عمرة بابيتش، أول مسلمة محجبة تنتخب رئيسة لبلدية إحدى المدن في البوسنة وفي أوروبا أيضا، ترتدي حجابا يغطي شعرها وأذنيها حتى العنق، صاحبة العينين الزرقاوين فازت ب 30 في المئة من أصوات ناخبي مدينة فيسوكو البوسنية الذي كان خيارهم يمثل “قدوة" للغرب ولبلدان العالم الإسلامي على حد سواء. ولدت عمرة بابيتش في العام 1969، زاولت دراستها في البوسنة ودرست الاقتصاد في الجامعة، تنتمي إلى حزب العمل الديمقراطي وهو أكبر حزب لمسلمي البوسنة، في العام 1993 وخلال الحرب في البوسنة والهرسك (الحرب الأهلية في يوغسلافيا سابقا)، التي امتدت بين العامي (1992-1995) قتل زوجها على الجبهة في صفوف القوات المسلمة. وكان لديها إبنان في الرابعة والثانية، وكانت حاملا حينها، بعد وفاة زوجها قامت بارتداء الحجاب، وتزوجت بابيتش بعدها للمرة الثانية وترأست جمعية عائلات المقاتلين المسلمين الذين سقطوا خلال الحرب، كما تقلدت منصب وزيرة المال في كانتون زنيتسا (وسط البوسنة والهرسك). وفي أكتوبر 2012، رشحها حزبها (حزب العمل الديمقراطي) لمنصب رئيس البلدية في مدينة فيسوكو التي تتكون من غالبية مسلمة، رغم أن المجتمع البوسني معروف بأنه ذكوري بمجموعاته الثلاث الرئيسية، المسلمين والصرب والكروات. حيث فازت بالأغلبية. قالت بعد فوزها: “كان اختبارا سياسيا كبيرا لأن المواطنين لديهم أفكارا مسبقة، خصوصا عن النساء، فكيف إذا كانت أيضا محجبة، لأنهم يعتبرون هنا أن مكانها هو ليس في السياسة والحياة العامة"، و«إنه نموذج لأوروبا وأيضا أبعد من ذلك، للشرق والغرب اللذين يلتقيان هنا في البوسنة". وأضافت “إن الإسلام واضح تماما تجاه المرأة، يخصص لها مكانة في الحياة العامة، وجميع أولئك الذين يفسرونه بشكل صحيح يعلمون أن الأمر كذلك". وأكدت أن “حجابي يجب ألا يكون عائقا على الطريق الأوروبي. إن أوروبا ستدرك أنها أمام أناس يحترمون هويتهم، لكنهم متسامحون بما يكفي لاحترام حقوق الآخرين». ويمثل المسلمون حوالي 40٪ من السكان المقدر عددهم بنحو 3,8 مليون نسمة في البوسنة، والآخرون هم خصوصا من المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك. وقد حظر ارتداء الحجاب في ظل النظام الشيوعي عندما كانت البوسنة جزءا من يوغوسلافيا السابقة (1945-1992). أما اليوم فهناك العديد من النساء يرتدين الحجاب وبعضهن النقاب لكن معظم النساء غير محجبات.