قال عبد اللطيف الحناشي، الحقوقي وأستاذ التاريخ السياسي بتونس، في حديث مع "الجزائر نيوز"، عن الصور التي بثها نجل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بأنه "لا قيمة لها"، أمام ما يحدث من "تعاطف" مريب مع رموز النظام السابق، ومحاولة تخليصهم من تهم الاعتداء على أملاك الشعب. في الوقت الذي تتناقل شبكات التواصل الإجتماعي ومواقع الأخبار صور زين العابدين بن علي في إقامته بالمملكة العربية السعودية، وظهوره في أحسن حال رفقة أفراد عائلته، يدعو الدكتور عبد اللطيف الحناشي الناشط النقابي وحقوق الإنسان بتونس، إلى عدم إعطاء الأهمية الكبيرة لهذه الصور بالقول: "هذه أمور لا قيمة لها...هناك أمور أخرى أهم وأعمق"، في إشارة منه إلى رفض أي نوع من التأويلات التي يذهب إليها الراي العام والخاص، والتي أجمعت على نية بن علي في تحدي شعبه الذي يعاني مأزق الخروج من أزمة سياسية خانقة بين التيارين الإسلامي والعلماني. وبدل الخوض في ما ذهبت إليه مجمل الانطباعات يرى الحناشي أن: "هناك إجراءات أخرى أكثر دلالة ومنها إطلاق سراح أغلب وزراء بن علي من السجن..."، ويتعلق الأمر بكل من: عبد العزيز بن ضياء، مستشار الرئيس السابق، وعبد الله القلال الرئيس السابق لمجلس المستشارين، ومحمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي(حزب بن علي الذي تم حله). حيث يمنع هؤلاء من الظهور في الأماكن العامة، لغاية النظر في قضيتهم. وهو الرأي الذي اتفقت عليه أحزاب وجمعيات مدنية على غرار النهضة التي نددت في بيانها ب: "كلّ إجراء يحرم التونسيين من حقّهم في معرفة حقائق العهد البائد ومحاسبة المسؤولين عنها". أما الرابطة الوطنية لحماية الثورة من جهتها فاستنكرت بشدة "مسلسل إطلاق سراح مجرمي النظام السابق". وتساءلت: "كيف لحكومة تدعي الثورية أن تستخف بموضوع المحاسبة ولا تتخذ إجراءات صارمة مع هؤلاء المجرمين والقتلة الذين أجرموا في حق العباد والبلاد؟" في سياق آخر يرى الحناشي أن "الأمور تتقدم نحول الانفراج" في تونس، على ضوء التنازلات الأخيرة التي قدمها راشد الغنوشي لحزب "نداء تونس"، بالقول: " لم يكن أمام السيد راشد الغنوشي(المالك للكثير من المعطيات السياسية الوطنية والدولية) إلا الانحناء أمام العاصفة الداخلية والخارجية ومن ثم إعادة الانتشار أو ترتيب التحالفات بعد تغير الخريطة الحزبية في تونس بعد انتخابات 23 أكتوبر"، مضيفا: "لقد قدم السيد الغنوشي أغلب المطالب التي كان السيد الباجي قائد السبسي يطالب بها ولم يبق إلا أن يحقق هذا الأخير ما تطالب به النهضة، وإن كنا لا نعرف بالضبط مطالبها تلك إلا أنه من المفهوم أن ما قدمه السيد الغنوشي سيربك تحالف نداء تونس ببقية الأطراف المتجمعة في إطار جبهة الإنقاذ وقد يؤدي إلى سقوطها". مؤكدا أن ما يحدث بين النهضة ونداء تونس "ليس تحالفا" بل هو "تنسيق مرحلي" لا غير.