فرقة من مجاهدي المنطقة تعتبر ثورة التحرير المباركة ثورة شعبية قدم من خلالها الشعب الجزائري بمختلف أطيافه مليون ونصف المليون من الشهداء ليتحرر من قيد العبودية الذي مورس عليه طلية قرن واثنين وثلاثين سنة من الاستدمار الفرنسي الذي غزى كل ربوع الوطن، و من خلال سيرة الشهيد " باقي الطيب " المدعو "سي مفتاح" سنتعرف على أحد الأبطال الأشاوس ابن منطقة الشارف التي قدّمت قوافل عديدة من الرجال شهداء وفاءا و إخلاصا لهذا الوطن . المولد والنشأة ولد الشهيد "باقي الطيب" سنة 1934 بالشارف، تربى في كنف والديه وارتحل رفقة العائلة إلى منطقة آفلو وهو في سن الثامنة من عمره حيث حفظ القران الكريم هناك، وعند بلوغه السن الثامن عشر اتجه إلى ثكنة عسكرية فرنسية بتلمسان وتدرب بها حتى سنة 1956 ليفر رفقة العديد من الشباب نحو جبال "القعدة" بآفلو ومكث بها مدة سنة . الانضمام لجيش التحرير الوطني في سنة 1957 التحق بالناحية الرابعة من المنطقة السابعة من الولاية الخامسة رفقة "بن حميد الزبير" الذي كان مسؤولا بالناحية، و عُيّن حينها الشهيد "باقي" مسؤولا عن القوات الخاصة لجيش التحرير الوطني بالناحية الرابعة وقد كانت فرقته مكلفة بكل العمليات الصعبة خاصة داخل المدن المحاصرة بعساكر العدو كما كان ابن الشارف رفقة الشهيد "عبد الغني" يصولان ويجولان زارعين الرعب في عناصر القوات الفرنسية وأتباعها من الخونة بين الناحية الرابعة والناحية الثانية بعين الذهب بولاية تيارت . أهم العمليات التي قام بها الشهيد "الباقي الطيب" قام الشهيد مع رفقاء السلاح بعدة عمليات ضد العدو نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر نصبه لكمين متفجرات سنة 1959 بمنطقة "سيدي خلف الله" وكبد فيها العدو خسائر جمة كما انه قام أيضا رفقة المجاهدين بحصار للخونة استطاعوا خلالها أسر سبعة خونة وتصفيتهم، وكان الشهيد "الباقي الطيب" حاضرا أيضا في إحدى الإشتباكات ضد العدو الفرنسي بمنطقة "الرياشة الحمراء" الواقعة بطريق آفلو في الناحية الرابعة سنة 1959 ، حيث قام الشهيد باقتحام مقهى بمدينة "عين الذهب" حيث استطاع أن يقضي على العديد من الفرنسيين داخل ذلك المقهى. استشهاده ومن بين العمليات النوعية التي قام بها رفقة المجاهد" فرحوح الطيب" هي قيامه بتصفية احد الفرنسيين واسترجاع سلاحه لكن هذه العملية كانت سببا في تعرضهما إلى وشاية حيث تتبعهما العدو وطاردهما وخلال انسحابهما امتطيا حصانين وتوجها إلى منطقة "ضاية الماء" بالناحية الرابعة من المنطقة السابعة بالولاية الخامسة، أين قرر سي مفتاح أن يفترق هو وصاحبه وكل منهما يتخذ طريقا معينا، وفي تلك الأثناء تعقبت القوات الفرنسية الشهيد "باقي الطيب" ورغم اشتباكه معهم إلا انه استنفذ كل رصاصات رشاشه بعدها وقام بكسرها لما علم بأن نهايته قربت وانسحب غير مبال بالعدو حتى سقط شهيدا في ميدان الشرف في شهر مارس 1960 .