أعلن سفير المجر بالجزائر السيد «لتسلو بوسبوك» عن عقد قمة استثنائية للاتحاد الأوروبي يوم 21 مارس الجاري لمناقشة الأزمات التي تمر بها دول المغرب العربي في ظل الاحتجاجات والثورات في بعض الدول. أكد السفير خلال الندوة الصحفية نشطها أمس بقاعة عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية، أن الاتحاد الأوروبي الذي تسلمت رئاسته جمهورية المجر منذ جانفي الفارط، يتابع عن كثب ما يجري في الساحة العربية ككل. وقال أن كل المسائل تطرح خلال القمة الاستثنائية وتعرض فيها مشاريع لمعالجة المشاكل السياسية والاقتصادية، وعلى رأسها الإرهاب. كما يتم في هذا اللقاء المرتقب، اقتراح الحلول الممكنة، والوسائل الجديرة بمكافحة الإرهاب خاصة بعد تمركز شبكاته في منطقة الساحل الممتدة جغرافيا على مساحة صحراوية و شاسعة. وأكد في سياق متصل بأن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم كل الدعم اللوجستيكي، لتقوية الأمن في منطقة الساحل لمحاربة قاعدة المغرب الإسلامي المتمركزة هناك، لما تشكله من خطر على دول المنطقة. وفي معرض رده على سؤال ل «الشعب» حول كيفية تعاطي الاتحاد الأوروبي مع الأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية منها المغاربية، قال السفير المجري انه لا بد من إجراء مقاربة لمعرفة ما تريده الشعوب العربية بالضبط من وراء موجات الغضب والاحتجاج والثورات، حتى يتسنى لدى الرؤساء والحكام اتخاذ الإجراءات المناسبة سواء في المجال السياسي والاقتصادي. وبرأيه فان الحلول لا يمكن استيرادها، حتى التجارب لا يمكن استنساخها من الدول الغربية، لأنها لا تقدم بالضرورة البديل الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة. وأضاف في هذا الصدد بأن هناك عامل هام جدا لا يمكن إهماله، و هو العدد الكبير من المسلمين في العالم الذي تجاوز المليار شخص، وبالنظر كذلك إلى خصوصية الدول العربية التي الأغلبية الساحقة من شعوبها مسلمة، وبالنظر إلى هذا المعطى يقول السفير المجري، فانه لا بد من فتح المجال للتيارات السياسية حتى لا تتخذ الحركات الاسلاموية وتتخذ من الفراغ حجة للتموقع والضرب على الوتر الحساس. وحسب السفير فان إنشاء الأحزاب السياسية التي تقبل بالرأي الآخر ولا تغلق المنافذ للاتجاه المعاكس أمر مقبول لكن تشكيل تيارات اسلاموية متعصبة لا تحترم حقوق الإنسان فهو ليس بالحل الأنسب. ولا يدافع عنها الاتحاد الأوروبي بشدة. وأبرز من خلال رده على أسئلة ل «الشعب» في نفس السياق أن الجامعة العربية تبنت بعض الطروحات التي بادرت بها دول الاتحاد لإيجاد مخرج لحالة التشنج التي تعيشها الدول العربية التي تتواجد حاليا تحت ضغط الشارع لتغيير الأوضاع المتردية، والتي ترجعها الشعوب عموما إلى فشل الأنظمة الحاكمة، مضيفا انه بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يتعاون مع الجامعة العربية لتقريب الرؤى لإيجاد الحلول الممكنة في القريب العاجل. وردا عن سؤال ل «الشعب» حول تقييمه لعلاقات التعاون الجزائرية المجرية، قال السفير المجري بأن بلاده تكن لبلادنا كل التقدير والاحترام، مشيدا بالمجهودات التي بذلتها في حربها ضد الإرهاب الذي خسرت الكثير خاصة من الناحية الاقتصادية ممتدة عبر التاريخ، حيث كانت بلده رافضة للاستعمار الفرنسي منذ 1830. وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، تحدث السفير عن استعداد المجر لتقديم مساعدات تكنولوجية ومعرفية في عدة ميادين، مذكرا بالانجازات التي ساهمت فيها المجر منها بناء الهياكل القاعدية كالسدود، كما تمتلك خبرة في مجال تربية المائيات إذ تعد بلدا مصدرا للسمك بالرغم من أنها لا تطل على البحر. وبالرغم من كل المجهودات المبذولة من اجل تقوية التعاون الاقتصادي بين البلدين، إلا أن حجم التبادلات التجارية حاليا ضئيل جدا ولا يكاد يذكر. ويمكن لهذه العلاقات الاقتصادية أن تنمو وتزدهر يقول السفير، إذا ما تم تذليل العراقيل التي تواجه المؤسسات المجرية للاستثمار في الجزائر، خاصة الإجراءات البيروقراطية، مذكرا بأن الجزائر قد سددت كل ديونها المستحقة للمجر سنة 2004.