداخلية يكشف: تخصيص أزيد من 130 مليار دينار لتهيئة المناطق الصناعية    برنامج استثماري لتفادي انقطاع الكهرباء خلال الصيف    وزير البريد في القمة الرقمية الإفريقية    وزير الإشارة العمومية يعطي إشارة الانطلاق: الشروع في توسعة ميناء عنابة و رصيف لتصدير الفوسفات    وزير الخارجية أحمد عطاف يصرح: الوضع المأساوي في غزة سيبقى على رأس أولويات الجزائر    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر بإسطنبول    اجتماع حول استراتيجية المركز الوطني للسجل التجاري    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    تأسيس جائزة وطنية في علوم اللغة العربية    مولودية الجزائر تقلب الطاولة على شباب قسنطينة وتبلغ نهائي كأس الجزائر للمرة العاشرة    مباراة اتحاد الجزائر- نهضة بركان : قرار الكاف منتظر غدا الاربعاء كأقصى تقدير    تكتل ثلاثي لاستقرار المنطقة ورفاه شعوبها    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    تمنطيط حاضرة للعلم والأعلام    الوقاية خير من العلاج ومخططات تسيير في القريب العاجل    رجل الإصلاح وأيقونة الأدب المحلي    بلومي هداف مجددا في الدوري البرتغالي    ماندريا يُعلّق على موسمه مع كون ويعترف بتراجع مستواه    إشادة ألمانية بأول تجربة لشايبي في "البوندسليغا"    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سطو•• اعتداءات •• حواجز مزيفة: المافيا تزرع الرعب في بني زمنزر بتيري وزو
نشر في الجزائر نيوز يوم 11 - 05 - 2010

تحوّلت بلدية بني زمنزر، المتواجدة على بُعد 20 كلم جنوب مدينة تيزي وزو، في الآونة الأخيرة إلى مرتع لكل أشكال الإجرام التي تنفذها شبكات وعصابات متخصصة، ينشط فيها عناصر من مختلف الفئات العمرية الذين أرغموا السكان على العيش في حالات دائمة من الخوف والرعب والذعر والقلق، إذ يستهدفون بصفة أكثر سرقة السيارات والمنازل والمحلات التجارية، ويمارسون اعتداءات خطيرة في حق المواطنين، وينفذون حواجز مزيفة ويروجون لمختلف أنواع الممنوعات، مستغلين غياب الأمن في المنطقة لتحقيق أهدافهم الإجرامية بكل سهولة، في ظل تماطل السلطات في تدعيم المنطقة بوحدة للدرك الوطني ومركز للأمن الوطني·
بني زمنزر من أكبر بلديات ولاية تيزي وزو التي تشهد فيها الجريمة ارتفاعا مرعبا ومقلقا، وهي من المناطق التي تفتقر كليا للأمن، حيث أصبحت ملجأ لأعداد هائلة من المجرمين ومن كل الأعمار، ينشطون في مختلف عصابات وشبكات الإجرام لها صيتها ومكانتها في أوساط ''المافيا'' على مستوى ولاية تيزي وزو والولايات المجاورة على غرار بومرداس، البويرة وبجاية، والذين اتخذوا من هذه المنطقة مكانا لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وحوّلوها في الآونة الأخيرة إلى ''منطقة حمراء''، حيث تبنى هؤلاء المنحرفون الجريمة بكل أنواعها وأشكالها بداية من البسيطة كالاعتداء على المواطنين واقتحام المنازل وسرقة المحلات، إلى الجريمة المنظمة كتزوير وسرقة السيارات التي تبقى الأكثر نشاطا، تليها ظاهرة ترويج المخدرات والمشروبات الكحولية، والحواجز المزيفة، فضلا عن تواجد عصابات متخصصة في تصفية الحسابات الشخصية· هذه التجاوزات والاعتداءات التي تسجل بصفة شبه يومية في المنطقة وصفها العديد من المواطنين بالخطيرة وتنبئ بانهيار أخلاقي وشيك في صفوف هؤلاء الشباب المنحرفين بعدما أصبحت الجريمة تسري في عروقهم بدل الدماء·
