أعلن مكتب اسوليسب لدراسات الماركتينغ بفرنسا، على ضوء دراسة ميدانية حول استهلاك العائلات المسلمة بفرنسا لرمضان ,2012 أنهم سيصرفون ما يربو عن350 مليون أورو كتكاليف إضافية. فيما ذهبت إحصاءات أخرى إلى ارتفاع المصاريف الغذائية بنسبة %30. من جهته، فند رافيل ليوجيه، المشرف على مرصد الديانات بفرنسا، أن يكون الصيام عاملا في تراجع مردودية العمل خلال هذا الشهر. جاء في تقرير مكتب الأبحاث السوق والاستهلاك، أن ال 350 مليون أورو سيتم صرفها على لحوم الحلال، التوابل، منتجات الألبان، ناهيك عن المواد الطازجة والمشروبات. وقد سلطت الدراسة الضوء على وجود15 مادة تتصدر قائمة الاستهلاك الرمضاني، بدءا بأوراق ''البريك'' أو ''الديول''، التمور، اللبن، والشربة بأنواعها، يتبعها في الصف الثاني المشروبات الغازية، نظرا لارتفاع حرارة الجو. أشارت الدراسة إلى أن 82 من المهاجرين المغاربة (يمثلون 70 من الجالية المسلمة بفرنسا) صرحوا بأنهم صاموا جزء رمضان بفرنسا، بينما أكد 76 أنهم لم يغادروا المتربول أثناء الصيام. من جهة أخرى، فسر رافييل ليوجيه أستاذ علم الاجتماع بجامعة أكس أوبروفانس، هذه الإرقام بالقول إن رمضان السبعينسات والثمانينسات كان ارمضان الذكرياتا يطبعه التمسك بالموروث الثقافي والتقليدي، حيث كان المهاجر حريصا على تطبيق كل الشعائر كما هو قائم في البلد الأصل. أما الثمانينيات والتسعينيات -يضيف ليوجيه- فميزتها وصول موجة مهاجرين شباب، يبحثون عن أحياء المناسبة بشكل أكثر احتفائية. هذا الجانب الاحتفالي هو الذي حدد ارتفاع الاستهلاك، حيث يفسر الصائم شهر الصيام، بشهر العبادة ومناسبة لإظهار السخاء عن طريق استضافة الضيوف. وعن تراجع مردودية المستأجرين المسلمين بسبب الصيام، فند البروفيسور، وجود علاقة بين الأمرين، ناهيك عن غياب دراسات تؤكد هذه الفرضية / الشائعة بفرنسا: ''على حد علمي لا توجد معطيات تؤكد ذلكا، مستدلا بالتعاليم الإسلامية التي ترغم المسلم على الامتناع عن الأكل والشرب، وتحمل مشاق يوم من الصوم، إلا أن العمل لا يتأثر بذلك. وقال الباحث بصفته مسير مرصد الديانات بفرنسا، إن دراسة سابقة، أجريت منذ سنوات حول الصائم العامل، أظهرت اأن المسلم لا يجهر بعبادته، وأنه يفضّل أن يمارس شعائره دون الإفراط في المظاهر، خلافا لما يعتقده عامة الناس''، بل إن المسلم لا يعلن صومه، خشية من تبعات لا يتحملها، في إشارة منه إلى رد فعل زملائهم الفرنسيين، الذين قد يتحسسون من وجود صائم بينهم. وأكد المتحدث أن أصدقاءه المسلمين يمارسون الصيام مع العائلة أو مع الأصدقاء، أما في المؤسسات فهم لا يختلفون عن غيرهم. وأوضح الأستاذ أن رمضان: ''مسألة ذاتية تخص الصائم، وهو لا يحول دون قيامه بواجبه طيلة النهار، فهو حالة روحية عالية. ويختلف تماما عن اليهودية التي تفرض موانع صارمة معيقة لحياة الفرد، كأن تمنع عنه ركوب الحافلة يوم السبت، أو استعمال حاسوبه الخاص.