تأسف الشاعر محمد خليل عبو من الجلفة، لغياب اتحاد الكتّاب الذي أدى إلى تهميش الكتّاب والشعراء في المناطق الداخلية عن المشهد الثقافي في الجزائر، والدليل على ذلك أن الكثير منهم لم يشاركوا في عكاظية الشعر العربي بالجزائر، بينما سجلت أسماء لا علاقة لها بالشعر مشاركتها. تعج الساحة الإبداعية في الجزائر بالأسماء الشابة والمبدعة ولكنها تبقى في دائرة النسيان، لا لشيء سوى أنها تقطن بعيدة عن المركز أو لا تملك واسطة ترفعها إلى الأضواء، فيما أعطيت أسماء أخرى كل الإمكانيات لتبرز، دون أن ترقى بالذوق الأدبي والإبداعي للمستوى المطلوب والدليل على ذلك أننا نسمع بأسماء جزائرية لأول مرة تفوز بجوائز دولية، بينما لم تتعدى الأخرى مستوى الصالونات والاستوديوهات وصفحات الجرائد. من بين الأسماء الشعرية الجميلة الشاعر محمد خليل عبو من مواليد 1972 بمدينة الجلفة، مفتش التربية والتعليم بالولاية، بدأ يقرض الشعر منذ نعومة أظافره وصدرت له أول مجموعة سنة 2006 بعنوان ''الرحيل على درج الريح'' وهو مزج بين الغزل العفيف المتألق بالمرأة والقصائد الوطنية المتغنية بجمال الجزائر وبطولاتها، ولم تختلف المجموعة الثانية والتي صدرت في إطار ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية'' سنة 2007 عن الأولى، حيث لامست نفس الأوتار، أما المجموعة الثالثة والتي يستعد الشاعر لإطلاقها، فقد تجاوز من خلالها الهمّ الذاتي والمحلي إلى الألم العربي، بالتطرق إلى القضايا المصيرية للأمة، منها القضية الفلسطينية والعدوان على العراق. حول قضية غيابه عن المشهد الثقافي في الجزائر، صرّح الشاعر ل''الخبر''، أن الأمر يتعلق بالإبعاد وليس الغياب، لمجرد أنه يعيش في معزل عن المركز في المناطق الداخلية، حيث تأسف لكونه لم توجه له دعوة لحضور عكاظية الشعر العربي، بينما دعيت لها أسماء لا تفرق بين الشعر ولون أدبي آخر، هذا الأمر ينطبق على الكثير من شعراء الجلفة، رغم أنهم أعضاء في اتحاد الكتّاب، حيث أرجع ما يحدث لأمثاله من المبدعين إلى غياب اتحاد الكتّاب الذي استقال من دوره في إبراز الأسماء في المناطق الداخلية وإحداث عملية التواصل بين جهات الوطن، خاصة في النشاطات الثقافية، باعتباره هيئة رسمية تمثل كل الشعراء والأدباء وتملك مكاتب في مختلف أرجاء الوطن. ومن جهة أخرى أرجع ابن الجلفة السبب لكون الكثير من المبدعين يفضلون العيش في الظل بعيدا عن الأضواء