من دخل بني زمنزر فهو غير آمن
كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا عندما وصلنا إلى وسط مدينة بني زمنزر، وكان كل شيء يظهر عاديا، ولم نكن نتصور أننا في المنطقة التي نسمع عن ارتكاب جرائم شبه يومية في ترابها، فالنشاط التجاري كان كثيف جدا، والمواطنون يتواجدون في كل مكان، داخل المحلات وعلى الأرصفة، يقطعون الطرقات، داخل المقاهي وفي المواقف··· وغيرها، حوالي نصف ساعة من المعاينة، حاولنا الاقتراب من بعض المواطنين للتحدث معهم عن الوضعية الأمنية السائدة في المنطقة، وبعدها أدركنا خطورة الوضع، وأول شخص تحدثنا إليه هو الشيخ عمي أحمد الطاعن في السن، كان جالسا أمام مدخل محل لبيع المواد الغذائية، استهل كلامه عندما أعلمناه أننا رجال إعلام بعبارة ''إياكم ثم إياكم أن تتحدثوا مع فئة الشباب عن الوضعية الأمنية في هذه المنطقة، لأن معظمهم ينشطون في عصابات الإجرام وبإمكانهم أن يعرّضوا حياتكم للخطر''، وأضاف قائلا: ''بني زمنزر أصبحت منطقة جد خطيرة ومحرّمة على سكانها وزوارها، ومعظم من دخل إليها عاش الجحيم، فالوضع غير آمن''· كما قدم لنا ذات الشيخ بعض النصائح والتحذيرات التي يجب التحلي بها لتجنب كل أنواع المخاطر·
ملامح الجريمة بادية على بعض الشباب
اغتنمنا فرصة التجول رفقة أحد الأصدقاء في مدينة بني زمنزر وكذا على مستوى بعض القرى التابعة لها على غرار قرية آث عنان، آث وناش، بوعاصم··· وغيرها للتدقيق نوعا ما في ملامح الشباب المعروفين في المنطقة أنهم متورطون في مختلف قضايا الإجرام، والذين دلهم عليهم مرافقنا، حيث قرأنا في عيون البعض منهم كل صفات وأنواع الجريمة، وهذا نتيجة للنظرات الغريبة والمخيفة التي يوجهونها للغرباء، فلن يكادوا ينزعوا عيونهم التي تنبعث منها نظرات توحي بالتهديد والوعيد من كل شخص غريب إلا إذا غرب عن وجههم· وما يثير الانتباه كذلك تلك الحركات السريعة والمشبوهة التي يقومون بها، والتي توحي باستعدادهم لتنفيذ عملية إجرامية معينة، خصوصا وأن الهواتف النقالة لا تكاد تنزع من آذانهم، ما يدل على أنهم على اتصال دائم فيما بينهم أو مع مسؤوليهم ومسيريهم·
مقاهي بني زمنزر فضاء لمعرفة جديد عمليات السرقة والسطو في المنطقة
لم تكن المهمة سهلة لإنجاز روبورتاج في مثل بلدية بني زمنزر نظرا لخطورة الوضع، وهذا ما دفعنا للالتزام حرفيا بنصائح وإرشادات عمي أحمد، حيث أخذنا خلال جولتنا الميدانية بعض الوقت في مقاهي المنطقة، وحاولنا التجسس والاستماع عن قرب بعض أحاديث المواطنين، اكتشفنا أن معظمهم يتبادلون النقاش والكلام عن عمليات السرقة الجديدة المسجلة على مستوى قرى المنطقة، وكل واحد منهم يحاول إعطاء نظرته الخاصة على هذه الظاهرة التي تفاقمت حدتها أكثر، ويتساءلون عن أسباب ذلك والأطراف التي تقف وراءها· لكن ما لمسناه أكثر هو تأسفهم من غياب الأمن في منطقتهم ''لو توفرت بلديتنا على مصالح الأمن ووحدة للدرك الوطني لما وصلت منطقتنا إلى مثل هذه الوضعية الخطيرة'' حسب تعبير أحد الموطنين في الأربعين من عمره·
