لن أحدّثكم اليوم عن المونديال ولكن عن مأساتي في أوّل يوم أصل فيه إلى تونس العزيزة على قلبي وراحة أبنائي· كان من المفترض أن ألتقي بصديقي الشاعر التونسي (ج· ج) يوم الجمعة في حدود العاشرة إلى الحادية عشرة صباحا، ليحجز لي بيتا في مدينة ''قليبية'' التي لم يسبق لي أن قضيت بها عطلتي· قلت إن الأمر سيكون في غاية الطرافة حيث سأكون محظوظا بمتابعة يوميات المونديال والكتابة عنه من الجزائر كما من تونس، وأنّ التزامي مع مدير ''الجزائر نيوز'' لا يمكن لحدث عطلتي أن يقطعه، وقلت أيضا إنّ لقائي صديقي (ج· ج) سيسهّل عليّ توفير وسائل الكتابة والنت· وصلت في الموعد إلى قليبية بعد رحلة من تبسة دامت حوالي أربع ساعات، طلبت عبر الهاتف (ج· ج) ولكن لا حياة لمن تنادي· لقد انشقّت الأرض وابتلعته، فعدت أدراجي خائبا واستقرّيت بمدينة ''بني خيار'' الساحلية الجميلة حيث لم أتعب كثيرا في إيجاد شقّة محترمة للكراء تبعد بحوالي مئة متر عن البحر· وقد أصبح همّي بعد ذلك إيجاد ''سيبير كافي'' لأطّلع من خلاله على ما تكتبه الصحافة الجزائرية عامة و''الجزائر نيوز'' خصوصا بحكم ما أصبح يربطني بها· في المساء من ذات الجمعة رصدت فضاء للنت لأقصده في اليوم الموالي (أمس السبت)· صباحا تركت الأولاد نائمين وتوجّهت إلى ''السيبر'' فوجدته مغلقا·· سألت عن توقيت افتتاحه، فأجابني شاب رائع ''نادر'' صاحب محلّ لتصليح الهواتف الجوالة أنّ ''السيبر'' لن يفتح إلاّ مساء، قلت له ما معناه، إنّ ذلك كارثة بالنسبة لي·· وشرحت له الأمر·· وكم كانت فرحتي عظيمة حين وجدت عنده من دون كلّ الذين التقيتهم صباحا نتيجة لقاء غانا - الأوروغواي، والأهمّ الأهمّ أنني وجدت عنده ربطا انترناتيا مكّنني من كتابة مقالي، وشعرت كما لو كنت سمكة تجد في لحظة الاحتضار ماء للاستمرار في الحياة والعودة إليها·