تعتبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي 独立行政法人国際協力機構 دوكوريتسو غيوسه هوجين كوكوساي كيوريوكو كيكو) باليابانية، بحسب الموسوعة الحرة «ويكيبيديا»، أو المعروفة اختصارا ب(JICA) بالحروف اللاتينية، من أكبر الوكالات اليابانية المتخصصة. تعد هذه الأخيرة، منذ إلحاقها بالحكومة اليابانية، من أكبر الآليات التي تعول عليها طوكيو لتعزيز تعاونها الدولي، حيث أوكلت إليها مهمة تعزيز هذا التعاون بين طوكيو والدول النامية وهي بذلك تعتبر جسرا بين الطرفين وهذا وفق الشعار الذي اعتمدته «جايكا» وتلتزم من خلاله بالتعاون مع الدول النامية ومقاسمتها حسن التدبير والخبرة اليابانيتين، بحسب نص الشعار: «نحن كجسر بين شعب اليابان والدول النامية، سنعمل على تقديم التعاون الدولي من خلال مشاركة المعرفة والخبرة وسنعمل على بناء عالم أكثر أمنًا ورخاءً». يبدو أن دور هذه الوكالة سيزداد تعاظما في ظل التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية اليابانية تجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولا بأس من التذكير في هذا الصدد، أن السفير اليابانيبالجزائر السيد ماسايا فوجيوارا، كان ذكّر بمبادئ السياسة الخارجية لبلاده تجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في رسالة وجهها الى وسائل الاعلام الوطنية – تسلمت «الشعب» نسخة منها- بعنوان: «دينامية جديدة للدبلوماسية اليابانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا: مبادىء كونو الأربعة من اجل الاستقرار والسلام في هذه المنطقة». جريدة «الشعب» التقت، في إطار الزيارة التي أجراها وفد صحفي إلى اليابان، بدعوة من وزارة الخارجية خلال الفترة الممتدة بين 9 و18 ديسمبر الماضي وضمت صحافيين يمثلون صحفا مكتوبة باللغة العربية من خمس دول عربية وهي الجزائر، تونس، الكويت، الإمارات وسلطنة عمان، التقت بمقر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» بطوكيو بالسيد ياماموتو آستوشي، مساعد مدير دائرة الشرق الأوسط وأوروبا بالوكالة اليابانية للتعاون الدولي. السيد ياماموتو أكد خلال هذا اللقاء، اهتمام الوكالة بالتعاون مع الجزائر ومع دول جنوب الصحراء بشكل عام واستعدادها لتقديم تجربتها التقنية التنموية وكذا تمويل مشاريع ذات منفعة عامة، مثل البنى التحتية وغيرها... مذكرا بتمويل الوكالة لإعادة بناء مؤسسات تربوية منها مدارس ابتدائية وثانويات بولاية بومرداس بعد الزلزال المدمر الذي ضرب الولاية سنة 2003. وفي هذا الإطار دائما، وفي سياق التعاطي مع ظاهرة الزلازل، قال ياماماتو آستوشي أن الوكالة في تعاون مستمر مع مركز البحث في الزلازل والجيوفيزياء المتواجد مقره ببوزريعة من أجل مساعدة الجزائر وتزويدها بالخبرة اليابانية في هذا المجال. أما ما يخص الاستثمارات، أكد المسؤول بالوكالة اليابانية للتعاون الدولي، أن هناك دراسة تهدف إلى ترقية استثمارات طوكيو في الجزائر في قطاع البنى التحتية. وأضاف في هذا الصدد، أن وفدا من «جايكا» سيزور الجزائر هذا الشهر للتباحث مع السلطات حول سبل تشجيع الاستثمارات اليابانية في الجزائر. للتذكير، كان منتدى جريدة «الشعب» قد استضاف البروفيسور ميتسيو يوشيدا، المستشار الأول بالوكالة اليابانية للتعاون الدولي، في ندوة نقاش سنة 2011، أين كان حينها يشرف على مشروع مشترك «سما صافية» بين وزارة البيئة والوكالة اليابانية للتعاون الدولي لمراقبة التلوث في الجزائر العاصمة.