شيخ يتعرّض لسرقة 750 مليون سنتيم
تنقلنا إلى بعض قرى بني زمنزر رفقة أحد الأصدقاء القاطنين في المنطقة، وكان يدلنا من قرب عن خبايا المنطقة· وبالرغم من خطورة الوضع، إلا أن صديقنا استطاع أن يعقد لنا عدة لقاءات ومقابلات مع المواطنين، وأول مشكل طرحه علينا سكان هذه المنطقة هي تلك السرقات المتزايدة التي تستهدف المنازل· وحسب الذين تحدثت إليهم ''الجزائر نيوز''، فإنه ظهرت في المنطقة خلال الآونة الأخيرة شبكة مختصة في السطو وسرقة المنازل، وهذا في الأوقات الليلية، وهؤلاء اللصوص يقضون جل أوقاتهم في الفترات الصباحية بين المباني والعمارات، ويتنقلون بين قرية وأخرى ويراقبون ويترصدون العائلات التي تغيب عن منازلها، وبعد حلول الليل يلثمون أنفسهم ويقتحمون هذه المنازل حيث يجربون عدة مفاتيح لفتح الباب دون إحداث صوت أو إثارة ضجيج، وفي حالة عدم نجاح العملية يتجرأون على كسرها والسطو على ما في داخله من ممتلكات· وفي هذا الصدد، يقول أحد القاطنين بالمكان المسمى ''ألما'' تعرض منزله للسرقة منذ ثلاثة أسابيع: ''تعودت على الذهاب إلى منزل والدي نهاية كل أسبوع، وعندما اكتشف هؤلاء اللصوص أمري، اقتحموا منزلي وكسروا الباب وسرقوا ممتلكاتي''· وفي نفس السياق، يقول مواطن آخر: ''ذهبت نهاية الأسبوع إلى عرس أحد الأقارب في بني دوالة وعندما رجعت بعد يومين وجدت باب منزلي تعرّض للكسر، حيث حاول اللصوص الدخول إليه، لكن ولحسن الحظ تفطن أحد الجيران الذي صرخ في وجههم وفروا هاربين، وحقيقة أصبحت بني زمنزر في الآونة الأخيرة منطقة حمراء، فمن المستحيل ترك المنزل لوحده''· وقد اكتشفنا خلال زيارتنا لهذه المنطقة أن شباب تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 30 سنة ينشطون تحت لواء عدة شبكات إجرامية في الليل والنهار زرعت الرعب في نفوس المواطنين الذين أصبحوا معرضين للخطر على أيد أشخاص يتفنون في استعمال الأسلحة البيضاء التي تمكنهم من سلب المواطنين كل ما بحوزتهم بعدما أصبحت موضة اكتساب السلاح الأبيض جد رائجة في صفوف هؤلاء المنحرفين· وفي هذا الصدد، علمنا أن أحد شيوخ قرية آيث عنان تعرض منذ أربعة أشهر لسرقة مبلغ مالي قيمته 40 مليون سنتيم، بعدما أقدمت مجموعة من المجهولين على اقتحام منزله في حدود منتصف الليل وهددوه بالقتل، كما تعرّض شيخ آخر في قرية آث واناش لسرقة مبلغ مالي قيمته 15 مليون سنتيم، وبندقية صيد، فيما تعرّضت منذ 15 يوما ثلاثة محلات لبيع المواد الغذائية بوسط مدينة بني زمنزر بالمكان المسمى ''ألما'' للاقتحام والسطو على كل ما في داخلها من سلع وبضائع وأموال، كما لا يزال السكان يتذكرون ما قام به مجموعة من مجهولين ملثمين عندما اقتحموا منذ عشرة أيام مركز بريد المنطقة ودخلوا إليه من السقف المستعمل ب مادة ''القرميد''، ولكنهم فشلوا في سرقة 250 مليون سنتيم كونهم لم يستطيعوا فك رمز الخزينة الحديدية، ليقوموا بتخريب وقطع كل الوثائق والملفات المتواجدة بذات المركز البريدي، كما تعرّضت متوسطة البلدية إلى سرقة أجهزة الكمبيوتر، ومختلف المستلزمات والتجهيزات المستعملة في المخابر والورشات، وكذا سرقة تجهيزات مقهى للأنترنت· هذا في الوقت الذي أقدمت فيه مجموعة من اللصوص متكونة من أربعة أشخاص على اقتحام منزل إحدى العائلات القاطنة بقرية آيث عنان على سرقة مبلغ مالي ضخم تقدر قيمته -حسب أحد أقارب الضحية- 750 مليون سنتيم·
