تناول الروائيان محمد أبو سمرا من مصر وحسن داود من لبنان أهمية توظيف المكان في الرواية، باعتباره أحد مكونات البنية الحكائية، وإطار لأحداث الرواية التي تُكتب، مشيران في حديثهما إلى أنه جزء لا يتجزأ من الرواية ومن خلاله يصل القارئ إلى فضاء الأحداث وفهم مجرياتها.. أكد الروائي السوري محمد أبو سمرا خلال محاضرة نشطها أول أمس الأحد بالمعرض الدولي للكتاب بعنوان /عن المكان في الكتابة الروائية/ أكد على أهمية المكان في كتابة الرواية وسياقاتها السردية، لما له من تأثير على أحداث الرواية وشخصياتها التي تولد في أماكن لها هويتها وملامحها. وقال أبو سمرا إن المكان باعتباره صناعة روائية هول أمر أساسي في عالم الرواية، حيث يلعب دورا مهما في تشكيل شخصية الإنسان والمبدع على وجه الخصوص. وأشار محمد أبو سمرا إلى أهمية التوظيف الإيجابي للمكان في الرواية كونها كامنة في الوعي واللاوعي للإنسان، وعلى كاتب الرواية أن يجعل القارئ يعيش أحداثها ويحس بحضورها، حيث أن جمال التحدث عن المكان حسب المتحدث يكمن في تبادل الأدوار بين السارد والقارئ، حيث يتقمص شخصه ليفهم أبعاد الأحداث كلها من خلال هذا التقمص. وكمثال على ذلك قرأ أبو سمرا على الحضور إحدى روايته ليبرز أهمية المكان وكيفية توظيفه في الأعمال الأدبية، وما له من دور كبير في تشخيص أبطال العمل سيما منها الروائية حيث تناول في قراءته للرواية الجانب الطفولي من حياته، وكيف وأين ترعرع ليبرز أن هذه الشخصيات تولد وتترعرع في أماكن لها هويتها أينما كانت وأينما حلت، مشيرا إلى أن العمل الأدبي حين يفتقد المكانية فهو يفتقد خصوصيته وأصالته. من جهته تحدث الروائي والصحفي اللبناني حسن داود عن تجربته في عالم الرواية، وأهمية توظيف المكان بأسلوب جيد في أعماله الروائية، مؤكدا أن للمكان أهمية في نجاح الرواية من عدمها، إذا ما تم استخدامه في إبراز ذكريات وأحداث شهدها المكان، إذ أن حسبه أهمية المكان في العمل الأدبي لا علاقة لها بعظمته أو صغره، قائلا أنه حتى وإن تعلق الأمر بكوخ حقير أو شرفة صغيرة فللمكان أهميته في العمل الروائي. وأشار إلى أن أنه لا يمكن لأي كاتب أن يفرق بين ما هو واقعي وما نسجه خياله وربطه بأماكن غير موجودة في الواقع. واستشهد حسن داود ببعض الكتاب الذين اعتمدوا على الخيال في رواياتهم وتمكنوا من وصف أماكن ومدن ومخلوقات ليس لها وجود، مقدما مثالا على ذلك بقصة /ألف ليلة وليلة./ وأضاف المتحدث إنه بالرغم من ذلك يجب عدم إغفال المكان ودوره الرائد في الرواية، مشيرا إلى أن مجال الكتابة هو مجال /التوهم/ إلا أنه يجب أن يعتمد على الذكريات والتجارب التي يمر بها الإنسان/، سواء أراد الروائي ذلك أم لا.