على «الحراك» تجاوز المطالب التعجيزية والرهان على التغيير أكّد المحلل السياسي والباحث في المدرسة متعددة التقنيات بمونريال (كندا)، والأستاذ بجامعة وهران 1، البروفيسور أحمد بن سعدة، أول أمس، بوهران، أنّ القنوات الفضائية الغربية، تستدعي فقط الأطراف المعارضة التي تحمل فكرا إيديولوجيا ضد المؤسسة العسكرية، دون تقديم الحلول والبديل للشعب الجزائري»، مبقية على الأزمة قائمة. قال بن سعدة في محاضرة بعنوان «الحراك والربيع العربي والثورات الملونة»، بمركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية «كراسك»، إن «بعض المحللين السياسيين، لديهم فكر معارض للجيش، وكذا للمسار الانتخابي، دون بذل مساع جدية وصادقة للوصول إلى حل للأزمة. وأوضح الدكتور، مستندا إلى البحوث التي أنجزها عن الثورات الملونة، أنّ أطرافا فاعلة في المعارضة بالداخل والخارج، تحاول استغلال الحراك الجزائري، لتحريفه وتغيير مجراه، مثلما حدث مع ما يعرف بثورات الربيع العربي» والثورات الملونة في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا( جورجيا، أوكرانيا، وكير غستان)، مشيرا إلى أن أوجه التشابه بين الاحتجاجات السلمية والحركات المطلبية التي شهدتها الساحة العربية، على غرار إهداء الورود لرجال الأمن وتنظيف الشوارع واستخدام الفكاهة والسخرية وغيرها من الرموز والكتابات واللافتات والملصقات، فيما اصطلحت عليها بعض البلدان الشرقية ب»الملونة»، واختلفت تسمياتها باختلاف الظروف، على غرار ثورة «الورد» في جورجيا، و»الياسمين» في تونس و»أورونجينا» بأوكرانيا. وحذر الأستاذ بن سعدة، من خطورة وحقيقة محاولات التدخل الأجنبي في شؤون الدول، مستشهدا ببعض الأمثلة، على غرار الدور الذي لعبته الولاياتالمتحدةالأمريكية في تأجيج الاضطرابات ببعض الدول، ومحاولاتها الحثيثة لإفشال ما اصطلح على تسميته ب»ثورات الربيع العربي». وهي في الحقيقة شتاء عاصف. ودعا صاحب كتاب « الربيع العربي والثورات الملونة» الصادر في 2015 إلى تعزيز الوعي حتى يبقى الحراك جزائريا، ويفشل جميع المؤامرات والتحديات التي تستهدفه وقضيته»، معتبرا في الوقت نفسه أنّ «الحراك مفيد للبلاد، شرط أن تكون المطالب واضحة وصريحة، من أجل إحداث التغيير من خلال انتخاب رئيس شرعي لقيادة الجزائر والسير بها إلى الأمام».