ظاهرتا سرقة السيارات والحواجز المزيفة تدقان ناقوس الخطر
أصبحت ظاهرة سرقة السيارات ببني زمنزر تأخذ منعرجا خطيرا وتتفاقم من شهر لآخر· وحسب شهادات السكان، فإن منطقتهم شهدت خلال السنة الجارية أكثر من 8 حالات سرقة لسيارات نفذت معظمها في الليل، وذكروا على سبيل المثال سرقة مركبة ''بيجو بوكسير'' لأحد الناقلين الخواص، وسرقة سيارة ''تويوتا هيلوكس'' لتاجر الخضر والفواكه، وجرده من مبلغ مالي قيمته 8 ملايين سنتيم، وسرقة سيارة من نوع ''رونو كونغو''، وكذا سرقة مركبة من نوع ''نيسان بيكاب''· وحسب المعلومات التي استقيناها في عين المكان، فإن معظم عمليات هذا النوع من السرقات تم تنفيذها على مستوى المكان المسمى ''أسمار'' المتواجد بين آث زمنزر وآيث مصباح التابعة لبلدية بني دوالة، نظرا لضيقه وعزلته· وحسب السكان، فإن هذه العمليات تنفذ باستخدام الأسلحة على غرار بنادق الصيد· هذا، وقد أكد المواطنون أن الحواجز المزيفة التي تنفذها شبكات إجرام مختصة في طريق المنطقة أصبحت هي الأخرى تعرف تزايدا مقلقا، هذه الأخيرة يعتمد عليها هؤلاء المجرمون لجرد المارة من ممتلكاتهم وأموالهم·
حذار الاعتداءات في محطة نقل بوعاصم···
اعتبر سكان بني زمنزر محطة نقل المسافرين المعروفة ب ''بوعاصم'' المكان الأكثر تسجيلا لعدد الاعتداءات التي يمارسها شباب منحرفون في حق المارة، وهذا باستخدام الأسلحة البيضاء، ويقومون بجردهم من ممتلكاتهم خصوصا الأموال والهواتف النقالة، كما تعتبر فئة النساء الأكثر استهدافا في هذا المكان، حيث يقوم المنحرفون بسرقة مجوهراتهن وحقائبهن، ويفرون بسرعة فائقة إلى وجهات مجهولة لا يعرفها إلا منفذوها· ولم يخف السكان أن المكان المذكور راح ضحيته العديد من المواطنين الذين تعرضوا للاعتداء بالأسلحة البيضاء، لاسيما أن ذات المكان يقصده العديد من المارة، فهو يتواجد بين مفترق الطرق الذي يؤدي إلى كل من بني دوالة، بني زمنزر، ومعاتقة·
بني زمنزر تتوفر على عصابات إجرام منظمة ومحكمة يذاع صيتها في أوساط ''المافيا'' المحلية
أجمع العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم أن مختلف العمليات الإجرامية التي يتم تسجيلها في العديد من قرى بني زمنزر، تنفذها عصابات وشبكات إجرامية منظمة تنظيما محكما، وتتوفر على عناصر يملكون خبرة وتجربة كبيرتين، كونها تحدث بطريقة شبه يومية، وفي أوقات قياسية، ودون إثارة انتباه السكان، ولا حتى إثارة ضجة أو حس، ما يوحي أن هذه الشبكات تقوم بتخطيط عميق ودقيق للعملية· وحسب ما أفاده بعض العارفين لخبايا المنطقة، فإن رؤوس وزعماء هذه العصابات تختفي ولا تظهر للعيان إلا بالمناسبات فقط أو لأوقات قليلة· هذا، وتحصلنا على بعض المعلومات تفيد بأن هذه الشبكات يذاع صيتها في أوساط ''المافيا'' المحلية التي تنشط على مستوى كل من ولاية تيزي وزو، بومرداس، بجاية والبويرة، لتبقى بلدية بني زمنزر القاعدة الخلفية التي تبنى وتخطط فيها مختلف المخططات الإجرامية التي تنفذ في المنطقة أو خارجها·
