لا تتجاوز نسبة امتلاء السدود الستة التي تزود العاصمة بالمياه الشروب 15٪، ما أدى إلى تسجيل الانقطاعات وحالات الغضب لدى سكان هذه المنطقة، بحسب ما كشف الأمين العام لوزارة الموارد المائية إسماعيل عميروش، ما استدعى فتح 170 بئر وإنشاء 120 بئر أخرى للإحاطة بهذه الإشكالية. حل الصيف والجزائريون يعيشون على وقع انقطاع محسوس في المياه، التي تأثر بها المواطنون بشكل كبير، ما جعل وزارة الموارد المائية تبادر ببرنامج طوارئ يتضمن حلولا على الأمدين القصير والمتوسط لتعزيز إمدادات مياه الشرب في كل منطقة من البلاد تعاني من هذه الإشكالية، بحسب ما أفاد به، أمس، إسماعيل عميروش للقناة الإذاعية الثالثة. أوضح عميروش، أن قلة التساقط خلال السنوات الثلاث الماضية لم تكن كافية لملء الأودية، التي تعتبر «فيضاناتها ضرورية لتزويد السدود»، لذلك تكثف وزارة الموارد المائية حفر الآبار في وسط البلاد، المنطقة الأكثر تأثرا بشح المياه، نظرا للكثافة السكانية العالية، ما جعل من الضروري إطلاق برنامج واسع، لاسيما في الجزائر العاصمة. وتم فتح 170 بئر ومن المقرر إنشاء 120 بئر أخرى، مفيدا أن الوقت المستغرق لإكمال بئر بمعداتها الموصولة بالكهرباء وخطوط الأنابيب هو شهران على أكثر تقدير، مؤكدا أنه «لا أحد يتحكم في الدورات الهيدرولوجية»، التجديد الاصطناعي لطبقات المياه الجوفية، لاسيما في منسوب مياه متيجة». كما ذكر المتحدث، أنه منذ ثلاث سنوات حدث انخفاض حاد في هطول الأمطار، لاسيما في المنطقتين الوسطى والغربية للبلاد، بينما لا تزال المنطقة الشرقية تسقي بشكل أفضل، موضحا أن هذا يمثل انخفاضًا بنسبة 35 إلى 40٪ سنويا، مما أدى إلى انخفاض كبير في حجم المياه المخزنة في السدود، ما دفع إلى إطلاق خطط طوارئ في عشرين ولاية عبر التراب الوطني. وأضاف، انه إذا كان الوضع في بعض الولايات يمكن التحكم فيه، فإن حالات أخرى يكون الوضع أكثر خطورة، مؤكدا أن هذه البرامج الطارئة جارية وستدعمها حلول بديلة أخرى». 22 ولاية تعاني شحا في المياه قال المتحدث، إن هناك 22 ولاية تأثرت بشدة من شح المياه في غرب البلاد، وبالتحديد في سيدي بلعباس، حيث شهد سد سيدي العبدلي معدل ملء منخفض للغاية. وكحل لذلك سيتم ربط المدينة وعديد البلديات بمحطة تحلية المياه وسد السكاك (تلمسان)،الذي سينتهي العمل به شهر جويلية المقبل. وأفاد، أن هذا المورد الجديد سيعزز ويضمن تزويد سكان سيدي بلعباس بمياه الشرب حتى الشتاء المقبل. يذكر، هناك تدابير أخرى متخذة، مثل الحلول المقدمة في ولايتي سطيف وبرج بوعريريج. تغطية الاحتياجات بتحلية المياه كما تحدث عميروش عن الاستراتيجية التي تتبناها السلطات العامة في زيادة محطات تحلية المياه في آفاق عام 2030، وهو بلوغ «تلبية 50٪ من الاحتياجات من مياه الشرب من تحلية مياه البحر»، مشيرا أنه تمت دراسة عديد محطات التحلية والانتهاء منها. كما أعلن عن «انطلاق بناء ثلاث محطات صغيرة لتحلية المياه في مارس لسد النقص في المياه في الجزائر العاصمة وتيبازة»، «ثلاث محطات سعة 10 آلاف متر مكعب في عين البنيان وزرالدة وبوسماعيل»، ومن المقرر بناء ثلاث محطات جديدة لتحلية المياه أحادية الكتلة، بطاقة إجمالية تراكمية تبلغ 150 ألف متر مكعب في اليوم، اعتبارًا من الأسبوع المقبل. وتبقى المشكلة في معاناة السدود من تراكم الطمي ما يقلص من طاقة استيعابها، في وقت سبق الحديث عن انجاز منصات عائمة لإزالة الطمي وتنظيف السدود، أمر لا يزال بعيدا على ما يبدو، في انتظار ترقب صياغة برامج جادة بإشراك متعاملين جادين يشتغلون بعيدا عن الأضواء.