وصف الكاتب المخضرم، الطاهر بن عيشة، الوضع العام للبلاد بالمتعفن و«التعبان"، ودعا المواطنين الذين اتعبتهم أخبار الفساد والفضائح الاقتصادية والمالية والسياسية، إلى ما أسماه “حركة وطنية سلمية واعية لإعادة بناء جزائر نظيفة". هذا ولم يسلم من انتقاد، ضيف صدى الأقلام، من أسماهم ب “المثقفين المزيفين الذين يصفقون في الظلام"، والذين أصبحوا كائنات متسلقة على حساب المثقف الحقيقي. دعا الطاهر بن عيشة، ظهيرة السبت الماضي، بالمسرح الوطني الجزائري، “الجزائريين الشرفاء" الذين يعانون من مرارة الذل والجهوية وتأثيرات الفضائح الإقتصادية من طراز “سوناطراك 1 و2" و«الخليفة"، إلى حركة وطنية سلمية واعية لإعادة بناء الجزائر النظيفة والنزيهة مع التأكيد على الوحدة الترابية الوطنية. واعترف أنه يشعر بكثير من الخيبة، كلما تمعن في الوضع الثقافي المتعفن و«التعبان" والسبب، حسبه، هو “طوابير أشباه المثقفين الانتهازيين والوصوليين"، الذين “يتسلقون جدران السلطة"، وقال عنهم أيضا: “هناك مثقفون مزيفون يصفقون في الظلام، لا مسؤولية لهم سوى النهب والتصفيق لغير أهله، وهم نماذج لا تستحق سوى السب"، وفي المقابل هناك -حسبه- “فئة قليلة من المثقفين الشرفاء لم تلوث أياديهم بالفساد ويخدمون الحقيقة لا غير". روى الباحث في مجالات التاريخ والحضارات والفلسفة والدين، لجمهور “صدى الأقلام" ما حصل بينه وبين الرئيس الراحل هواري بومدين، يوم سأله بمناسبة مأدبة عشاء مخصصة للوفود المشاركة في أول مؤتمر لاتحاد الكتاب بالجزائر، وقال: “كنت متوجسا من اللقاء، لأنني كنت مراقب من طرف البوليس حينها وتحركاتي متابعة خطوة بخطوة وكنت أجاهر بمواقفي وآرائي ضد النظام وأساليبه... اقترب مني الرئيس الراحل الهواري بومدين وهمس في أذني ضاحكا، البلاد مافيهاش نورمال غير البيرة"، فاكتشفت حينها الوجه الطريف للرئيس، فأجبته “أنا عاجز عن الكذب كيف لوزير الفلاحة أن يؤمم منطقة بكاملها بالصحراء خصصت لتكون محلا لتطوير الأحياء النائية وتربية الأسماك وبدأت تعطي أولى ثمارها وذلك من أجل تحويلها إلى مسكن له هل تجد ذلك نورمال"، وأضاف “وقد اكتشفت في الرئيس رجلا طيبا يحب الجزائر بعمق لكن للأسف كان محاطا بمجموعة من الرجال أخطا في اختيارهم". أعلن بن عيشة في معرض حديثه أيضا، أنه لا يؤمن بالربيع العربي، على أساس أنه “شتاء عربي قاسٍ وربيع استعماري"، مؤكدا أنه انتقد، في مقال، الراحل معمر القذافي بسبب نرجسيته وغروره وظواهره السلبية، لكن “بعد مهاجمة الأمريكان والحلف الأطلسي له وتصفيته بتلك الطريقة الوحشية دافعت عنه وأشير أنه حتى طريقة طرد أسرة القذافي من الجزائر كانت قاسية"، يردف ذات الكاتب.