معظم هؤلاء اللصوص والمجرمين غرباء عن المنطقة
اكتشفنا خلال لقائنا مع السكان أن معظم الأشخاص الذي ينشطون في شبكات الإجرام المتواجدة ببني زمنزر ليسوا من المنطقة بل قدموا من مختلف مناطق تيزي وزو، واستقروا في بني زمنزر، كون هذه المنطقة لا تتوفر على الأمن، ويضمنون عملهم دون إثارة انتباه مصالح الأمن كون هذه المنطقة يغيب فيها الأمن كليا· وفي هذا الصدد، يقول أحد المواطنين: ''معظم الذين يمارسون اللصوصية والإجرام في بني زمنزر ليسوا من هذه المنطقة، بل معظمهم من معاتقة وبوغني وواضية وحتى من ولاية بومرداس''· وفي نفس السياق، يقول مواطن آخر: ''نحن نتساءل من أين جاء بعض هؤلاء المنحرفين، فلم نكن نسمع بهم ولا نعرفهم من قبل، لكن مؤخرا أصبحوا مشهورين في منطقتنا بالنظر للجرائم والاعتداءات التي يقومون بها''· وفي هذا السياق، لم يخف السكان أن بعض شباب المنطقة هم من يقف وراء استقدام هؤلاء الغرباء، حيث يضمنون لهم المسكن والأمن مقابل دفع أموال كبيرة، ويعملون بالتواطؤ على تطبيق مخططاتهم الإجرامية في ما بين مناطقهم·
ملجأ لذوي السوابق العدلية والمبحوثين عنهم
اعترف العديد من سكان المنطقة أن معظم هؤلاء المجرمين الذين استطاعوا في ظرف وجيز أن يخلقوا ذعرا وخوفا شديدين في نفوس المواطنين هم من المبحوثين عنهم ولديهم سوابق عدلية· وحسبهم اتخذوا من منطقة بني زمنزر ملجأ ووكرا لهم لتجنب أنظار مصالح الأمن· وما هو متداول لدى العام والخاص في المنطقة هو أن هؤلاء المنحرفين لا يخرجون من هذه المنطقة إلا في المناسبات أو خلال تنفيذهم للعمليات الإجرامية، خوفا على أنفسهم من أن يتعرضوا للتوقيف من طرف مصالح الأمن أو لتعرضهم للتصفية من طرف أشخاص اعتدوا عليهم في المنطقة أو لزملائهم الذين نشبت بينهم مشاكل حادة· كما أضاف محدثونا، أن بني زمنزر تأوي عددا كبيرا من الذين سبق لهم وأن قضوا فترة سجن تتراوح بين 10 و15 سنوات وأكثر، وكل هؤلاء أصبحوا يترأسون عصابات وشبكات للإجرام يستغلون الأطفال والشباب الأبرياء لتحقيق منافعهم الشخصية·
انعدام مركز لمصالح الأمن ووحدة للدرك الوطني تشجع على استفحال ظاهرة الإجرام
تعتبر بلدية بني زمنزر من بين أكبر البلديات التي يغيب فيها كل أنواع وأشكال الأمن على مستوى ولاية تيزي وزو، فهي تفتقر لمركز الأمن، وتنعدم فيها وحدة للدرك الوطني، مما أتاح الفرصة لهؤلاء اللصوص والمجرمين لممارسة نشاطاتهم الإجرامية بكل حرية، ودون خوف· وحسب تصريحات السكان، فإن مصالح أمن بلدية بني دوالة هي التي تتنقل إلى بني زمنزر، يحدث هذا في المناسبات فقط، أو عندما يتم تسجيل عملية سرقة أو سطو وما شابه ذلك، لتأتي مصالح الأمن للتحقيق ومعاينة الجريمة· وفي هذا السياق، لم يفهم السكان الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تعطيل مشروع تدعيم منطقة بني زمنزر بوحدة لمصالح الأمن وفتح وحدة للدرك الوطنين، وهو -حسبهم- المشروع الذي أعدته المصالح المركزية للأمن الوطني، وهذا بالنظر للارتفاع المرعب لنسبة الجريمة المسجلة في المنطقة· هذا، ووجهوا نداء استغاثة عاجل للجهات المسؤولية وعلى كل مستوياتها، تطالب منها التعجيل من تحقيق هذا الحلم الذي طالما ينتظره السكان قصد توفير الأمن ووضع حد للرعب الذي يسكن نفوس المواطنين·
