تستمر معاناة ضحايا انفجار حي وادي قريش بالعاصمة، بعد مرور ما يقارب عشرة أيام على حدوث الكارثة التي أودت بحياة خمسة قتلى وشرّدت عشرات العائلات، بالرغم من تأكيدات المسؤولين على التكفل السريع بإسكان كل المتضررين، الذين ما زالوا يفترشون الأرض في برد الشتاء ويعيشون على صدقات الجيران، بعد تحذيرات الحماية المدنية ومصالح مراقبة العمران من خطورة عودتهم لمنازلهم الآيلة للسقوط· أكثر من عشر عائلات تبيت في العراء بحي وادي قريش، أطفال، نساء، شباب حتى عجائز يتخبطهم المرض، على غرار السيدة منقلات التي افترشت الأرض تحت شقتها التي قضى عليها الانفجار بالكامل، فلم تعد إلا مجرد ركام، منذ تاريخ الانفجار وهي وبناتها في الشارع رفقة أطفالهم، وغيرهم الكثير من نفس العمارة التي باتت مهددة بالسقوط· المشكلة في نظر هؤلاء أن السلطات وعدت على لسان وزير التضامن السيد ولد عباس، بالتكفل بهم من خلال منحهم شقق بدلا من تلك التي دمرها الانفجار، غير أن الجهات الرسمية منحتهم بيوتا جاهزة، يستمر أصحاب الشقق المتضررة في رفضها، على اعتبار أنه لا يمكن تعويض شقة ببيت خشبي· وهي نقطة الخلاف بين السلطات والعائلات المتضررة، إذ تعتبر السلطات المحلية أن المشكلة تمت تسويتها بمجرد قبول عدد من المتضررين بالبيوت الخشبية التي عرضت عليهم، والتي يقول بخصوصها أصحاب الشقق: ''لا يمكن المساواة بين من كان يملك بيتا قصديريا ويجد فرصة من ذهب في الحصول على بيت خشبي في انتظار الحصول على شقة، وإن طال الأمد، وبين من كان يملك شقة دفع ثمنها بعرق جبينه ليجد نفسه في الشارع أو القبول ببيت خشبي''، هكذا كان رد السيدة منقلات وردية التي انفجرت شقتها بشكل كلي، لتجد نفسها رفقة عائلتها في الشارع منذ الانفجار، مع العلم أن المتضررين توجهوا لمقر الدائرة للمطالبة بالحصول على ما تم وعدهم به، إلا أن طلبهم قوبل بالتجاهل· المثير في قضية المتضررين من الانفجار أنه يشمل أصحاب البيوت القصديرية الذين قبلوا الذهاب للبيوت الخشبية، وأصحاب الشقق التي تضررت بشكل كلي أو جزئي، إلى جانب باقي سكان العمارة المعنية بالانفجار 8 ،7 ،6 والذين تلقوا تهديدات جدية من طرف مصالح الحماية المدنية ومراقبة العمران، وبالتالي تفضيل عدم عودة السكان لشققهم، سيما تلك البيوت القصديرية التي تم تشييدها منذ عقود في أقبية العمارة، كل هؤلاء يستمرون في العيش في الشارع، سيما وأن الغاز والماء مقطوع عنهم بسبب الوضعية المزرية للعمارة· وهو ما أكدته السيدة بركات فتيحة التي أشارت إلى عدم توفر أماكن للتنظيف لكل من اضطرته وضعية منزله للبقاء في الشارع، سيما الأطفال منهم الذين يضطرون للذهاب الى المدارس يوميا· من جهة أخرى، يؤكد رشيد، عامل بفندق الأوراسي ومتضرر من الانفجار أن الوضعية الحالية باتت تهدد عمله، على اعتبار أنه مضطر لعدم الذهاب لضمان سلامة عائلته التي تبيت في الشارع: ''أعمل حارس ليلي وفي هذه الوضعية لا يمكنني أن أذهب للعمل وترك والدتي وشقيقاتي في الشارع، لا بد لي من حمايتهم، والسلطات تستمر في تحذيرنا من الصعود للشقق بسبب التصدعات في الجدران، بصراحة لا أعرف ما العمل''·