أكد الأكاديمي وأستاذ التاريخ البروفيسور رابح لونيسي، أن رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد المخلدة للذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، تحمل معان واضحة مفادها أن الجزائر دفعت ثمنا غاليا للحفاظ على وحدة ترابها الوطني ولابد من العمل على صون وحماية الوطن من كل الأخطار المحدقة بها. قال المؤرخ لونيسي ل» الشعب»، إن الجزائر محصنة بدماء الشهداء وتاريخها المجيد ولن تسمح للمتربصين بأمنها واستقرارها المساس بالأسس التاريخية للدولة وتشويه رموزها المناضلين وزرع البلبلة حول تاريخها العظيم وهو ما يسعى إليه بعض المتآمرين والخونة لضرب الأسس التاريخية للدولة الوطنية، موضحا أن رسالة الرئيس لها دلالات كثيرة تؤكد تلاحم الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة لتكون رسالة تحذيرية لكل من تسول له نفسه التطاول على الوطن والمساس بالسيادة الوطنية. وأضاف أن ما تضمنته الرسالة من شواهد على مآثر جيل من الوطنيين الأحرار الذين قدموا تضحيات جبارة في سبيل حرية واستقلال الجزائر والحفاظ على كل حدودها الترابية دون نقصان تعد مثالا بارزا على تمسك الشعب الجزائري بالسيادة الوطنية وافتخاره بجزائر الشهداء القوية بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية، قائلا إن الواجب يقتضي الوفاء للشهداء وتحقيق حلمهم في الدفاع عن الجزائر وردع مخططات الفتنة والتآمر على وحدتها. ومن هذا المنطلق أكد الأكاديمي والمختص في التاريخ، أنه لابد من الاقتداء بمرجعية الثورة التحريرية لمواجهة الصعاب ورفع التحديات، وكذا الحفاظ على مكاسب ومبادئ الثورة في مقدمتها الاستقلال والوحدة الوطنية التي لم تأت بسهولة. وإنما دفعت ملايين الشهداء ثمنا في سبيل الحصول على الاستقلال من استعمار غاشم مارس كافة أنواع الجرائم في حق الشعب الجزائري، الذي لم يستسلم بالرغم من الصعاب ما جعل الجزائر قوية بمبادئها وعظيمة بتاريخها المجيد في مختلف المراحل والمحطات التاريخية التي مرت بها. وذكر لونيسي بأن تاريخ 20 أوت حدد تضامنا مع الشعب المغربي وعرف آنذاك استشهاد أكثر من 12 ألف شهيد بعد الحملة القمعية والوحشية التي قام بها الجيش الفرنسي ضد المدنيين العزل، قائلا إنه بالرغم من الوقوف التاريخي للجزائر إلى جانب المغرب إلا أن هذا الأخير بات اليوم يتطاول على بلدنا الذي سيقف بالمرصاد في وجه كل التلاعبات وتصدى للمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر. وبخصوص تخليد الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1955 و20 أوت 1956 أبرز الأكاديمي والمختص في التاريخ أهمية هذين المحطتين الحاسمتين في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة والتاريخ الوطني على العموم بالنظر الى النتائج البارزة في تدعيم مسار تحرر الجزائر من الاستعمار الفرنسي. تابع بأن هذه الذكرى أعطت دفعا للثورة من خلال تبليغ الرسالة للمستعمر بأن الكفاح المسلح مازال مستمرا وكان تتويجا لمسيرة الثورة التحريرية بمبادئها وعظمتها بعد أن وصلت في هذا التاريخ إلى أوج قوتها من الناحية السياسية والدبلوماسية والعسكرية بالإضافة إلى تداول القضية الجزائرية على الصعيد الدولي.