غياب الأمن وتعدد أشكال الإجرام تدفع بالمواطنين وبالتجار إلى مغادرة المنطقة
تتوفر بلدية بني زمنزر على عدة قرى وعدد هائل من المجمعات السكنية، لكن ظاهرة اللصوصية وتفاقم حدة الإجرام لاسيما اقتحام والسطو على المحلات أصبحت تؤرقهم بسبب تعرض محلاتهم للسرقة· وحسب شهادات بعض التجار، فإن هؤلاء اللصوص قد كثفوا في الآونة الأخيرة من عملياتهم الإجرامية التي ينفذونها في الفترات الليلية مستغلين غياب الأمن في المنطقة، وأكدوا أن هؤلاء اللصوص يستخدمون خلال اقتحامهم للمحلات كل الوسائل الممنوعة لتنفيذ عملياتهم كالأسلحة البيضاء، الخناجر والقنابل المسيلة للدموع، ما جعل حياة التجار غير آمنة ومعرضة للخطر في أية لحظة· هؤلاء المجرمين يستهدفون بصفة أكثر المحلات الواقعة وسط مدينة بني زمنزر في المكان المسمى ''ألما'' كونها تتوفر على كميات هائلة من البضائع والسلع، ومعظم هذه المحلات لا تتوفر على أبواب متينة، مما يسهل دخول اللصوص إليها· وفي هذا الإطار، لم يخف السكان أن استفحال ظواهر الإجرام دفعت بالعديد من التجار إلى الرحيل من بني زمنزر واللجوء إلى مناطق أخرى آمنة للاستثمار، وهي نفس العملية التي يقوم بها العديد من العائلات التي تغادر منازلها لوجهات مختلفة· وفي هذا الصدد، علمنا أن الهجرة من قرى بني زمنزر إلى مدينة تيزي وزو أصبحت في ارتفاع فادح، وحسب السكان فإن مواصلة العيش فيئ هذه المنطقة تعتبر مجازفة حقيقية بحياتهم·
''مافيا'' الإجرام تروج الممنوعات على مرأى الجميع والمخدرات تباع كالحلويات
اكتشفناه خلال زيارتنا لبني زمنزر وجود شبكات إجرامية تدعى ''مافيا الممنوعات'' التي تنشط في المنطقة وتقوم بالترويج لمختلف أنواع الممنوعات، وهذا على مستوى كل الأماكن والأزقة والأحياء والقرى، حيث يتم بيع وشراء المخدرات والأقراص المهلوسة علنا وفي وضح النهار· وأخطر من ذلك صرح محدثونا أن تجارة المخدرات في المنطقة أصبحت وكأنها تجارة الحلويات، والتي يتم بيعها من قبل العديد من التجار غير الشرعيين الذين اتخذوا من أرصفة وأزقة وأحياء المنطقة أماكن لممارسة تجارتهم الممنوعة، ويظهرون وكأنهم يبيعون التبغ والسجائر، محاولين التستر وراءها للمتاجرة بالمخدرات التي تباع بطريقة علنية وعادية· فقد جعلوا من هذه الأماكن وكرا للمنحرفين ومدمني المخدرات· كما شد انتباهنا في عين المكان تواجد قارورات المشروبات الكحولية بكل أنواعها مبعثرة بطريقة عشوائية، إلى حد لا يستطيع المارة المرور في هذه الأماكن التي يسمونها ب ''نقاط الموت'' كما يلقبونه، لأنها يرتد إليها فقط المنحرفين الذين يمارسون اعتداءات خطيرة على المارة، وهذا نظرا للانتشار الكبير لمحلات بيع المشروبات الكحولية غير الرخصة·
المخدرات تنتشر بقوة في أوساط التلاميذ وأولياءهم يناشدون مديرية التربية بالتدخل
