جورج سوروس، واحد من أقوى رجال الاقتصاد في العالم بأسره، يعتبره عدد من المحللين الاقتصاديين أقوى مضارب عرفته البورصات العالمية، فقد استطاع بطموحه وذكائه جمع ثروة كبيرة من خلاب المضاربة في البورصات العالمية، كما يصفه البعض الآخر ب (الملك ميداس)، كناية عن الرجل في الأسطورة اليونانية، الذي يحول كل شيء يلمسه إلى ذهب. ولد جورج سوروس في ال 12 أوت 1930، في بودابست بالمجر لأسره ثرية، هاجر سوروس إلى إنجلترا عام 1947 ليتخرج من مدرسة لندن للاقتصاد، في عام 1952 لحمل شهادة في الفنون والعلوم، وتتلمذ على يد الفيلسوف كارل بوبر، ونتج عن تأثره بهذا الأخير تأسيس نظريته الخاصة ب (المجتمع المفتوح)، وقد مول سوروس دراسته ونشاطاته من خلال عمله كموظف في السكة الحديد وكنادل في مطعم كاجلينو. عمل سوروس بعد ذلك في مصنع للتماثيل البلاستيكية التي توضع في واجهات المحال، لكنه طرد بسبب بطئه في وضع الرؤوس على أجسام "المانكان"، ونتيجة لسعي حثيث، عين كموظف مبتدئ في بنك استثماري في لندن، وفي عام 1956، توجه سوروس إلى الولاياتالمتحدة، حيث عمل تاجرا في شركة (أف. أم. ماير) حتى عام 1959، ومحللا ماليا في (ورثيم أند كومباني) من عام 1959 إلى عام 1963. ومنذ عام 1963 حتى 1973، عمل جورج لدى شركة أرنولد وأس. بليشرودر، حيث وصل إلى منصب نائب الرئيس. غير أنه في النهاية، اختار أن يكون مستثمرا لا فيلسوفا أو موظفا. لذا، أقنع الشركة عام 1967 بتأسيس صندوق استثماري تحت اسم (فرست إيغل)، ليكون تحت إشرافه. وبمرور سنتين أطلقت له الشركة صندوق تحوط باسم (دابل إيغل). في عام 1973 استقال من منصبه لينشئ شركته الاستثمارية الخاصة، التي طورت صندوق (كوانتوم) بمشاركة صديقه. يسمي النقاد الاقتصاديون سوروس ب (المؤثر الكبير) على أسواق العملات عبر صندوقيه الاستثماريين (كوانتوم) و(سوروس). وهو بلا منازع أشهر مضارب مالي في العالم وبعبع الأسواق طيلة فترة التسعينيات.. ورغم الإجراءات الحمائية التي فرضتها الدول منذ كارثة النمور الآسيوية التي توجهت فيها أصابع اللوم إلى جورج سوروس (75 عاما)، فإن تأثير هذا المستثمر لا يزال قائما حتى الآن في حين تراقب الأسواق عن كثب كل ملاحظاته وتصريحاته.