أحيت ولاية مستغانم، أمس الأحد، الذكرى 64 لمعركة جبل الشيخ بقرية سيدي مسعود، التي دارت أحداثها في 14 نوفمبر 1957 والتي دامت طيلة 9 أيام. تعد معركة جبل الشيخ إحدى أهم المعارك الشاهدة على بشاعة الجرائم التي ارتكبها الاستعمار في حق أبناء المنطقة، وترسخ بطولات وتضحيات الشهداء في سبيل تحرير الجزائر. تقع مغارة جبل الشيخ بالقرب من حافة الوادي بدوار سيدي مسعود بلدية أولاد مع الله (شرق مستغانم)، حيث كانت مكان قيادة وملجأ لعبور المجاهدين وكذا مستوصفا لعلاج المصابين من المجاهدين والمدنيين ومركزا لتخزين الأدوية والمؤونة خلال الثورة التحريرية. وبتاريخ 14 نوفمبر 1957 وجد المجاهدون أنفسهم محاصرين من قبل الجيش الفرنسي بعد اكتشاف مخبئهم، الذي كان يؤوي أكثر من 100 مجاهد و10 مجاهدين مرضى. وحاولت القوات الفرنسية المحاصِرة اقتحام المغارات فاستعملت الطائرات العمودية والشاحنات والدبابات ولكنها فشلت في ذلك، بالنظر إلى كثافة النيران والدفاع البطولي للمجاهدين عن المنطقة التي لا تتجاوز مساحتها 2 كلم مربع. واستعمل جيش المستعمر الفرنسي الذي تكبد خسائر فادحة طيلة 9 أيام (مقتل 60 عسكريا وجرح 15 آخر) القنابل المسيلة للدموع والأسلحة المحظورة دوليا داخل هذه المغارات (الغازات السامة)، مما أدى إلى سقوط زهاء 100 مجاهد في ميدان الشرف وأسر المصابين والمرضى، بحسب ما تشير إليه المصادر التاريخية.