لم تنحصر ظاهرة بيع المخدرات ببني زمنزر على فئة البالغين والشباب فقط، بل أكد السكان أن حتى فئة التلاميذ المتمدرسين لم تفلح من هذه الظاهرة، واعترفوا أن عدد التلاميذ الذي يتناولون المخدرات في ارتفاع مرعب، والتي أصبحت تنتشر بكثرة داخل المؤسسات التربوية، وأرجع بعض أولياء التلاميذ أسباب ذلك إلى كثرة تجار المخدرات الذين يبيعون أمراضهم على مرأى الجميع دون تدخل أي جهة مسؤولة لرفع الستار بما في ذلك تعنت السلطات البلدية للتدخل، بالرغم من أن أولياء التلاميذ قاموا بمراسلتها عدة مرات·
مواد البناء لم تسلم من عمليات السرقة، ومجهولون يستولون على أغراض مسجد قرية آيث عنان
تجاوزت ظاهرة السرقة في بني زمنزر كل الحدود، ولم تعد تقتصر على المنازل والمحلات التجارية فقط بل أصبحت مواد البناء التي يقتنيها المواطنون والمقاولون لإنجاز وبناء سكناتهم ومشاريعهم في مجال البناء، أصبحت تتعرّض للسرقة، ومن المستحيل ترك هذه المواد خارج أماكن محمية ومراقبة، أو بدون حارس خلال الفترات الليلية· وحسب ما استقيناه من عين المكان، فإن هؤلاء اللصوص يقدمون على سرقة مواد البناء ويعيدون بيعها بأثمان قليلة، كما تعتبر مادة الحديد بكل أنواعه الأكثر استهدافا من هؤلاء اللصوص، كون تسويق هذه المادة سهلة مقارنة بالمواد الأخرى· وفي هذا الإطار، أكد أحد المقاولون أنهم مجبرون على تعيين ثلاثة حراس ليلا في كل المشاريع في مجال البناء، وحسبه هذا سيجنبه ضياع سلعه· إلى جانب ذلك، كشف السكان أن مسجد قرية آيث عنان تعرّض، مؤخرا، هو الآخر لعملية السرقة من طرف مجموعة مجهولة، قاموا بسرقة مختلف الأغراض المتواجدة في داخله، بما في ذلك مختلف المستلزمات والأدوات التي يستعملها سكان القرية في الأشغال العمومية، والمناسبات الدينية والوطنية والتقاليد التي يحتفلون بها، وأكثر من ذلك أكد السكان أن هؤلاء اللصوص أقدموا كذلك على سرقة حتى السرير الحديدي الذي يغتسل فوقه الموتى، وقاموا ببيعه لأطراف مجهولة·
حظر التجول ليلا، والسكان يستغيثون·· نحن نموت ببطء
لم يعد سكان بني زمنزر يتنقلون ويتجولون بحرية كما كان عليه الوضع في السنوات السابقة، بل أصبح ممنوعا عليهم الخروج ابتداء من الساعة السابعة مساء لاقتناء بعض حاجياتهم من المحلات الخارجية بعدما يسدل الظلام أولى خيوطه نتيجة الانتشار الكبير للمنحرفين لا يخلو حزام سروال أحدهم من وجود سكين حادة يستعملونه للاعتداء على السكان· وما زاد الوضع تأزما في المنطقة هو ما يعمله عناصر هذه العصابات كمرتزقة يدفع لهم بعض الأشخاص أموالا لتصفية حسابات أشخاص آخرين، فتندلع في كل مرة شجارات بين أفراد تلك العصابات فيما بينها، وكذا بين العصابات والمواطنين، هذا ما دفع ببعض السكان وصف هذا التنظيم الإجرامي ب ''المافيا'' الإيطالية· إلى جانب ذلك، وجه سكان بني زمنزر إنذار استغاثة عاجل للسلطات الأمنية مطالبين بتدخلها قصد تنظيف منطقتهم من المجرمين ووضع حد لشبكات الإجرام التي جعلت من يوميات السكان مرارة، وأجمعوا في تصريحاتهم أنهم يموتون ببطء، خصوصا وأن السلطات لا تزال تمارس سياسة الصمت بالرغم من الشكاوى والمراسلات المتكررة التي رفعها السكان، هذا بالرغم من تسجيل وبصفة شبه يومية مختلف أشكال الإجرام من السرقة، الاعتداءات، المخدرات، الحواجز المزيفة، التعدي على الحرمات··· وغيرها من التجاوزات الخطيرة التي يدفع ثمنها المواطن·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.